loading ad...
رغم اعتبار النظام النباتي خيارًا صحيًا شائعًا، إلا أن دراسة حديثة حذّرت من أنه قد لا يكون الأفضل للأشخاص فوق سن السبعين، ما لم تتم مراقبة جودة التغذية بعناية.اضافة اعلان
وبحسب دراسة نُشرت في مجلة npj Aging الطبية في أبريل 2025، قام باحثون من جامعة فودان في شنغهاي – الصين، بتحليل بيانات 2,888 شخصًا من كبار السن، يبلغ متوسط أعمارهم 72 عامًا، استنادًا إلى بيانات "المسح الصيني الطولي لصحة وطول عمر المسنين" (Chinese Longitudinal Healthy Longevity Survey).
وهدفت الدراسة إلى فهم العلاقة بين أنواع الأنظمة النباتية (كالنظام النباتي الصرف، والنباتي الذي يتناول البيض، والنباتي الذي يتناول الأسماك) والصحة العامة، بما في ذلك الصحة الجسدية والعقلية والإدراكية.
وبعد متابعة استمرت نحو ست سنوات، تبيّن أن فقط 572 من المشاركين (حوالي 20%) استوفوا معايير "الشيخوخة الصحية" – أي عدم الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم، وعدم وجود ضعف في القدرات الجسدية أو الإدراكية.
وتوصّل الباحثون إلى أن متّبعي الأنظمة النباتية كانوا أقل احتمالًا للوصول إلى مرحلة الشيخوخة الصحية مقارنة بمن يتناولون اللحوم (النظام الغذائي المتكامل). كما أشارت النتائج إلى أن الأشخاص الذين التزموا بالنظام النباتي منذ عمر الستين كانوا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة وضعف القدرات الجسدية والإدراكية.
ومع ذلك، أوضحت الدراسة أن جودة النظام الغذائي كانت عاملًا حاسمًا. إذ أظهر النباتيون الذين تناولوا وجبات متوازنة ومكتملة غذائيًا نتائج صحية مماثلة للذين يتبعون نظامًا غذائيًا شاملاً. وأشارت النتائج إلى أن ما يقرب من نصف كبار السن لم يلبّوا الحد الأدنى الموصى به من البروتين الغذائي.
وأكد الباحثون أن النظام الغذائي المثالي لكبار السن يجب أن يتضمّن مزيجًا متوازنًا من مصادر نباتية وحيوانية. كما اعتبروا دراستهم أول دراسة مستقبلية من نوعها تبحث في تأثير النظام النباتي على الصحة العامة لدى المسنين الأصحاء.
وتشمل الأنظمة النباتية أنواعا مختلفة منها النظام النباتي الصرف، المعروف بالـVegan، وهو أكثر الأنظمة النباتية صرامة، حيث يستبعد تمامًا جميع المنتجات الحيوانية. يتغذى من يتبعون هذا النظام على الفواكه، الخضروات، البقوليات، الحبوب الكاملة، المكسرات، والبذور، كما يستخدمون الزيوت النباتية في الطهي.
وهذا النظام لا يتضمن أي نوع من اللحوم أو الأسماك أو البيض أو منتجات الألبان، ويبتعد بعض أتباعه أيضًا عن العسل. يُعتبر هذا النمط الغذائي شائعًا بين الأشخاص الذين يتبعونه لأسباب أخلاقية أو بيئية، إلا أنه يتطلب عناية كبيرة لتجنب النقص الغذائي، خاصة في البروتين وفيتامين B12 والكالسيوم.
أما النظام النباتي الذي يتضمن البيض، أو ما يُعرف بـOvo-Vegetarian، فهو نظام أكثر مرونة من النباتي الصرف. لا يتناول من يتبعونه اللحوم أو منتجات الألبان، لكنهم يحتفظون بتناول البيض كمصدر أساسي للبروتين الحيواني. يعتمد هذا النظام على نفس الأساس النباتي من خضروات وفواكه وبقوليات، لكن يُضاف إليه البيض لتعويض بعض النقص الغذائي، مما يجعله خيارًا غذائيًا أكثر توازنًا من النباتي الصرف في بعض الحالات.
أما النظام النباتي الذي يشمل الأسماك والمأكولات البحرية، المعروف بـPesco-Vegetarian أو Pescatarian، هو خيار شائع بين من يرغبون بتقليل استهلاك اللحوم الحمراء دون التوقف تمامًا عن تناول البروتين الحيواني. يتناول أتباع هذا النظام جميع المكونات النباتية، وقد يشمل النظام أيضًا البيض ومنتجات الألبان حسب التفضيل الشخصي، لكنهم يعتمدون بشكل أساسي على الأسماك مثل السلمون والتونة كمصدر للبروتين الحيواني وأحماض الأوميغا 3. لا يتضمن هذا النظام اللحوم الحمراء أو البيضاء مثل لحم البقر أو الدجاج، ويُعد خيارًا وسطيًا يجمع بين فوائد التغذية النباتية ومنافع البروتينات البحرية.
ويوصى الأشخاص النباتيين بمراجعة أطبائهم بشأن احتياجاتهم الغذائية، نظرًا لارتفاع خطر الإصابة بنقص فيتامين B12، وفيتامين D، والكالسيوم، والحديد، والزنك، إضافة إلى البروتين. وإن لم يُعالج، فقد يؤدي هذا النقص إلى حالات مثل الأنيميا (فقر الدم)، هشاشة العظام، بل وحتى العمى، بحسب مقال نُشر عام 2022 في Journal of Preventive Medicine and Hygiene.
اقرأ أيضا:
0 تعليق