اسرائيل تحتفل ب الجولاني وتخطف جبل الشيخ

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الإثنين 09/ديسمبر/2024 - 03:00 م 12/9/2024 3:00:53 PM

في نفس اللحظة التي دخل فيها أبو محمد الجولاني إلى دمشق دخلت إسرائيل إلى المنطقة العازلة واحتلت جبل الشيخ، الجولاني النازح مبكرا من هضبة الجولان لم يصدر تصريحا يرفض فيه الاعتداء وهذا أضعف الإيمان، ولكنه كان مشغولا بالصلاة في المسجد الأموي حتى يثبت أن الإسلام السني انتصر على الإسلام الشيعي وانه لا مكان ل إيران في سوريا، أما إسرائيل التي بدأت احتفالاتها ب الجولاني فمن حقها من وجهة نظر الجولاني بدل المكان الواحد عدة أماكن. 
الهدية الأولى التي قدمتها إسرائيل ل الجولاني هي إنهاء اتفاق "فض الاشتباك" في الجولان وذلك بإعلان واضح من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي أكد على انهيار اتفاق “فض الاشتباك” الذي تم توقيعه في عام 1974 مع سوريا بشأن الجولان، ليس هذا فقط ولكنه - أي نتنياهو -  أمر الجيش بالاستيلاء على المنطقة العازلة  حيث تنتشر قوة الأمم المتحدة، 
كما طلب من الجيش احتلال مواقع القيادة السورية المجاورة للمنطقة العازلة وبوضوح أعلن نتنياهو “لن نسمح لأي قوة معادية بأن تستقر على حدودنا”.
ولأن ما حدث في سوريا أشبه ب الزلزال فلابد أن تكون له توابعه، وعلى الرغم من الحماية التركية والرضا الأمريكي عن جبهة تحرير الشام واسمها الحقيقي جبهة النصرة إلا أن تركيا وأمريكا بل والجولاني نفسه لا مانع لديهم من أن تتقاسم إسرائيل معهم كعكة سوريا بعد رحيل بشار الأسد.
لذلك قامت إسرائيل في يوم دخول جبهة النصرة بتفجير مراكز علمية وضرب منطقة المزة وقدمت استعراضها بكل العضلات الممكنة.
على جانب آخر أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الحكومية السورية أخلت مواقعها في محافظة القنيطرة، عند الحدود مع إسرائيل.
احتلال إسرائيل لجبل الشيخ دون رد ولو بيان مختصر من الجولاني ورفاقه يجعلنا نفكر في التشابكات السياسية القادمة والتفاهمات التي قد تحدث بعد اللعب في الخرائط والحدود، نتنياهو وهو يبارك للعالم بمناسبة رحيل بشلر لأسد قال عن يوم سقوط النظام السوري أنه يوم تاريخي وانتهز الفرصة ليمد يده بالسلام مع سوريا، هذا السلام الذي يريده نتنياهو ويعلن عنه في نفس توقيت تحرك مدافعه لتقصف الحدود وأبو محمد الجولاني يصلي في المسجد الأموي.
وفي هذا الاطار يمكن القول أن هذا السلام الذي طلبه نتنياهو ليس مستبعدا أن ينجزه ابومحمد الجولاني في مرحلة ما وفق سيناريو ما، وعلينا أن نتوقعه وان يكون عراب هذا الإتفاق التركي أردوغان، وبذلك يكون الكل قد تراضى ولأن هذا سابق لأوانه، نجد الأولوية في الرصد الآن هي حالة الشعب السوري في المرحلة القادمة، الشعب الذي عاني خمسين عاما من كابوس حزب البعث هل سيرضى ب كابوس جديد اسمه هيئة تحرير الشام صاحبة التاريخ الدموي، الهيئة التي تخلط الدين بالسياسة ولا تتردد في استخدام السلاح مع خصومها في الرأي دون أن يهتز لهم جفن.
خريطة سوريا المرتبكة سوف تفرض بالضرورة ارتباكا في خرائط مجاورة، في إيران ولبنان والأردن وغيرهم، حتى تركيا نفسها لن تسلم وهي صانعة الحدث، لأننا لا يمكننا أن نتجاهل القوات السورية الديمقراطية " قسد" وهي جماعة كردية لها حقوق ومطالب، وكان التكليف التركي ل أبو محمد الجولاني هو قيامه بالقضاء على قسد، ولكن من سيسمح بذلك في عالم تذاع حروبه على الهواء مباشرة على الفضائيات. 
صحيح أن كلمة الرئيس الامريكي بايدن بمناسبة التغيير الدرامي في سوريا جاءت باهتة وتشد من عزم الجولاني ومن معه إلا أن الحال مع دونالد ترامب سوف يختلف، ترامب قال مؤقتا أن هذه الحرب لا دخل لأمريكا بها، ولكن عند توليه الحكم سوف تتغير مواقفه وسوف يدس أنفه في كل كبيرة وصغيرة خاصة وأنه يصعد إلى مقعده الرئاسي وقد طابت دمشق له.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق