إعلام عبري: تقدم بمفاوضات الأسرى مع “حماس”

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

السبيل – استمر التفاؤل الحذر في دولة الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، بقرب التوصل لاتفاق مع حركة “حماس” بضمانة أمريكية، حول تبادل الأسرى مقابل وقف إطلاق النار تمهيدا لإنهاء الإبادة التي ترتكبها تل أبيب بحق الفلسطينيين منذ عام ونصف العام.

في هذا الإطار، تتحدث تقارير إعلامية عبرية عن مفاوضات لإطلاق نحو 10 أسرى إسرائيليين أحياء وعدد من الأسرى الأموات مقابل إطلاق مئات الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية ووقف مطوّل لإطلاق النار وإعادة إدخال المواد الإنسانية إلى قطاع غزة.

لكنّ دولة الاحتلال باتت تقرّ بأن الولايات المتحدة تعهدت لـ “حماس” عبر الوسطاء، بأن تدخل تل أبيب بمفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق لإنهاء الحرب حال قبول الحركة الاتفاق، وهو ما يمثل نقطة تحول في المفاوضات بعد أن كانت دولة الاحتلال ترفض هذا الطلب، وفق التقارير.

اتفاق محتمل “خلال أسبوعين”

القناة 12 العبرية قالت الاثنين: “اتصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس إدارة الرهائن العميد (احتياط) غال هيرش، أمس (الأحد)، بـ زفيكا وإفرات مور، والدي الرهينة إيتان مور، وأطلعاهما على تقدم المفاوضات لإطلاق سراح 10 رهائن أحياء”.

وأضافت أن نتنياهو “أكد أن الاتفاق لم يُحسم بعد، لكنه أوضح أن الحكومة ملتزمة بإعادة جميع الرهائن”.

ووفقا للقناة “يتطابق هذا مع التقرير الذي يفيد بأن إسرائيل تنتظر رد حماس بشأن الاقتراح الأخير للتوصل إلى اتفاق”، ونقلت عن مصادر إسرائيلية رفيعة – لم تسمّها – قولها: “لا يوجد اختراق حتى الآن، ولكن هناك تحركات كبيرة”.

واستدركت: “في الوقت نفسه، تم إبلاغ أفراد عائلات المختطفين الذين التقوا في الأيام الأخيرة بمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين بأن: هناك تقدما كبيرا، يمكن التوصل إلى اتفاق في غضون أسبوعين”.

وقالت: “في إطار الاتصالات المكثفة المستمرة، تضغط إسرائيل بشكل أساسي من أجل إطلاق سراح أكثر من 8 رهائن أحياء في صفقة سيتم تنفيذها”.

وأضافت: “من أجل إقناع حماس بالموافقة على الصفقة، نقلت الولايات المتحدة إليها رسالة عبر الوسطاء، مفادها أنه في حال تم إطلاق سراح أكثر من 8 رهائن أحياء في الصفقة المقبلة، فإن إدارة ترامب ستضمن أن يكون هناك نقاش جاد حول المرحلة التالية من الصفقة وهي نهاية الحرب”.

ضمانة أمريكية

من جهتها، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الاثنين: “يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن تقدمًا ملموسًا قد أحرز في مفاوضات الأسرى، وأن هناك تحوّلًا محتملًا في موقف حماس”.

وأضافت: “وصل وفد من حماس، برئاسة القيادي البارز خليل الحية إلى القاهرة، الأحد، حيث ينتظر الوسطاء المصريون رد الحركة الرسمي على المقترح الإسرائيلي الأخير”.

وتابعت الصحيفة: “يقال إن هذا الاقتراح يتضمن إطلاق سراح ما بين 9 و10 رهائن أحياء، وهو ما يتطابق تقريبًا مع الخطة الأصلية التي اقترحها مبعوث ترامب (للشرق الأوسط) ستيف ويتكوف، التي دعت إلى إطلاق سراح 11 رهينة، بمن فيهم عيدان ألكسندر (الجندي الذي يحمل الجنسية الأمريكية) كما تطالب إسرائيل بإعادة رفات ما يقرب من 10 رهائن”.

ونقلت عن مصادر إسرائيلية، لم تسمّها، قولها: “عرضت الولايات المتحدة على حماس التزامًا: إذا وافقت الحركة على إطلاق سراح أكثر من 8 رهائن، فإن واشنطن ستضمن دخول إسرائيل في مفاوضات المرحلة ثانية، التي تتمحور حول وقف إطلاق النار”.

وبحسب الصحيفة “يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن الضغط العسكري المتزايد، لا سيما بعد سيطرة الجيش على ممر موراج وتطويق رفح، يؤتي ثماره”، وفق ادعائهم.

والسبت، قال الجيش الإسرائيلي، إنه أنهى تطويق رفح، وإنشاء محور “موراج” الذي يفصل بين رفح وخان يونس جنوب القطاع، في أحدث جرائمه ضمن حرب الإبادة التي يشنها على القطاع الفلسطيني.

وعلى ذلك، قالت القناة 12: “تصاعدت الضغوط العسكرية في غزة في اليومين الماضيين، مما ألحق أضرارا كبيرة بالبنية التحتية لحماس، في محاولة لجعلها تفهم أنه من الأفضل لها الموافقة على صفقة بشروط إسرائيل”، وفق تعبيرها.

وأضافت: “دخلت العملية البرية في غزة مرحلة جديدة، ويقترب الجيش الإسرائيلي من السيطرة على ما يقرب من 40 بالمئة من أراضي القطاع”.

هآرتس: “إسرائيل” من خرقت الاتفاق

في السياق، قال المحلل العسكري البارز في صحيفة “هآرتس”، عاموس هارئيل، في مقال، الاثنين: “أواخر الأسبوع الماضي، أعرب ترامب وويتكوف عن تفاؤل أكبر قليلاً بشأن التقدم نحو صفقة تبادل أسرى”.

واستدرك: “إلا أن الأمر يتعلق بالجداول الزمنية، فمن المتوقع أن يقوم ترامب بأول زيارة له إلى السعودية خلال هذه الفترة، ربما في غضون شهر، وتتوقع العائلة المالكة في الرياض أنه بحلول ذلك الوقت، سيكون قد أنهى الحرب في غزة أو على الأقل جدّد وقف إطلاق النار”.

ووفق هارئيل: “يُطرح اقتراح مصري جديد على الطاولة، وهو حل وسط بين مطالب إسرائيل وحماس يدعو إلى إطلاق سراح 8 رهائن إسرائيليين مقابل إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين ووقف إطلاق نار لمدة شهرين تقريبا”، مشيرا أن “هناك 59 رهينة، يُفترض أن 21 منهم ما زالوا أحياء”.

وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9 آلاف و500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

ومقابل مئات من الأسرى الفلسطينيين، أطلقت الفصائل بغزة عشرات الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات على دفعات خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025.

وقال هارئيل: “يبدو أن إدارة ترامب تأمل في وضع نتنياهو على طريق مسدود. وبعد توقف القتال، سيُمارس ضغط كافٍ عليه حتى لا يتمكن من تحمل تكاليف استئنافه”.

وأضاف هارئيل: “تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل، وليست حماس، هي التي ارتكبت الخروقات الجسيمة لوقف إطلاق النار في يناير/كانون الثاني”.

وأردف: “لم يبدأ نتنياهو مفاوضات المرحلة التالية في اليوم السادس عشر من الاتفاق، كما هو متفق عليه؛ فقد أوقف المساعدات الإنسانية، ونكث بوعده بالانسحاب من محور فيلادلفيا، واستأنف القتال في 18 مارس/آذار بغارات جوية مكثفة”.

ولفت هارئيل إلى أن “هذه هي خلفية تصريحات كبار مسؤولي حماس في اليومين الماضيين. فهم لا يكترثون بعدد الأسرى والرهائن الذين سيُطلق سراحهم في المرحلة التالية، هم يريدون ضمانات بوقف القتال، وأن يؤدي أي اتفاق لاحق إلى انسحاب جميع القوات الإسرائيلية من القطاع”.

ورأى أن “نتنياهو سيواجه صعوبة في تلبية هذا المطلب، إذ سيتطلب التخلي عن الهدف المعلن المتمثل في القضاء على حكم حماس في غزة. كما يخشى أن يُسقط شركاؤه في الائتلاف اليميني المتطرف حكومته ردًا على ذلك”.

ومن وجهة نظر هارئيل: “يبدو أن مسؤولي حماس يشعرون أيضًا ببدء تجدد التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل”.

وقال: “رغم أن إسرائيل تسيطر تدريجيًا على مناطق أوسع شمال وجنوب غزة، إلا أن حماس تتجنب بوضوح الاشتباك مع القوات البرية للجيش الإسرائيلي”.

وزعم هارئيل أن “الحركة أرسلت بعض مقاتليها من منطقة رفح شمالًا، إلى ما يُسمى بالمنطقة الآمنة في المواصي، لمنع الاستنزاف”، واعتبر أنه “في الوقت الحالي، هذه حربٌ أحادية الجانب في الغالب”.

وتابع: “تنتظر حماس استغلال نقاط ضعف الانتشار الإسرائيلي مع حماية وحداتها، على أمل أن يتدخل الأمريكيون قريبًا وينهوا الحرب”، وفق قراءته.

وأضاف: “إسرائيل أيضًا في حالة تأهب، على الأرجح متأثرة بمخاوف هيئة الأركان العامة بشأن مدى دعم جنود الاحتياط للعمليات الهجومية”.

والسبت، أعلنت “حماس” أن وفدها المفاوض برئاسة خليل الحية، توجّه إلى القاهرة للاجتماع مع الوسطاء المصريين والقطريين في إطار مواصلة الجهود والمساعي الهادفة إلى التوصل لاتفاق ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

وأكدت حماس، أنها “تتعامل بإيجابية مع أي مقترحات تضمن وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وإنهاء معاناة شعبنا الفلسطيني، والتوصل إلى صفقة تبادل (أسرى) جادة”.

وفي يناير/ كانون الثاني 2025، تمكنت القاهرة بمشاركة قطر والولايات المتحدة من التوصل لاتفاق بين دولة الاحتلال و”حماس” ينص على وقف إطلاق النار في غزة وفق عدة مراحل، قبل أن تنتهكه تل أبيب وتعلن من طرف واحد استئناف الحرب في مارس/ آذار الماضي.

وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري.

وترتكب دولة الاحتلال بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

وتفرض بجانب ذلك حصارا خانقا على القطاع، حيث تمنع وصول الغذاء والمياه والدواء والوقود، ما “أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب حكومة غزة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق