في خطوة فاجأت السوق قفزت إيثريوم بأكثر من 21 % عن أدنى مستوياتها، عند 1380 دولارًا، لتسجل انتعاشة قوية خلال الفترة الأخيرة.
وجاءت هذه الحركة مباشرة بعد إعلان تعليق متبادل للرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا، وهو ما بعث التفاؤل في الأسواق العالمية، مما أدى إلى موجة تعافٍ واسعة في الأصول عالية المخاطر، وكانت إيثريوم من أبرز المستفيدين.
ورغم هذا الارتداد لا تزال إيثريوم تتداول دون مستويات فنية محورية، والبنية العامة لحركتها السعرية تشير إلى مرحلة تجميع مستمرة أكثر من كونها انعكاسًا واضحًا في الاتجاه.
ويرى المحللون أن الفشل في استعادة النطاق السعري ما بين 1800 و2000 دولار يبقي الاتجاه طويل الأجل في موضع شك.
لكن البيانات على السلسلة الصادرة عن منصة "كريبتو كوانت" تضيف بعدًا جديدًا للتوقعات، فلا تزال إيثريوم تتداول دون سعرها المحقق، وهو متوسط السعر الذي تم فيه آخر تحرك لكل وحدة إيثريوم في السوق، وهذا السيناريو لطالما اعتبر منطقة تراكم عالية الاحتمالية، وغالبًا ما يظهر مرة واحدة خلال كل دورة سوقية.
بحسب عدد من المحللين قد تمثل هذه الظروف فرصة نادرة للمستثمرين المخالفين للتوجه العام، أولئك الذين ينظرون إلى ما وراء التقلبات قصيرة الأجل والضبابية الاقتصادية، ومع استمرار إيثريوم في مرحلة التماسك تبقى الأنظار موجهة نحو قدرتها على البناء على هذا الزخم الحالي.
اختبار حرج لإيثريوم وسط التقلبات والتوترات التجارية
تواجه إيثريوم لحظة فارقة بعد أسابيع من الضغط البيعي العنيف والتقلبات الحادة، وقد شهدت الأسواق عمومًا حالة من الاضطراب نتيجة الضبابية الاقتصادية وتزايد التوترات التجارية العالمية والتي أثرت سلبًا على ثقة المستثمرين، وتعد العملات الرقمية وعلى رأسها إيثريوم من أكثر القطاعات تضررًا، حيث فقدت أكثر من 60% من قيمتها منذ أواخر ديسمبر مما أثار مخاوف من استمرار السوق الهابطة لفترة أطول.
ومع ذلك تلوح في الأفق بوادر تحول فقد بدأت القوى الشرائية في الظهور من جديد، حيث شهدت إيثريوم انتعاشًا وتأسيس دعم قوي أعلى من 1400 دولار، ويأتي هذا التعافي في أعقاب تذبذبات حادة شملت ليس فقط سوق العملات الرقمية بل أيضًا أسواق الأسهم العالمية، والتي سجلت بدورها انتعاشًا ملموسًا بعد إعلان تعليق الرسوم الجمركية مؤقتًا.
ومع ذلك تظل إيثريوم دون مستويات مقاومة مهمة، وخاصة مستوى 2000 دولار الذي يعتبر أكثر من مجرد حاجز نفسي، ووفقًا لتحليل المحلل المعروف كوينتن فرانسوا، فإن إيثريوم تتداول حاليًا دون سعرها المحقق والذي يعكس متوسط تكلفة اقتناء العملات في السوق.
تاريخيًا غالبًا ما ارتبط هذا الوضع بفرص شراء استثنائية، ويعتقد فرانسوا أن هذه اللحظة قد تمثل فرصة لا تتكرر سوى مرة واحدة في الدورة السوقية أو ربما مرة واحدة في العمر للمستثمرين طويلِي الأمد الذين يتطلعون إلى شراء إيثريوم بأسعار أقل من قيمتها الحقيقية، وستحدد الأيام المقبلة ما إذا كانت قوى السوق الصاعدة قادرة على تجاوز مستويات المقاومة الأساسية وتغيير المزاج العام باتجاه تعافٍ مستدام.
تفاصيل الحركة السعرية.. مستويات يجب استعادتها
يتم تداول إيثريوم حاليًا عند مستوى 1650 دولارًا بعد أن فشلت في اختراق حاجز 1700 دولار، وهو مستوى تقني ونفسي لا يزال يعيق تقدم المشترين، وعلى الرغم من الارتداد الحاد الذي شهده السوق في وقت سابق من الأسبوع، إلا أن إيثريوم لا تزال عالقة ضمن نطاق تماسك سعري وتعاني في تحديد اتجاه واضح وسط أجواء السوق المضطربة.
ولكي تستعيد القوى الصاعدة السيطرة وتدفع باتجاه تعافٍ أقوى يجب على إيثريوم اختراق مستوى 1850 دولارًا، وهو المستوى الذي يتوافق مع المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم على الإطار الزمني لأربع ساعات وكذلك مع المتوسط الأسي لنفس الإطار الزمني.
هذان المؤشران يشكلان مقاومة فنية قصيرة المدى منذ أن كسرت إيثريوم حاجز 2000 دولار في فبراير الماضي، واستعادتهما تُعد خطوة حاسمة لتأكيد التحول في الاتجاه.
وفي حال فشلت إيثريوم في تجاوز مستوى 1750 دولارًا خلال الأيام المقبلة فإن احتمالية الهبوط تزداد بشكل كبير فقد يؤدي رفض السعر عند المستويات الحالية إلى موجة بيع جديدة قد تدفع بالسعر دون مستوى الدعم البالغ 1500 دولار، وهو ما سيزيد الضغط على المشترين ويقوض المكاسب الأخيرة.
ومع استمرار هشاشة المعنويات في السوق وتأثير التوترات الاقتصادية على ثقة المستثمرين، تبقى إيثريوم في مفترق طرق حرج، حيث إن اختراق مستويات المقاومة بات أمرًا ضروريًا لتحويل النظرة العامة من سلبية إلى محايدة.
0 تعليق