نواف سلام في دمشق.. انطلاقة جديدة للعلاقات اللبنانية السورية

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

وصل رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، اليوم الإثنين 14 أبريل 2025، إلى العاصمة السورية دمشق في زيارة رسمية هي الأولى له منذ تولّيه المنصب، يرافقه فيها وزراء الخارجية والداخلية والدفاع. وتُعد هذه الزيارة خطوة تأسيسية في مسار إعادة تنظيم العلاقة بين البلدين بعد سنوات من التوتر والقطيعة.

لقاء مع الرئيس السوري أحمد الشرع

ويعقد رئيس الوزراء اللبناني محادثات رسمية مع الرئيس السوري أحمد الشرع، بحضور الوفد الوزاري المرافق، لمناقشة سلسلة من الملفات الثنائية ذات الطابع الأمني والسياسي والاقتصادي، تتقدّمها قضية ترسيم الحدود ومكافحة التهريب.

وبحسب مصادر حكومية لبنانية، فإن هذه الزيارة تمثل محطة تأسيسية للمرحلة المقبلة، وستتبعها زيارات أخرى لوزراء وشخصيات أمنية لبنانية بهدف استكمال النقاش حول الملفات العالقة.

ضبط الحدود ومنع التهريب

المصادر أكدت أن على رأس جدول الأعمال ملف ضبط الحدود، حيث سيجري النقاش حول تشديد الإجراءات الأمنية على المعابر الحدودية الرسمية، وإغلاق المعابر غير الشرعية، ومنع تجدد الاشتباكات، خاصة في المناطق التي شهدت اضطرابات خلال الأشهر الماضية.

كما سيتناول الطرفان مسألة مواكبة عملية ترسيم الحدود بشكل رسمي، تنفيذًا للتفاهمات التي تمت برعاية سعودية في شهر مارس/آذار الماضي، والتي تم خلالها التوقيع على اتفاقية مشتركة بين وزيري الدفاع في البلدين بحضور وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان.

عودة اللاجئين والمفقودين اللبنانيين

ملف اللاجئين السوريين في لبنان سيكون أيضًا من أبرز المواضيع المطروحة، حيث يسعى الجانب اللبناني إلى التوصل إلى تفاهمات تتيح العودة الآمنة والطوعية للاجئين السوريين، وتوفير الظروف الملائمة لذلك بالتنسيق مع الحكومة السورية والمجتمع الدولي.

إلى جانب ذلك، سيبحث سلام مع الرئيس السوري مصير اللبنانيين المفقودين والمخفيين قسرًا في السجون والمعتقلات السورية منذ فترة الحرب الأهلية اللبنانية وتواجد الجيش السوري في لبنان، وهو ملف لا يزال يثير جدلاً واسعًا في الداخل اللبناني، ويُعد من أبرز القضايا الإنسانية العالقة بين البلدين.

نزع فتيل التوتر وترسيخ مبدأ السيادة

المصادر الحكومية شددت على أن زيارة نواف سلام تأتي في إطار تثبيت مبدأ التعامل بين دولتين سياديتين مستقلتين، وبعيدًا عن سياسة التدخل في الشؤون الداخلية، وهي رسالة واضحة إلى أن المرحلة المقبلة ستُبنى على أساس احترام متبادل، وتعاون يحفظ استقرار وأمن البلدين.

وكان سلام قد أعلن مساء أمس، خلال كلمة له في ساحة الشهداء بمناسبة الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية، عن عزمه التوجّه إلى دمشق للقاء الرئيس السوري. وقال في كلمته: "أتمنى أن أعود بأخبار طيبة عن المخفيين في سوريا، وغداً أخبركم بالمزيد بشأن هذا الموضوع".

دور سعودي وفرنسي داعم

الزيارة تأتي كذلك في ظل دعم سعودي وفرنسي واضح لتحسين العلاقات بين بيروت ودمشق. وكانت السعودية قد رعت في مارس الماضي لقاء بين وزيري الدفاع اللبناني والسوري في جدة، وتم خلاله الاتفاق على تشكيل لجان مشتركة لمتابعة ملفات الحدود والأمن، وتنسيق الإجراءات المستقبلية.

من جانبه، كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس السوري، بحضور الرئيس اللبناني جوزاف عون في باريس، شدد فيه على ضرورة تهدئة الأوضاع الحدودية وتفادي أي تصعيد.

آفاق المرحلة المقبلة

ميدانيًا، من المتوقع أن تواكب هذه الزيارة خطوات عملية على الأرض من جانب الجيش اللبناني، من خلال تعزيز الرقابة على الحدود الشرقية والشمالية، وتكثيف جهود مكافحة التهريب، بالتنسيق مع الجانب السوري، وفقًا لما تم الاتفاق عليه.

ويرى مراقبون أن هذه الزيارة تمثل نقطة تحوّل محتملة في العلاقة بين لبنان وسوريا، إذا ترافقت بإرادة سياسية حقيقية من الطرفين، وتُرجمت إلى إجراءات ملموسة تعيد بناء الثقة وتؤسس لمرحلة من التعاون الإقليمي، خاصة في ظل التغييرات الجيوسياسية في المنطقة والدور المتجدد لبعض القوى الكبرى في رعاية التسويات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق