حادث على الطريق

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بقلم الدكتور منذر القضاة

الحمدُ لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد

وقع لي يوم الأربعاء الموافق 9/4/2025م ، وفي حدود الساعة العاشرة وأربعين دقيقة صباحا خلال ذهابي للدوام في الجامعة وأنا قادم من محافظة الزرقاء على طريق بيرين – نزول بيرين الحاد – حادث سير ، وقد سلمني الله من النجاة من الحادث ، أو أن أتسبب بضرر للآخرين أو سياراتهم على هذه الطريق .

سيارتي التي حصل لها الحادث هي نوع هيونداي توسان Hyundai Tucson موديل 2009 ، وأنا أسوقها منذ عشر سنوات تقريبا ، وأنا محافظ عليها بالصيانة الدورية ، ولم يظهر قبل الحادث على تبلوه السيارة (لوحة العدادات ) أي مؤشر تحذيري يفيد بارتفاع الحرارة أو وجود أي مشكلة ، أو وجود خلل أو عطل في أحد أنظمة السيارة إلا أنني فوجئت خلال النزول الحاد – علما أنني لا أسوق بسرعات عالية – بأنَّ مقود السيارة ( الستيرنغ ) بلَّط وأصبح صلبا ، ولم يعد يستجيب لي ، وأصبح هناك صعوبة في الدوران خلال الشارع ، وأنني أتوجه بسرعة باتجاه الجزيرة الوسطية للشارع ، كما أنَّ بريك السيارة أصبح ثقيلاً جداً لا يستجيب .

فما كان مني وخلال أقل من جزء من الثانية إلا أن قمت بسحب الهند بريك للأعلى لأقوم بوقف السيارة ؛ فحدث عندها ارتداد قوي مما تسبب لحظتها بفتلان السيارة ودورانها على نفسها عدة مرات ، وأوشكت السيارة لحظتها على الانقلاب ، واصطدامها بقوة برصيف الشارع الأيمن بل وصعود جزء من السيارة الأمامي على طرف الرصيف ، وأصبحت السيارة بوضعية عكس السير .

والحمد لله كنت مركّب حزام الأمان حيث شعرت لحظة الاصطدام بطرف الرصيف بأنني أوشك على الانقذاف من السيارة .

خرجت بفضل الله من السيارة ، وتفقدت نفسي ، ورغم تسارع أنفاسي ، وسرعة دقات قلبي فقد توقعت خلال اللحظات الأولى للحادث وبعد استقرار وضعية السيارة على أرض الشارع أن تهب السيارات الصاعدة للأعلى على الجهة الأخرى من الشارع ، أو السيارات النازلة من جهتي بالمساعدة ، أو تفقد حالتي الصحية على الأقل

إلا أنَّ هذا للأسف لم يحدث أبدا مما أحزنني جدا

لكن بعد لحظات قليلة توقفت سيارة بعد مرورها عني بعدة أمتار ، وإذا بزميلي في الجامعة والكلية الدكتور محمد الأحمد العمري يتوقف ليهرع إلي ملهوفاً مطمئنا على صحتي ؛ فجزاه الله خيرا

تفقدني الدكتور محمد من أي إصابة ، ورفع حالتي المعنوية ، وأجلسني على كرسي أحضره من سيارته ، وتفقد سيارتي بسرعة ، وأحضر لي كوباً من اليانسون

لتهدئة أعصابي .

تمَّ الاتصال مع ابني هيثم – حفظه الله – الذي وصلني سريعاً من عمله وأجرى اتصالاته ثمَّ تمَّ سحب السيارة بواسطة الونش باتجاه الميكانيكي في الزرقاء

تبين لاحقاً من خلال فحص السيارة من قبل الميكانيكي أنَّ هناك ماسورة مثقوبة وهرَّبت ماء السيارة بالكامل ، وحدث نتيجة لذلك للسيارة ارتفاع في الحرارة أدَّى إلى انطفاء السيارة خلال سيرها وشل حركة الستيرنج .

هذا ما حدث معي أيها الاحبة وقد أحببت أن أشارككم حكايتي هذه على الطريق

وقد خرجت من هذا الحادث البسيط بفوائد ونصائح أجملها لكم على النحو الآتي :

1. المداومة على الأذكار الصباحية والمسائية وقبيل النوم فيها خير عظيم لحفظ النفس والأولاد والمال .

2. لا يعلم الإنسان ما قد يحدث له ؛ فالواحد منَّا في هذه الحياة الدنيا منصهر في زخرفها ومتاعها، حتى يصل الحال إلى أن ينسى أنه سيصل لأجل محدود، ووقت معدود، وأنه لا بدَّ من النهاية التي لا مفرَّ منها ألا وهي الخروج من هذه الدنيا

فكن مستعدا للقاء الله .

3. المداومة على عمل فحص دوري للسيارة ، والتأكد من عدم وجود أعطال قد تتسبب بحادث لا قدر الله .

4. إنَّ ربط حزام الامان هو الخطوة الأهمّ للحفاظ على نفسك عند وقوع حادث: فإن ربط حزام الأمان حسب الدراسات يقلّل من احتمال الموت في حادث بنسبة %45، ومن الإصابة بإصابة شديدة بنسبة %50. ويقلّل من احتمال الانقذاف من المركبة عند وقوع حادث بـ 30 ضعفًا.

5. التحلي بالهدوء ورباطة الجأش وعدم الخوف .

6. على الآخرين الذين قد يتوقفون للمساعدة السؤال عن أي إصابات من الممكن أن تكون قد حدثت لأطراف الحادث .

7. اعتقد أن التوقف لمساعدة الآخرين الذين يتعرضون لحوادث هو واجب شرعي بقدر الإمكان وأن يتم طلب المساعدة الضرورية بحسب الظروف الموجودة .

8. عدم الارتباك أثناء الحادث والاتصال فوراً بأرقام الطوارئ ، (911) والتبليغ عن الحادث بدقة في حال حدوث إصابات أو أضرار جسدية .

9. السجود لله شكرا ، والاكثار من حمد الله على النجاة وعدم التسبب بضرر للآخرين ؛ فبفضل الله لم يتسبب الحادث بأي أذى لي ، أو للآخرين على الطريق ، أو للطريق نفسه ما عدا ما أصاب محرك السيارة من أضرار نسأل الله أن يعوضنا عنها خيرا .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق