غارقون في البحر أم غائبون داخل سجون اليونان؟.. مصير ضحايا الهجرة غير الشرعية مأساة جديدة تؤرق أهالي المنوفية (خاص)

مصر تايم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لا تزال تداعيات كارثة غرق مركب هجرة غير شرعية قبالة السواحل اليونانية تُلقي بظلالها الثقيلة على عشرات الأسر المصرية من أهالي محافظة المنوفية، خاصة مع وجود ناجين من أبنائهم. 

غرق مركب هجرة غير شرعية قبالة السواحل اليونانية

ورغم وقوع الحادث في 14 يونيو عام 2023، وتأكد الأهالي من وجود ناجين من أبنائهم؛ إلا أنهم لم يعودوا من اليونان حتى الآن، مطالبين السلطات المصرية بالتدخل لتطمينهم ومعرفة مصير هؤلاء الشباب من ضحايا الهجرة غير الشرعية.

 

فما بين ضحايا غرقا وأخرين مفقودين في غياهب سجون اليونان؛ يبقى أهالي المنوفية في موقف مؤلم، ولم يهدأ لهم بال، بعد فقدانهم لفلذة أكبادهم، يصارعون الليل والنهار من أجل الحصول على معلومة تطمئنهم عن أبنائهم الناجين ومصيرهم منذ وقوع الكارثة قبل أكثر من عامين حتى تطفئ نار قلوبهم.

 

البداية كانت عندما انطلقت الرحلة التي تقل شباب المنوفية من ليبيا إلى إيطاليا؛ والتي تحولت إلى كابوس لعائلاتهم بعد غرق المركب؛ فمنهم من مات غريقًا ومنهم من نجا وألقت السلطات اليونانية القبض على الناجين منهم؛ ومن بعدها انقطع التواصل مع ذويهم، بحسب روايات الأهلي.

 

ضحايا الهجرة غير الشرعية

وقال أهالي ضحايا الهجرة غير الشرعية لـ"مصر تايمز" إن السلطات اليونانية أعلنت حين وقوع الكارثة عن غرق المركب مع وجود ناجين تم إنقاذهم، ونشرت صورًا للبعض منهم، لكن انقطع التواصل معهم حتى الآن.

 

يروي عادل السيد منصور، والد الطفل "علي" (15 عامًا)، بصوت يملؤه الحزن: "ابني سافر يوم 14 يونيو 2023، وكان طالع على أمل يشتغل ويبني مستقبله. بعد غرق المركب، شفت صورته وسط الناجين اللي اليونان نشرت صورهم، ومن وقتها مفيش أي خبر. سمعت إنه في سجن هناك وهيخرج بعد سنتين، وعدت السنتين ولسه مختفي. مراتي بتموت كل يوم عليه. النائبة سحر عتمان قالت ولادكم عايشين… طيب هما فين؟ ليه مش بنسمع صوتهم؟ إحنا بنناشد وزير الخارجية يوصل لأولادنا ويطمن قلوبنا".

 

وتلتقط أطراف الحديث، سيدة تدعى هالة شقيقة أحد المهاجرين الضحايا قائلة: "أخويا انهار بعد وفاة أمي وأبويه وأخوه، وبقى لوحده. قرر يسافر من ليبيا، وكلمني وقال لي: لو ما حولتيش فلوس مش هتشوفيني تاني. حولت له، وبعدها عرفت إن المركب اللي كان عليه غرقت. شفت صورته مع فرق الإنقاذ، وبعدها اختفى. أمي بتيجي لي في المنام كل ليلة تقول لي: أخوكي عايش. أنا عايزة أخويا، حتى لو غلط وهاجر بطريقة غير شرعية، هاتوه وحاسبوه بس خلونا نعرف هو فين. بناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي… دول ولادك يا ريس".

 

وتضيف زوجة أحمد ناصر، أحد الناجين قائلة: "بعد غرق المركب بيومين، كلمني من موبايله وقال لي: (الو، عاملين إيه؟)، وبعدها الخط اتقطع. فضلت أرن، وردت واحدة يونانية، وبعدها راجل وست برضه بيتكلموا يوناني. ما فهمتش حاجة، وبعدها الموبايل اتقفل ومشوفتوش تاني".

 

أما زوجة أيمن سكر ذكرت: "شفت صورته منشورة في مستشفى يوناني بعد الحادث، وبعدها اختفى تمامًا. جوزي باع بيتنا عشان يسافر، ودلوقتي أنا وولادي عايشين في بيت إيجار، وهو كان العائل الوحيد. أنا بناشد المسؤولين يلاقوه ويرجعوه لنا".

 

وفي أول تحرك برلماني، حاولت النائبة سحر عتمان، عضو مجلس النواب عن محافظة الشرقية، التدخل والتواصل مع الجهات المعنية محليًا ودوليًا؛ لكن هذه المحاولات بائت بالفشل، ولم تتمكن من تحقيق نتائج ملموسة، رغم تصريحاتها بأن "الأبناء بخير"، ما دفع الأهالي يتساءلون حول تصريحات النائبة: إذا كانو أبناؤنا بخير… فأين هم؟.

 

قصص الأمهات والأخوات والزوجات عن أبنائهم وأزواجهم وفلذات أكبادهم؛ لم تعد مجرّد حكايات عن مآسي؛ بل نداءات استغاثة تطالب من خلالها التوصل إلى حقيقة الأمر، معرفة المفقودين والناجين حتى تطمئن قلوبهم ويهدأ بالهم حتى ولو كانت الحقيقة موجعة.

 

ما بين صور مبعثرة ومكالمات منسية تعيش عائلات ضحايا الهجرة غير الشرعية من شباب المنوفية على أمل أن يُفتح لهم باب لمعرفة مصير أبنائهم المفقودين سواء الغارقون في البحر أو الغائبون في غياهب سجون اليونان.

 

الجدير بالذكر أن وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج السفيرة سها الجندى، أكدت نجاة 43 مصرياً في حادث غرق مركب هجرة غير شرعي قرب سواحل اليونان، وأوضحت أن المركب كانت تقل نحو 750 مواطناً من كل جنسيات مختلفة.
 
وقالت "جندي" في مداخلة تليفزيونية إن المصريين الناجين من الغرق متواجدين الآن في إحدى معسكرات اليونان، وهناك تعاون بيننا وبين أثينا بشأن أسماء الناجين.
 
وأضافت أن هناك عدداً كبيراً من الأهالي في المحافظات يطلبون الاستعلام والتعرف على أسماء أبنائهم الذين خرجوا في رحلة الهجرة غير الشرعية، مبينة أن مصر بها 72 قرية يخرج منها الشباب الراغبين في الهجرة غير الشرعية.
 
ولفتت إلى أن المركب لم تخرج من الحدود المصرية البحرية أو البرية إطلاقاً، مشيرة إلى أن آخر مركب هجرة غير شرعي خرج منذ عام 2016، مشددة على أن أصحاب الجريمة المنظمة هم من يستغلون الشباب للهجرة غير الشرعية عبر ليبيا.
 
وأشارت إلى أن هناك خطاً ساخناً للأزمات والشكاوى بالوزارة ووزارة الخارجية، ويمكن للأهالي الأبناء المهاجرين إرسال معلومات أبنائهم؛ لإمكانية التواصل مع سلطات اليونان لمعرفة موقفهم، وبينت أن غرق المركب كان على بعد أكثر من 5 آلاف ميل تقريبا، خاصة أن المركب لم تتحمل الحمولة الزائدة عليها؛ مما جعلها تغرق في أعماق البحر.
 
وشددت على أنه تم التحقيق مع المهاجرين الذين تم إنقاذهم في اليونان، منوهة في الوقت نفسه بأن هناك تعاونا مثمرا من قبل السفارة المصرية في أثينا لمعرفة كل ما هو جديد.

IMG-20250420-WA0024
IMG-20250420-WA0024
IMG-20250420-WA0022
IMG-20250420-WA0022
IMG-20250420-WA0023
IMG-20250420-WA0023
IMG-20250420-WA0021
IMG-20250420-WA0021
IMG-20250420-WA0018
IMG-20250420-WA0018
IMG-20250420-WA0012
IMG-20250420-WA0012
IMG-20250420-WA0016
IMG-20250420-WA0016
IMG-20250420-WA0015
IMG-20250420-WA0015
IMG-20250420-WA0014
IMG-20250420-WA0014
IMG-20250420-WA0017
IMG-20250420-WA0017
IMG-20250420-WA0013
IMG-20250420-WA0013
IMG-20250420-WA0009
IMG-20250420-WA0009
IMG-20250420-WA0011
IMG-20250420-WA0011
IMG-20250420-WA0010
IMG-20250420-WA0010
IMG-20250420-WA0008
IMG-20250420-WA0008
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق