ارتفاع مفاجئ في التوقعات بدفع من البنوك المركزية وصناديق الاستثمار
في مذكرة بحثية حديثة، أعلن بنك جولدمان ساكس عن تعديل توقعاته لسعر الذهب بنهاية عام 2025، حيث رفع السعر المستهدف إلى 3700 دولارًا للأونصة، مقارنة بالتوقعات السابقة التي حددت السعر عند 3300 دولار.
وأوضح البنك أن هذا التعديل جاء نتيجة زيادة غير متوقعة في الطلب من البنوك المركزية حول العالم، إلى جانب ارتفاع تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة بالذهب وسط تصاعد واضح في مخاوف الركود الاقتصادي العالمي.
وتوقعت المؤسسة المالية العالمية أن يتحرك سعر الذهب ضمن نطاق سعري يتراوح بين 3650 و3950 دولارًا للأونصة خلال الفترة المتبقية من العام المقبل، ما يشير إلى حالة من التقلب المدعوم بعوامل اقتصادية عالمية معقدة.
البنوك المركزية تدعم المعدن الأصفر كملاذ آمن
أشار بنك جولدمان ساكس إلى أن الطلب المتزايد من البنوك المركزية على الذهب كان أحد المحركات الرئيسية وراء رفع التوقعات.
فمع تصاعد التوترات الاقتصادية والجيوسياسية، باتت العديد من البنوك المركزية، خاصة في الدول النامية والناشئة، تسعى لزيادة احتياطاتها من الذهب كوسيلة للتحوّط من تقلبات الأسواق والضغوط التضخمية المحتملة.
ويرى البنك أن هذا التوجه قد يستمر في عام 2025، لا سيما مع تزايد احتمالات تباطؤ النمو في الاقتصادات الكبرى، وهو ما يدفع المؤسسات النقدية إلى البحث عن أدوات آمنة ومستقرة لدعم احتياطاتها النقدية.
صناديق الاستثمار المتداولة تضخ السيولة في السوق
في السياق ذاته، لفت التقرير إلى أن صناديق الاستثمار المتداولة بالذهب، والمعروفة باسم ETFs، قد بدأت تشهد تدفقات إيجابية متسارعة منذ بداية العام الجاري، في إشارة إلى عودة اهتمام المستثمرين بالمعدن الأصفر باعتباره ملاذًا تقليديًا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.
ويرجح البنك أن تستمر هذه التدفقات خلال الأشهر المقبلة، خاصة إذا تأكدت التوقعات بشأن حدوث ركود اقتصادي عالمي، ما يعزز شهية المستثمرين تجاه الذهب ويزيد من الضغط الصعودي على الأسعار.

الذهب قد يصل إلى 3880 دولارًا
من أبرز السيناريوهات التي تناولها تقرير جولدمان ساكس، احتمال حدوث ركود اقتصادي عالمي خلال عام 2025، وأوضح البنك أنه إذا تحققت هذه الفرضية، فإن صناديق الاستثمار المتداولة قد تشهد تسارعًا في تدفقاتها، وهو ما قد يدفع سعر الذهب للارتفاع إلى مستوى 3880 دولارًا للأونصة بنهاية العام.
ويرى البنك أن هذا السيناريو ليس بعيدًا عن الواقع، خصوصًا في ظل السياسات النقدية المشددة التي تتبعها بعض البنوك المركزية الكبرى مثل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، لمحاربة التضخم، ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تباطؤ اقتصادي شامل.
في حال تحسن النمو العالمي.. الذهب قد يتراجع إلى 3550 دولارًا
وعلى الجانب الآخر، لم يغفل البنك في مذكرته البحثية سيناريو تحسن النمو الاقتصادي العالمي، والذي من شأنه أن يقلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن، وفي هذه الحالة، رجح جولدمان ساكس أن يتراجع سعر الذهب ليصل إلى نحو 3550 دولارًا للأونصة بحلول نهاية عام 2025.
ومع ذلك، أكد البنك أن هذا التراجع سيظل ضمن نطاق مقبول، ولن يؤثر سلبًا على الاتجاه العام الصاعد الذي يشهده المعدن الأصفر، نتيجة عوامل هيكلية تتعلق بالطلب المؤسسي والمخاطر الجيوسياسية.
الذهب يواصل تألقه وسط تقلبات الأسواق العالمية
تشير التوقعات الجديدة إلى أن الذهب سيظل أحد أكثر الأصول الاستثمارية استقرارًا وجاذبية خلال السنوات المقبلة، لا سيما في ظل استمرار حالة عدم اليقين التي تخيم على الاقتصاد العالمي، سواء بسبب التوترات السياسية أو التحديات الاقتصادية الكبرى.
وتعزز هذه النظرة الإيجابية من مكانة الذهب في المحافظ الاستثمارية، خصوصًا تلك التي تبحث عن التوازن بين العائد والمخاطر، في ظل بيئة عالمية تتسم بالتقلب وارتفاع نسب التضخم في بعض الدول.
توصيات المستثمرين: الذهب خيار استراتيجي في 2025
بناءً على التحليل الصادر عن جولدمان ساكس، تبدو توصيات المستثمرين العالمية تميل بشكل متزايد إلى الاحتفاظ بالذهب ضمن الأصول الأساسية، سواء عبر الشراء الفعلي أو من خلال الأدوات المالية مثل صناديق الاستثمار المتداولة والعقود الآجلة.
وينصح الخبراء بمتابعة التطورات الاقتصادية عن كثب، خاصة البيانات المتعلقة بالنمو، والتضخم، والسياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى، باعتبارها العوامل الرئيسية التي ستحدد اتجاه أسعار الذهب خلال الفترة القادمة.
0 تعليق