أكدت إيمان عباس، الاستشارية التربوية النفسية، على أهمية التعليم في الصغر وأثره العميق على تشكيل شخصية الطفل، موضحة: "كما نعلم جميعاً، التعليم في الصغر كان نقشاً على الحجر، لكن الأهم من ذلك هو أن التعليم في هذه المرحلة لا يتوقف عند التلقين فقط، بل يعتمد بشكل أكبر على المشاهدة والتفاعل، والأطفال يتعلمون أكثر من خلال الملاحظة والتجربة المباشرة أكثر من أي شيء آخر."

تعزيز انتماء الطفل لمجتمعه

وأضافت الاستشارية التربوية النفسية، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن من الأمور التي تساهم بشكل كبير في تعزيز انتماء الطفل لمجتمعه هي إشراكه في أنشطة ومهام مفيدة، سواء في المدرسة أو في المجتمع المحيط به، فكلما شعر الطفل بأن لديه دوراً فعّالاً في المجتمع، وكلما كانت أعماله مفيدة للآخرين، كلما زادت مشاعر الانتماء لديه وأصبح أكثر إدراكاً لأهمية دوره في المجموعة.

وأوضحت إيمان عباس، الاستشارية التربوية النفسية، أن تشجيع الأطفال على التطوع والمشاركة في الأنشطة الخيرية له دور كبير في تعزيز هذه المشاعر، وعندما يساعد الطفل صديقه في فهم شيء ما، أو يشارك في نشاط يساهم في تحسين المجتمع، فإنه يشعر بالمسؤولية والأهمية، هذا الشعور يعزز انتماءه ليس فقط لمجموعة صغيرة مثل أصدقائه أو مدرسته، بل يمتد إلى الوطن ككل.

وتابعت الاستشارية التربوية النفسية: "هذه الدوائر تبدأ من البيت، حيث يتعلم الطفل أهمية المشاركة والمساهمة، ثم تكبر هذه الدوائر لتشمل المدرسة والمجتمع، وصولاً إلى الوطن، عندما يعيش الطفل هذه القيم بشكل طبيعي، من دون الحاجة إلى دروس أو تعليمات مباشرة، يصبح الانتماء والمساهمة في المجتمع جزءاً من شخصيته."

وشددت إيمان عباس، الاستشارية التربوية النفسية، على أن تقديم هذه الفرص للأطفال في سن مبكرة هو الطريق لبناء مجتمع قوي ومتماسك، حيث يكون لكل فرد دور هام في تحسين الحياة من حوله.