الريادة من أجل الأثر

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تُعد ريادة الأعمال الاجتماعية في العالم العربي مجالاً واعداً يسعى إلى تحقيق تأثير إيجابي على المجتمع والبيئة من خلال حلول مبتكرة ومستدامة. في السنوات الأخيرة، شهدت المنطقة نمواً ملحوظاً في هذا القطاع، مدفوعاً بتزايد الوعي بالتحديات الاجتماعية والاقتصادية، ورغبة الشباب في إحداث تغيير إيجابي.

- نظرة عالمية على ريادة الأعمال الاجتماعية:

وفقاً لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2024، يوجد حوالي 10 ملايين مؤسسة اجتماعية حول العالم، تولد ما يقرب من 2 تريليون دولار من العائدات السنوية، وتوفر أكثر من 200 مليون وظيفة. من الجدير بالذكر أن واحدة من كل مؤسستين اجتماعيتين عالمياً تقودها نساء، مقارنة بواحدة من كل خمس مؤسسات تقليدية.

- ريادة الأعمال الاجتماعية في المملكة العربية السعودية:

في المملكة العربية السعودية، يُقدر أن المؤسسات الاجتماعية المستدامة مالياً يمكن أن تساهم بنسبة إضافية تبلغ 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي سنوياً، وتصنع أكثر من 250,000 وظيفة بحلول عام 2030. حسب المؤشر العالمي الذي أصدرتها مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية (مسك).

- ريادة الأعمال الاجتماعية في الإمارات العربية المتحدة:

في الإمارات العربية المتحدة، أظهر تقرير GEM أن 80% من الإماراتيين يعتبرون ريادة الأعمال خياراً مهنياً جيداً، و60% يرون فرصاً جيدة لبدء مشروع جديد في المستقبل القريب. ومع ذلك، يعتقد 50% فقط أنهم يمتلكون المهارات والمعرفة اللازمة لبدء عمل تجاري، وذلك بحسب المؤشر العالمي لريادة الأعمال GEM.

- التحديات والفرص في العالم العربي:

على الرغم من هذه التطورات الإيجابية، يواجه رواد الأعمال الاجتماعيين في العالم العربي تحديات متعددة، منها:

* نقص التمويل والدعم المالي: تواجه المؤسسات الاجتماعية صعوبة في الوصول إلى التمويل اللازم لتوسيع نطاق أعمالها.

* البيئة التنظيمية والقانونية: تفتقر العديد من الدول العربية إلى أطر قانونية واضحة تدعم ريادة الأعمال الاجتماعية.

* التعليم والتدريب: هناك حاجة ماسة لبرامج تعليمية وتدريبية متخصصة في مجال ريادة الأعمال الاجتماعية.

مع ذلك، توفر هذه التحديات فرصاً للنمو والتطور، خاصة مع تزايد الاهتمام العالمي والمحلي بالاستثمار في المشاريع ذات الأثر الاجتماعي والبيئي الإيجابي.

- دور المؤسسات والمنظمات الداعمة:

تلعب المنظمات غير الحكومية والمؤسسات التعليمية دوراً حيوياً في دعم رواد الأعمال الاجتماعيين في المنطقة. على سبيل المثال، تعمل منظمة "إنجاز العرب" على تقديم برامج تدريبية للشباب في مجالات الاستعداد الوظيفي، والثقافة المالية، وريادة الأعمال، بهدف تمكينهم من بدء مشاريعهم الخاصة وتحقيق تأثير إيجابي في مجتمعاتهم.

- الخلاصة:

تُظهر الإحصاءات والتوجهات الحالية أن ريادة الأعمال الاجتماعية في العالم العربي تمتلك إمكانيات كبيرة للمساهمة في التنمية المستدامة، وخلق فرص العمل، وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية. من خلال تعزيز الدعم المالي، وتطوير الأطر القانونية، وتوفير التعليم والتدريب المناسبين، يمكن لهذا القطاع أن يحقق تأثيراً إيجابياً ومستداماً في المنطقة.

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق