مفاوضات واشنطن- طهران.. هل تنجح بردع خطط إدارة ترامب لضرب ايران؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

عمان- في وقت تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران تطورات دبلوماسية بارزة مع انطلاق جولات مفاوضات غير مباشرة في سلطنة عمان، تهدف لمعالجة الخلافات حول البرنامج النووي الإيراني، وسط تهديدات متكررة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتخاذ إجراءات عسكرية ضد طهران، قال مراقبون ان هذه المفاوضات، التي بدأت مطلع الشهر الحالي، تثير تساؤلات حول إمكانية نجاحها بنزع فتيل التوترات وردع أي خطط أميركية لضرب إيران أو استهداف دول أخرى في المنطقة. اضافة اعلان
واضاف هؤلاء في أحاديث منفصلة لـ" الغد"، أن الطرفين يسعيان لإيجاد أرضية مشتركة، لكن العقبات ما تزال كبيرة، بخاصة أن واشنطن تسعى بدعم من إسرائيل، لمنع طهران من امتلاك القدرة على تطوير سلاح نووي، فيما تسعى طهران لرفع العقوبات الاقتصادية التي أثرت بشدة على اقتصادها، وتسببت بتدهور قيمة العملة وارتفاع التضخم. 
وفي هذا الاطار، يقول المحلل السياسي الدكتور صدام الحجاحجة، ان طهران تطالب بالاعتراف بحقها في برنامج نووي سلمي، وتشدد على ضرورة تقديم ضمانات أميركية ملزمة بعدم الانسحاب من أي اتفاق مستقبلي، فضلا عن رفضها التفاوض حول نفوذها الإقليمي أو برنامجها الصاروخي، معتبرة ذلك خطوطاً حمراء.
واضاف، "المفاوضات تواجه تحديات، ابرزها انعدام الثقة المتبادلة، إذ يشكك الإيرانيون بنوايا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بخاصة بعد انسحابه من الاتفاق النووي السابق، بينما تعبر واشنطن عن قلقها من استمرار طهران بتطوير برنامجها النووي"، موضحا ان هذا الشك المتبادل يعقد التوصل لإتفاق شامل.
وتابع : الضغوط الإقليمية تشكل تحدي آخر امام المفاوضات، إذ إن إسرائيل، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، تعارض أي اتفاق لا يشمل قيوداً على الصواريخ الإيرانية ودعم طهران لجماعات مثل حزب الله والحوثيين. 
وردا على سؤال هل تردع المفاوضات خطط ترامب العسكرية تجاه إيران ودول بالمنطقة، قال الحجاحجة، تصريحات ترامب المتكررة حول إمكانية شن قصف غير مسبوق على إيران إذا فشلت المفاوضات، إلى جانب استعدادات عسكرية أميركية مثل نقل طائرات شبح إلى قاعدة دييغو غارسيا وتعزيز الدفاعات الجوية في إسرائيل، تشير إلى أن الخيار العسكري ما يزال قائماً، ومع ذلك، هناك عوامل قد تدفع نحو استمرار الدبلوماسية، منها، التكلفة العالية للحرب، بخاصة ان اي هجوم عسكري على إيران قد يؤدي إلى رد فعل إيراني عنيف، بما في ذلك استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة أو تصعيد عبر حلفائها الإقليميين. 
واستكمل، هذه المخاطر قد تجعل ترامب يفضل الحل الدبلوماسي، كما ان الدعم الدولي، ووساطة عمان، ومشاركة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تعكس دعماً دولياً للمفاوضات، مما يعزز فرص استمرارها.
من جهته، قال عميد كلية القانون السابق في جامعة الزيتونة د. محمد فهمي الغزو، ان الوضع الاقتصادي الإيراني، والأزمة الاقتصادية في البلاد، مع ارتفاع التضخم ونقص الأدوية، تجعل طهران أكثر انفتاحاً على التفاوض لرفع العقوبات، ما قد يشجعها على تقديم تنازلات، ومع ذلك، فإن نجاح المفاوضات بردع أي خطط عسكرية يعتمد على قدرة الطرفين على التغلب على انعدام الثقة وإيجاد توازن بين القيود على البرنامج النووي ورفع العقوبات. 
واضاف " الرئيس الأميركي يضع خطوطا حمراء لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، لكنه قد يفضل تجنب الحرب إذا تحقق تقدم دبلوماسي عبر المفاوضات الغير مباشرة، بخاصة وأن تهديداته لا تقتصر على إيران، بل تمتد لحلفائها مثل الحوثيين في اليمن، الذين تعرضوا لضربات أميركية مكثفة. 
وتابع، هنالك تقارير تشير إلى أن طهران تسحب بعض مستشاريها من اليمن، ما قد يعكس محاولة لتهدئة التوترات، ومع ذلك، فإن أي تصعيد عسكري ضد إيران قد يجر المنطقة، بما في ذلك دول مثل لبنان وسورية والعراق، إلى صراع أوسع، نظراً لنفوذ طهران الإقليمي.
وأتم، تمثل مفاوضات واشنطن وطهران فرصة لتجنب المواجهة العسكرية، لكن نجاحها غير مضمون جراء انعدام الثقة، الضغوط الإقليمية، والتحديات التقنية، بخاصة ان الدعم الدولي، والضغوط الاقتصادية على إيران، والتكلفة العالية للحرب، كلها عوامل قد تعزز استمرار الدبلوماسية،  ومع ذلك، فإن فشل المفاوضات قد يعيد الخيار العسكري إلى الواجهة، مع تداعيات خطيرة على إيران ودول المنطقة. 
وزاد: الجولة المقبلة للمفاوضات بين الطرفين في العاصمة الايطالية روما، ستكون حاسمة لتحديد ما إذا كان الاتفاق ممكناً، أم أن المنطقة ستتجه نحو تصعيد غير مسبوق.
بدوره، قال د. علاء حمدان الخوالدة، إن طهران دخلت جولة المفاوضات الغير مباشرة مع واشنطن، وهي تنتهج اليوم سياسة براغماتية، بخاصة انها لا تملك أي أوهام بشأن واشنطن، بغض النظر عمّن يشغل البيت الأبيض، كما انها لا تسعى لإشعال حرب إقليمية واسعة النطاق، بل على العكس من ذلك، تفضّل القيادة الإيرانية تكتيك الانتظار والترقب، مع الحفاظ على المرونة والاستعداد لتنازلات محددة، وتستند هذه الاستراتيجية إلى الحقائق الداخلية والوعي بخطر زعزعة الاستقرار على نطاق واسع في المنطقة.
ومن زاوية اخرى، اشار الخوالدة، الى ان النخبة السياسية الإيرانية درست بشكل جيد تجربة كوريا الشمالية، حيث أصبح وجود الأسلحة النووية أداة فعالة لحماية البلاد من الضغوط الخارجية.
وتابع : لدى طهران وواشنطن في عهد ترامب نظامان سياسيان يفكران بعقلانية، على الرغم من الاختلافات الأيديولوجية، وبالنسبة لإيران، فإن الحرب الشاملة مع الولايات المتحدة ستكون لها عواقب مدمرة على الاقتصاد والبنية التحتية والاستقرار السياسي في البلاد، وبالنسبة للولايات المتحدة، فإن الصراع المباشر مع إيران في منطقة مشبعة بالتناقضات الجيوسياسية والتحالفات سيكون مهمة محفوفة بالمخاطر ومكلفة للغاية مع عواقب لا يمكن التنبؤ بها على وضع الولايات المتحدة والطاقة العالميين.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق