"خلية الصواريخ".. شق للصف وهدر لجهد دعم غزة

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

عمان - شكل الدعم الرسمي والشعبي الأردني للغزيين في مواجهة آلة القتل الصهيونية خلال الـ18 شهرا الماضية، قوة استثنائية على المستويين الاقليمي والدولي، أسهم بتعرية الاحتلال الصهيوني امام العالم، وفضح جرائمه الإبادة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.اضافة اعلان
وأضحى هذا الدعم الأردني الذي لم يتوقف، حالة إجماع وطني، تسند الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وقد تجلى بالجهد الملكي الذي تبلور بدعوات جلالة الملك عبدالله الثاني في المحافل الاقليمية والعربية والدولية لوقف هذه الحرب الدموية، والذهاب لحل ينهي الألم الغزي، ويوقف المحرقة غير المسبوقة في القطاع.
ورافق هذا الجهد الملكي الكبير، الذي لم يفتر للحظة واحدة، اداء رفيع للدبلوماسية الأردنية، في تفكيك خطاب الاحتلال وقادته، ليغدو صوت الأردن، الأكثر فاعلية بمواجهة الخطاب الصهيوني الاحتلالي، ونبذ كل ما يرتكبه من جرائم، ودعوة العالم لوقف شلال الدم الغزي.
أمام هذا الجهد الأردني بدعم غزة، والاجماع الشعبي الكبير الذي تمثل بالمساندة في كل مناسبة وموقف أردني، أكان على المستوى الفردي او الجماعي، لا يمكن القبول بتشتيته، بل يجب ان يستمر، اليوم وغدا حتى تنتهي الحرب، وفق خبراء.
وبين الخبراء، أن من يحاول تشتيت جهود الأردنيين بمختلف اطيافهم، ويزاود على الدولة، بانتهاج طرق تخل بما انتهجته أساسا من دعم للأشقاء، فإنه يريد جعل الدولة في مواجه التخريب والارهاب، وهذا لا يمكن القبول به.
وهنا، يرى الخبراء بأن ما أقدمت عليه المجموعة الإرهابية "خلية الصواريخ"، المنتمي اعضاؤها لتنظيم جماعة الاخوان المسلمين المنحلة، يقف عقبة في وجه الجهود الوطنية للدولة الأردنية بدعم الاشقاء، لانه يعبث بدعم غزة ونصرتها، ويتسبب بشق الصف، فالأردنيون يدركون بأن انزواء فئة، تسعى للتخريب على الدولة، واشعال الفتنة بين الناس، بتصنيع اسلحة، للعمل على العسكرة خارج إطار الدولة مرفوض، تحت أي مسوغ.
وما أعلنت عن كشفه الأجهزة الأمنية الأردنية، ممثلة بدائرة المخابرات العامة، حول "خلية الصواريخ" التي نشأت في الأردن، وذات ارتباط بجماعة الإخوان المسلمين المنحلة قانونياً، أثار موجة استياء واستنكار شعبي ورسمي واسعين، ففي خضم الحراك الوطني الرسمي والسياسي والاجتماعي المساند لغزة، يأتي من يشتت هذا الفعل المتواصل، من السعي الحثيث لوقف الحرب على غزة.
وهذه الخلية التي تعمل بسرية منذ أربع سنوات في الأراضي الأردنية، وتصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة، وتخزين المتفجرات، لم يكن هدفها كما يروج بعض المغرضين مساعدة غزة، بل تنفيذ عمليات في المملكة، واشعال الفتنة، وادخال البلاد في الفوضى.
فهذا التحرك لم يكن وليد لحظة الحرب، أو نابعاً من تعاطف مع تطوراتها في غزة، بل وحسب ما كشفته التحقيقات، فإنه بدأ منذ العام 2021، أي قبل اندلاع الحرب الحالية بعامين تقريباً، ما ينسف أي تبرير تحاول الجماعة الترويج له، بأنها كانت تسعى لدعم المقاومة الفلسطينية.
دهيسات: الأردن ملتزم بالقضية الفلسطينية 
الكاتب والباحث معاذ دهيسات، قال في هذا الجانب، "بكل نبل وفروسية، التزمت القيادة الأردنية بمسؤوليتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية. وقد خاض الأردن معركة سياسية ودبلوماسية على أعلى المستويات، داخلياً وخارجياً، لتطويق آثار الحرب العدوانية على غزة، وبرزت وحدة الصف الأردني من خلال المظاهرات والهبة الشعبية، والمستشفيات الميدانية، والجسر الجوي لكسر الحصار عن غزة".
وتابع دهيسات أن "القيادة الأردنية، وعلى رأسها جلالة الملك، قادت جهوداً دبلوماسية جبارة، شملت لقاءات في عواصم القرار العالمي، وتحركات داخل الجامعة العربية، والوفد السباعي، والمعركة الإعلامية ضد مشاريع التهجير التي كانت تهدف لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن ومصر".
وأشار إلى أن الأردن تعرض لهجمات اعلامية مستمرة خلال هذه الحرب، وكان دائما يتجاوزها بصبره واناته وصدق جهووده فـ"الحرب الإعلامية الممنهجة ضد الأردن وجيشه ومخابراته، كانت تتزامن مع كل انتصار دبلوماسي يحققه الأردن. وكان أخطر ما في الأمر، هو وجود حاضنة داخلية حاولت تصدير أزمة حكومة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى الداخل الأردني، عبر تشكيل ميليشيات وعصابات مسلحة".
واختتم دهيسات بالقول: "اليوم، وبعد مرور 18 شهرا على الحرب على غزة، يعود الأردنيون ليجددوا موقفهم، موحدين خلف قيادتهم الهاشمية، وجيشهم العربي، وجهاز مخابراتهم العامة، ليؤكدوا أن لا سلاح إلا سلاح الدولة، ولا صوت يعلو فوق صوت الوطن".
أبو زيد: الأمن الأردني كان بالمرصاد
وفي تعليق على هذا التطور، قال العميد المتقاعد حسن فهد أبو زيد إن الأجهزة الأمنية وعلى رأسها دائرة المخابرات العامة، أثبتت مرة أخرى أنها صمام أمان الوطن، وتمكنت من إفشال المخطط الارهابي الهادف لزعزعة الأمن والاستقرار الداخلي. 
وأضاف ابوزيد "للأسف الشديد، تبين أن هذه الخلية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين المنحلة شرعياً حسب القانون. وهذه الخلية كانت تهدف، قبل اندلاع الحرب على غزة لتنفيذ عمليات خطرة داخل الأردن، وهو ما لا يمكن قبوله تحت أي ذريعة، فالأردن لم يتوانَ لحظة في دعم غزة، عبر المساعدات الطبية والعلاجية، وإقامة المستشفيات الميدانية، وفتح الجسر الجوي، لكن ظهور هذه الخلية الإرهابية يشكل تشتيتا للجهود الأردنية وهذا ما لا يمكن التغاضي عنه".
وشدد على أن "السلاح لا يكون إلا بيد الدولة، وأي محاولة لإنشاء تشكيلات مسلحة مرفوضة تماماً، لأنها انتهاك لسيادة الدولة الأردنية، وهذه الخلية التي لم تكن تسعى الا لدعم التخريب، وليس لدعم غزة كما يُروّج، كانت تهدف لإحداث فوضى داخلية، وتشتيت الجهود الوطنية، وهذا ما رفضه الشعب الأردني بالإجماع".
السحيم: انكشاف الحقيقة
من جهته، قال الخبير العسكري العميد المتقاعد محمد سليم السحيم، إن ما قامت به هذه الخلية يمثل جريمة إرهابية مكتملة الأركان، ولا يمكن تبريرها تحت شعار دعم المقاومة. مضيفا "لا شك بأن ما قامت به المجموعة الضالة والمنتمية لجماعة الإخوان، حسب اعترافهم، يمثل خيانة عظمى. وحتى وإن حاولت الجماعة التنصل من جرمها، وادعت أنه تصرف فردي، فإن العلاقة باتت واضحة ولا يمكن نفيها".
وتابع السحيم: "كان هناك نوع من التعاطف الشعبي سابقاً مع جماعة الإخوان، خاصة في بعض المدن الكبرى، باعتبارها تمثل تياراً عقائدياً. لكن بعد انكشاف صلتها بهذا العمل الإرهابي، تلاشى تماماً، وأدرك الناس أن هذه الجماعة تجاوزت كل الخطوط الحمراء".
وأوضح أن "الأسلحة التي ضُبطت، والصواريخ التي كانت تصنع، تدل على نوايا داخلية بحتة، وليست موجهة لأي طرف خارجي. فالصواريخ كانت معدة لأهداف دقيقة في الأردن، ما يؤكد بأنها كانت لزعزعة الاستقرار الداخلي، وليس كما يُروّج له بأنها لدعم غزة".
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق