loading ad...
عمان - "أخاف من ألا أكون على قدر المسؤولية وأُفصل من عملي".. "مخاوفي تتزايد من فكرة الانفصال عن والدتي بعد الزواج، ما يزيد من توتري"، بينما يصرح آخر بأنه "لا استطيع انتزاع الخوف من الانفصال عن الأسرة بسبب المرض أو الموت".اضافة اعلان
كل هذه المخاوف ليست سوى حالات نفسية متكررة لدى نسبة كبيرة من الناس، باختلاف المجتمعات وطبيعتها، إذ إن القلق من الانفصال لا يقتصر على "الانفصال العاطفي أو الأسري"، بل يشمل كل ما يخشاه الإنسان من الابتعاد القسري عن الآخرين أو العمل أو الأسرة، وهي حالة نفسية تُعرف بـ "اضطراب قلق الانفصال".
هذه المشاعر لا تخفيها عزة منجد، التي شعرت بها أثناء مرض ابنها وخوفها من فقدانه في أي لحظة، رغم أنه تماثل للشفاء بعد فترة مرض طويلة، وأصبح اليوم يافعا. إلا أنها، وفي كل مرة يصاب فيها بأي حالة مرضية بسيطة، تعاودها مشاعر القلق من فقدانه والانفصال عنه، وهي التي سخرت حياتها لأجله، على حد تعبيرها.
الخوف من الانفصال عن الأصدقاء هو ايضا حالة مر بها فراس أبو حميد، كما يقول، إذ إنه منذ طفولته كان يضطر للتنقل من مدرسة إلى أخرى بسبب طبيعة عمل والده المتنقلة، ما حال دون قدرته على تكوين صداقات طويلة الأمد كما هو حال زملائه الذين استمروا في ذات المدارس، وحافظوا على علاقاتهم حتى بعد انتهاء المرحلة الجامعية.
ولعل من أكثر أنواع قلق الانفصال شيوعا، هو ذلك الذي يعاني منه الأطفال نتيجة الخوف من فقدان أحد والديهم، سواء بسبب مرض أحدهما، أو وفاة أحد الأقارب، أو نتيجة مشكلات بين الزوجين تجعل الطفل يعيش في قلق دائم من احتمال انفصال أحد الوالدين عنه. هذا النوع من القلق يمكن أن يشكل عائقا نفسيا كبيرا، يؤثر على الحالة النفسية والسلوكية والتربوية للطفل في آن واحد.
في حالة رهف، التي عاشتها في خيالها كما تقول، فقد تركت إحدى اللحظات أثرا على نفسيتها، وبخاصة في طفولتها، عندما بدأ القلق يساورها من فقدان والدها الذي كانت تراه مصدر الأمان في حياتها. هذا الخوف جاء لديها بعد مشاهدتها لمسلسل كرتوني تناول قصة فتاة انقلبت حياتها إلى جحيم بعد فقدان والدها، ما أثر بشدة على تفكيرها، خصوصا أن والدها آنذاك كان في سن متقدمة.
وعلى الرغم من أن رهف تتحدث الآن عن قصتها بأسلوب فكاهي يجعلها تضحك على ما كانت تشعر به، إلا أنها لا تنكر مدى تأثرها بتلك الأحداث في طفولتها. فقد عاشت مشاعر حزن وخوف من أن تفقد والدها وهي لا تزال طفلة، وكان خيالها يتفاعل بقوة مع القصة، ما ولد لديها خوفا من الانفصال عنه، وما قد يتبعه من معاملة سيئة من الآخرين، بحسب تصورها في ذلك الوقت. ورغم أن ذلك بقي مجرد خيال ولم يحدث، إلا أنه ترك اثرا في مرحلة من حياتها ما تزال تتذكرها حتى اليوم.
ورغم اختلاف أسباب اضطراب قلق الانفصال، وفق العديد من الدراسات النفسية، إلا أن الآثار المترتبة عليه، ومدى استمرارها، تعتمد على طبيعة الشخص، وطريقة تعامله مع الحالة، والبيئة الاجتماعية والأسرية التي مر بها لاحقا. كما أن وجود دعم مجتمعي من الأهل والأصدقاء والمحيطين، إلى جانب اللجوء إلى العلاج عند الحاجة، يلعب دورا كبيرا في التعافي.
وفي هذا السياق، يوضح مستشار الطب النفسي الدكتور وليد سرحان أن اضطراب قلق الانفصال هو حالة نفسية تتمثل في خوف مفرط من الانفصال عن أشخاص يشعر الفرد بالارتباط العاطفي بهم، وغالبا ما يكونون من الوالدين أو مقدمي الرعاية. ويعد هذا الاضطراب شائعا بشكل خاص في مرحلة الطفولة، إلا أنه قد يستمر حتى مرحلة البلوغ.
ويبين سرحان أن أبرز أسباب اضطراب قلق الانفصال قد تعود إلى عدة عوامل، من أبرزها "العوامل الوراثية"، إذ تشير دراسات، إلى أن القلق قد يكون له جذور وراثية. إلى جانب ذلك، تلعب التجارب الحياتية للفرد دورا، مثل التعرض لفقدان مبكر أو المرور بتجارب سلبية مرتبطة بالانفصال. كما أن أسلوب التربية يساهم بشكل كبير، حيث يمكن لأنماط التربية التي تتسم بالحماية الزائدة أو القلق المفرط من أحد الوالدين أن تسهم في تطوير هذا الاضطراب.
ويتم تشخيص الحالة من خلال التقييم النفسي، والذي يأخذ في الاعتبار الأعراض ومدتها وتأثيرها على حياة الفرد اليومية، إلى جانب الأعراض الظاهرة عليه.
أما عن الأعراض، فيوضح سرحان أن أبرزها يتمثل في "الخوف من الانفصال"، من خلال شعور قوي بالقلق عند الابتعاد عن شخص مقرب، وظهور أعراض جسدية مثل الغثيان، ألم البطن، أو الصداع عند التفكير في الانفصال أو مواجهته. كما قد يشعر المصاب بقلق مفرط حيال تعرض الشخص المحبوب للأذى أو الوفاة.
ومن الأعراض الشائعة أيضا؛ صعوبة النوم، حيث قد يعاني الشخص من صعوبة في الاسترخاء أو النوم بمفرده، إضافة إلى مظاهر التوتر أو العدوانية عند بعض الأفراد عند مواجهة مواقف الانفصال. وقد يلجأ البعض إلى الانسحاب من الأنشطة أو المناسبات التي قد تؤدي إلى الانفصال عن الآخرين أو عن الشخص الذي يسعى للبقاء إلى جانبه.
ورغم كل ذلك، يمكن للفرد أن يتلقى العلاج المناسب إذا أراد، من خلال استراتيجيات علاجية فعالة. من أبرزها، كما يوضح سرحان، “العلاج النفسي أو العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، والذي يعد من أنجح الوسائل في مساعدة الأشخاص على مواجهة مخاوفهم وتطوير مهارات التأقلم.
كما يمكن أن يتضمن العلاج استخدام أدوية يصفها الطبيب المختص، مثل مضادات الاكتئاب أو القلق، للمساعدة في السيطرة على الأعراض. بالإضافة إلى ذلك، يلعب "الدعم الأسري" دورا مهما في العلاج، من خلال تمكين العائلة من فهم كيفية دعم الشخص المصاب.
ويؤكد سرحان أهمية إدراك أن قلق الانفصال ليس مرحلة طبيعية، بل هو اضطراب نفسي يمكن أن يؤثر سلبا على جودة حياة الفرد. لذا، فإن طلب المساعدة المتخصصة يعد خطوة أساسية لتحسين الوضع، ومن المهم استشارة مختص نفسي للحصول على الدعم والعلاج المناسبين.
كل هذه المخاوف ليست سوى حالات نفسية متكررة لدى نسبة كبيرة من الناس، باختلاف المجتمعات وطبيعتها، إذ إن القلق من الانفصال لا يقتصر على "الانفصال العاطفي أو الأسري"، بل يشمل كل ما يخشاه الإنسان من الابتعاد القسري عن الآخرين أو العمل أو الأسرة، وهي حالة نفسية تُعرف بـ "اضطراب قلق الانفصال".
هذه المشاعر لا تخفيها عزة منجد، التي شعرت بها أثناء مرض ابنها وخوفها من فقدانه في أي لحظة، رغم أنه تماثل للشفاء بعد فترة مرض طويلة، وأصبح اليوم يافعا. إلا أنها، وفي كل مرة يصاب فيها بأي حالة مرضية بسيطة، تعاودها مشاعر القلق من فقدانه والانفصال عنه، وهي التي سخرت حياتها لأجله، على حد تعبيرها.
الخوف من الانفصال عن الأصدقاء هو ايضا حالة مر بها فراس أبو حميد، كما يقول، إذ إنه منذ طفولته كان يضطر للتنقل من مدرسة إلى أخرى بسبب طبيعة عمل والده المتنقلة، ما حال دون قدرته على تكوين صداقات طويلة الأمد كما هو حال زملائه الذين استمروا في ذات المدارس، وحافظوا على علاقاتهم حتى بعد انتهاء المرحلة الجامعية.
ولعل من أكثر أنواع قلق الانفصال شيوعا، هو ذلك الذي يعاني منه الأطفال نتيجة الخوف من فقدان أحد والديهم، سواء بسبب مرض أحدهما، أو وفاة أحد الأقارب، أو نتيجة مشكلات بين الزوجين تجعل الطفل يعيش في قلق دائم من احتمال انفصال أحد الوالدين عنه. هذا النوع من القلق يمكن أن يشكل عائقا نفسيا كبيرا، يؤثر على الحالة النفسية والسلوكية والتربوية للطفل في آن واحد.
في حالة رهف، التي عاشتها في خيالها كما تقول، فقد تركت إحدى اللحظات أثرا على نفسيتها، وبخاصة في طفولتها، عندما بدأ القلق يساورها من فقدان والدها الذي كانت تراه مصدر الأمان في حياتها. هذا الخوف جاء لديها بعد مشاهدتها لمسلسل كرتوني تناول قصة فتاة انقلبت حياتها إلى جحيم بعد فقدان والدها، ما أثر بشدة على تفكيرها، خصوصا أن والدها آنذاك كان في سن متقدمة.
وعلى الرغم من أن رهف تتحدث الآن عن قصتها بأسلوب فكاهي يجعلها تضحك على ما كانت تشعر به، إلا أنها لا تنكر مدى تأثرها بتلك الأحداث في طفولتها. فقد عاشت مشاعر حزن وخوف من أن تفقد والدها وهي لا تزال طفلة، وكان خيالها يتفاعل بقوة مع القصة، ما ولد لديها خوفا من الانفصال عنه، وما قد يتبعه من معاملة سيئة من الآخرين، بحسب تصورها في ذلك الوقت. ورغم أن ذلك بقي مجرد خيال ولم يحدث، إلا أنه ترك اثرا في مرحلة من حياتها ما تزال تتذكرها حتى اليوم.
ورغم اختلاف أسباب اضطراب قلق الانفصال، وفق العديد من الدراسات النفسية، إلا أن الآثار المترتبة عليه، ومدى استمرارها، تعتمد على طبيعة الشخص، وطريقة تعامله مع الحالة، والبيئة الاجتماعية والأسرية التي مر بها لاحقا. كما أن وجود دعم مجتمعي من الأهل والأصدقاء والمحيطين، إلى جانب اللجوء إلى العلاج عند الحاجة، يلعب دورا كبيرا في التعافي.
وفي هذا السياق، يوضح مستشار الطب النفسي الدكتور وليد سرحان أن اضطراب قلق الانفصال هو حالة نفسية تتمثل في خوف مفرط من الانفصال عن أشخاص يشعر الفرد بالارتباط العاطفي بهم، وغالبا ما يكونون من الوالدين أو مقدمي الرعاية. ويعد هذا الاضطراب شائعا بشكل خاص في مرحلة الطفولة، إلا أنه قد يستمر حتى مرحلة البلوغ.
ويبين سرحان أن أبرز أسباب اضطراب قلق الانفصال قد تعود إلى عدة عوامل، من أبرزها "العوامل الوراثية"، إذ تشير دراسات، إلى أن القلق قد يكون له جذور وراثية. إلى جانب ذلك، تلعب التجارب الحياتية للفرد دورا، مثل التعرض لفقدان مبكر أو المرور بتجارب سلبية مرتبطة بالانفصال. كما أن أسلوب التربية يساهم بشكل كبير، حيث يمكن لأنماط التربية التي تتسم بالحماية الزائدة أو القلق المفرط من أحد الوالدين أن تسهم في تطوير هذا الاضطراب.
ويتم تشخيص الحالة من خلال التقييم النفسي، والذي يأخذ في الاعتبار الأعراض ومدتها وتأثيرها على حياة الفرد اليومية، إلى جانب الأعراض الظاهرة عليه.
أما عن الأعراض، فيوضح سرحان أن أبرزها يتمثل في "الخوف من الانفصال"، من خلال شعور قوي بالقلق عند الابتعاد عن شخص مقرب، وظهور أعراض جسدية مثل الغثيان، ألم البطن، أو الصداع عند التفكير في الانفصال أو مواجهته. كما قد يشعر المصاب بقلق مفرط حيال تعرض الشخص المحبوب للأذى أو الوفاة.
ومن الأعراض الشائعة أيضا؛ صعوبة النوم، حيث قد يعاني الشخص من صعوبة في الاسترخاء أو النوم بمفرده، إضافة إلى مظاهر التوتر أو العدوانية عند بعض الأفراد عند مواجهة مواقف الانفصال. وقد يلجأ البعض إلى الانسحاب من الأنشطة أو المناسبات التي قد تؤدي إلى الانفصال عن الآخرين أو عن الشخص الذي يسعى للبقاء إلى جانبه.
ورغم كل ذلك، يمكن للفرد أن يتلقى العلاج المناسب إذا أراد، من خلال استراتيجيات علاجية فعالة. من أبرزها، كما يوضح سرحان، “العلاج النفسي أو العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، والذي يعد من أنجح الوسائل في مساعدة الأشخاص على مواجهة مخاوفهم وتطوير مهارات التأقلم.
كما يمكن أن يتضمن العلاج استخدام أدوية يصفها الطبيب المختص، مثل مضادات الاكتئاب أو القلق، للمساعدة في السيطرة على الأعراض. بالإضافة إلى ذلك، يلعب "الدعم الأسري" دورا مهما في العلاج، من خلال تمكين العائلة من فهم كيفية دعم الشخص المصاب.
ويؤكد سرحان أهمية إدراك أن قلق الانفصال ليس مرحلة طبيعية، بل هو اضطراب نفسي يمكن أن يؤثر سلبا على جودة حياة الفرد. لذا، فإن طلب المساعدة المتخصصة يعد خطوة أساسية لتحسين الوضع، ومن المهم استشارة مختص نفسي للحصول على الدعم والعلاج المناسبين.
0 تعليق