loading ad...
بقلم: ليئا عنبال – دور 16/4/2025
حول المعاناة الفظيعة لوالدي الناجيين من الكارثة، سأتحدث في ذكرى يوم الكارثة التي سأشارك فيها الأسبوع المقبل ابنة من الجيل الثاني للكارثة. ولكنني في هذه المرة، سأفعل ذلك بالتحدث عن الفلسطينيين في غزة الذين يترنحون تحت وطأة الحرب هناك. سأتحدث عن حياة ليست حياة، عن الألمين الجسدي والنفسي تحت وطأة العبء والألم؛ عن حياة مشكوك فيها في العالم السفلي؛ وسأتحدث أيضا عن الشخص الذي يكافح بشدة من أجل حياته والبقاء بعد اجتيازه بالفعل حدود اليأس.اضافة اعلان
صحيح أن خطة الإبادة النازية المنظمة والآلية لا تشبه أبدا القسوة الوحشية غير المحتملة، التي انعكست على الحرب في غزة، لكن كل واحدة منها تدل على أمر فظيع – ما يمكن أن يفعله البشر بالبشر. وما الذي يحدث عندما لا يتم النظر إلى الناس كبشر، بل مخلوقات أدنى، يسهل اتخاذ قرار قتلهم من دون أي تفكير مسبق. كل ذلك بعد أن تم إنزالهم على يدي الآخر إلى مستوى وجود متدن جدا – اجتثاث، طرد، عزلة ونفي حياتهم السابقة.
في السنة الماضية، تم إحياء يوم الكارثة تحت شعار "انظروا، كانت هناك تجمعات ولكنها لم تعد موجودة، الطائفة اليهودية وانهيارها". في يوم الكارثة في هذه السنة يجب أن يكون انهيار الطائفة الفلسطينية حاضر أيضا. ففي هذا اليوم بالذات، عندما يفتح المجتمع قلبه لذكرى مؤلمة وتاريخية يجب عليه إدراك الفجوة الكبيرة بين ذاكرة الشعب اليهودي وواقع الشعب الفلسطيني، بين الوعد "هذا لن يتكرر أبدا" وما الذي يحدث هنا في الوقت الحالي، خلف الجدار. لذلك فإنه في يوم الكارثة هذه السنة يجب على المجتمع الإسرائيلي التحدث عن المعاناة والدمار والمذبحة التي هو نفسه يتحمل مسؤوليتها؛ أن يعترف بكل ذلك – التحذير منها والأمر على الفور بإنهاء هجوم إسرائيل المتطاول في غزة؛ إعادة المخطوفين على الفور.
التقارير من غزة، ولا سيما في وسائل الإعلام في الخارج، متوحشة ومشبعة بالدماء والألم والرعب والذعر. المواطنون الذين ليست لهم حماية، العاجزون والمكشوفون لوابل القذائف التي تسقط فوق رؤوسهم أو نار القناصة الخبيثة. الهرب بخوف، التعب، عدم الخصوصية، الشعور بالعجز، البؤس – كل ذلك يصبح في الليل كابوسا وحلما مخيفا. أفكار هستيرية تسيطر على العقل المحموم الذي لا يمكنه العثور على الهدوء. أين هم أبناء العائلة والأصدقاء الذين بقوا تحت عمليات القصف؟ هل دفنوا تحت الأنقاض؟ هل ما يزالون أحياء؟. في الصباح يبدأ يوم يشبه اليوم السابق، يوم طويل إلى درجة أنه لا يمكن تخيل نهاية له. فقط البكاء على القتلى والمصابين هو الذي يفصل بداية اليوم عن نهايته.
يصعب تحمل الشهادات التي جلبها نير حسون على لسان أطباء يائسين في مستشفيات آيلة للسقوط في غزة، الذين صراخهم يصل إلى عنان السماء. من جهة، عدد من الأطفال الذين يحتضرون، ومن جهة أخرى صراخ المصابين والأطفال الرضع والنساء والشيوخ الذين ينزفون حتى الموت من دون منقذ، ورائحة الوحل والدماء والمرض والموت المختلطة.
في هذه السنة في يوم الكارثة سنتذكر كيف وصلنا إلى هذا الحضيض. إلى المستوى الأدنى. أدنى من ذلك لا يمكن أن ننزل. كل ذلك سأقوله في يوم الكارثة لمن يستمعون إلي، حتى لو لم نتجرأ بعد ذلك على أن ينظر الواحد منا إلى عيني الآخر.
0 تعليق