يعد الدم من أهم مكونات الجسم، حيث يقوم بنقل الأكسجين والعناصر الغذائية إلى الأنسجة، كما يساهم في التخلص من الفضلات والسموم، وتتوازن خصائصه بين التجلط والسيولة لضمان عدم حدوث نزيف مستمر أو جلطات خطيرة، ومع ذلك قد يعاني بعض الأشخاص من اضطرابات في سيولة الدم، والتي تؤثر على قدرة الدم على التجلط بشكل طبيعي، مما قد يؤدي إلى نزيف مفرط أو صعوبة في التئام الجروح.
أسباب سيولة الدم
تحدث سيولة الدم نتيجة اضطراب في عوامل التخثر، وهي البروتينات المسؤولة عن تكوين الجلطات الدموية عند حدوث إصابة، وقد يكون السبب وراثيًا كما في حالة مرض الهيموفيليا، أو مكتسبًا نتيجة تناول بعض الأدوية مثل مضادات التخثر (الوارفارين أو الهيبارين)، التي تمنع تكون الجلطات لمنع حدوث السكتات الدماغية أو الجلطات الوريدية.
كما يمكن أن تؤدي بعض الحالات الطبية مثل أمراض الكبد المزمنة، نقص فيتامين "ك"، أو اضطرابات المناعة الذاتية إلى ضعف قدرة الجسم على تخثر الدم، وفي بعض الحالات، يكون هناك نقص في الصفائح الدموية، وهي الخلايا المسؤولة عن بدء عملية التجلط، مما يؤدي إلى زيادة سيولة الدم.
أعراض سيولة الدم
تختلف الأعراض حسب درجة السيولة في الدم، لكنها قد تشمل النزيف المتكرر دون سبب واضح، مثل نزيف اللثة أو الأنف المستمر، كما قد يعاني المصابون من ظهور كدمات زرقاء أو أرجوانية تحت الجلد بسهولة، حتى مع أبسط الإصابات.
وفي بعض الحالات قد يحدث نزيف داخلي، مما يؤدي إلى ظهور دم في البول أو البراز، أو نزيف طويل الأمد بعد الجروح البسيطة أو العمليات الجراحية.
وقد يشعر المريض أيضًا بالتعب والإرهاق نتيجة فقدان الدم المتكرر، وقد تحدث آلام في المفاصل إذا كان النزيف يحدث داخل المفصل، كما هو الحال في مرض الهيموفيليا.
علاج سيولة الدم
يعتمد العلاج على السبب الأساسي للحالة، وإذا كانت السيولة ناتجة عن مرض وراثي مثل الهيموفيليا، يتم إعطاء المريض عوامل تخثر اصطناعية لتعويض النقص.
أما إذا كانت الحالة ناتجة عن تناول مضادات التخثر، فقد يحتاج الطبيب إلى تعديل الجرعة أو استبدال الدواء، ويمكن استخدام فيتامين "ك" لعلاج حالات سيولة الدم المرتبطة بنقص هذا الفيتامين، خاصة عند الأشخاص الذين يتناولون أدوية مميعة للدم، كما ينصح بتجنب الأدوية التي تزيد من سيولة الدم مثل الأسبرين دون استشارة الطبيب.
0 تعليق