سجّل سهم شركة آبل (AAPL) المدرج في بورصة ناسداك الأمريكية ارتفاعًا لافتًا خلال جلسة التداول الأخيرة، ليغلق عند مستوى 198.15 دولارًا، محققًا مكاسب يومية قوية بنسبة +4.06% أو ما يعادل +7.73 دولارًا للسهم.
هذا الارتفاع القوي ترافق مع تداولات نشطة وكثيفة تجاوزت 87.4 مليون سهم، مقارنة بمتوسط تداول يبلغ 61.4 مليون سهم خلال الثلاثة أشهر الماضية، مما يعكس موجة قوية من الإقبال على السهم من قبل المستثمرين والمؤسسات المالية.
ويأتي الارتفاع اللافت امتدادًا لاتجاه صعودي ملحوظ بدأ منذ بداية أبريل، مدعومًا بتحسّن معنويات السوق تجاه قطاع التكنولوجيا ككل، وبشكل خاص تجاه سهم آبل، الذي شهد خلال اليومين الماضيين نشاطًا استثنائيًا بدعم من التوقعات الإيجابية حول نتائج أعمال الشركة المرتقبة.
وتزامن ذلك مع إشارات متعددة من محللين عالميين تشير إلى توصيات شراء واضحة مع رفع مستهدفات السعر، في ضوء الأداء التشغيلي القوي، واستقرار هوامش الربحية، والتوسع في خطوط الإنتاج والخدمات.
عوامل الدعم وراء الصعود القوي
ويُعزى الأداء الإيجابي الأخير إلى حزمة من المحفزات المتداخلة، في مقدمتها، تزايد التوقعات الإيجابية بشأن نتائج الربع المالي المقبل، والتي ينتظر أن تعكس نموًا مستمرًا في إيرادات الشركة بفضل مبيعات قوية لهواتف آيفون وسماعات AirPods، إلى جانب توسع خدمات Apple Pay وiCloud.
كما أسهم استمرار الشركة في إعادة شراء الأسهم بوتيرة قوية في دعم السعر السوقي، وهو ما يُعد مؤشرًا على ثقة الإدارة في مستقبل السهم.
وفي سياق متصل، أفادت البيانات المجمعة أن سهم آبل يستفيد حاليًا من تحسّن واسع في شهية المخاطرة بالأسواق الأمريكية، مدفوعًا بتراجع توقعات رفع أسعار الفائدة الفيدرالية، مما أعاد الزخم إلى أسهم التكنولوجيا الثقيلة.
وباعتبار أن آبل تمتلك وزنًا مؤثرًا في مؤشر ناسداك، فإن أي حركة قوية في سعر سهمها غالبًا ما تؤثر على الاتجاه العام للمؤشر، وقد لوحظ أن مكاسب ناسداك خلال الجلسة الأخيرة جاءت متزامنة مع صعود آبل.
رؤية تاريخية واتجاه صعودي طويل المدى
وعند النظر إلى الرسم البياني لسهم آبل خلال السنوات الخمس الماضية، يتضح أن السهم يتحرك في مسار صعودي واضح طويل الأجل، مع تسجيل قمم وقيعان متزايدة تدل على استقرار وثقة متصاعدة من المستثمرين، وقد تمكن السهم من الصعود من مستويات قريبة من 164 دولارًا في بدايات عام 2024 إلى أعلى مستوياته الأخيرة قرب 199.5 دولارًا، ويُعد هذا الارتفاع انعكاسًا مباشرًا لنمو العائدات والإيرادات، فضلاً عن نجاح الشركة في الابتكار وإطلاق منتجات تلبي تطلعات السوق.
المؤشرات المالية تعزز الجاذبية الاستثمارية
وتُظهر المؤشرات المالية لسهم آبل قوة استثنائية في الأداء، إذ تبلغ القيمة السوقية للشركة نحو 2.98 تريليون دولار، ما يجعلها واحدة من أكبر الشركات المدرجة عالميًا من حيث رأس المال السوقي، أما ربحية السهم الأساسية (EPS)، فقد سجلت 6.31 دولارًا، بينما بلغ مكرر الربحية (P/E) حوالي 31.4 مرة، ما يعكس تقييمًا مرتفعًا نسبيًا، لكنه مدعوم بالنمو المستدام والربحية العالية، ومن ناحية أخرى، يحظى السهم بنسبة عائد توزيعات أرباح تبلغ 0.5%.
وتوزع الشركة 1.00 دولار لكل سهم سنويًا، مع استمرارية في رفع التوزيعات للسنة الثالثة عشرة على التوالي، ما يعزز ثقة المستثمرين في التزام الإدارة بتحقيق عوائد طويلة الأجل، ويبلغ عدد الأسهم القائمة نحو 15.022 مليار سهم، ويُظهر معامل بيتا عند 1.26 أن السهم يتسم بدرجة تقلب معتدلة مقارنة بالسوق، ما يجعله خيارًا متوازنًا بين النمو والاستقرار.
ما بعد الإغلاق ونظرة مستقبلية
بعد الإغلاق، شهد السهم بعض التراجع الطفيف بنسبة -0.59% ليصل إلى 196.98 دولارًا، حيث أن عمليات جني أرباح طبيعية بعد المكاسب القوية المسجلة، ويرى مراقبون أن الاتجاه الصعودي قد يستمر خلال الجلسات المقبلة، لا سيما مع اقتراب الإعلان عن النتائج الفصلية في 1 مايو 2025، ما يدفع المستثمرين للبقاء في السهم ترقبًا لأداء مالي قد يفوق التوقعات.
وفي ظل استمرار الشركة في سياسات مالية مرنة تشمل إعادة شراء الأسهم والتوسع في الأسواق الدولية، يظل سهم آبل مرشحًا للبقاء ضمن قائمة الأسهم القيادية الأعلى جاذبية خلال الربع الثاني من 2025.
0 تعليق