«الغارديان»: المجاعة في غزة أشد وطأة من الغارات الإسرائيلية

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

وصلت غزة مستويات جديدة من اليأس؛ بسبب أطول حصار عسكري شامل غير مسبوق تنفذه إسرائيل منذ ثمانية أسابيع، والذي قطع كل المساعدات عن القطاع.

وقالت صحيفة الغارديان البريطانية إن الحصار ترك غزة تواجه ظروفاً غير مسبوقة في الشدة منذ بداية الحرب، حيث يعاني الفلسطينيون من أوامر إخلاء جديدة شاملة، وتجدد القصف على البنية التحتية المدنية مثل المستشفيات، ونفاد الغذاء والوقود للمولدات والإمدادات الطبية.

وقال كثيرون من المدنيين والمسعفين والعاملين في المجال الإنساني إنهم يخشون المجاعة أكثر من الغارات الجوية.

وقال حكمت المصري، وهو محاضر جامعي «44 عامًا» من بيت لاهيا شمال القطاع: «اضطررتُ في كثير من الأحيان إلى التخلي عن حصتي من الطعام لابني بسبب النقص الحاد. الجوع هو الذي سيقتلني- موتاً بطيئاً».

مخزون الغذاء نفذ خلال شهرين من وقف إطلاق النار، ويتكدس الناس اليائسون في جميع أنحاء المنطقة أمام مطابخ الجمعيات الخيرية بأوانيهم وأوعيتهم الفارغة.

وتُباع السلع في الأسواق الآن بأسعار أعلى بنسبة 1400%، وفقاً لأحدث تقييم من منظمة الصحة العالمية.

وتشير التقديرات إلى أن 420 ألف شخص اضطروا إلى النزوح مرة أخرى بسبب أوامر الإخلاء الجديدة، مما يجعل من الصعب جمع بيانات حاسمة عن الجوع وسوء التغذية، ولكن منظمة أوكسفام تقدر أن معظم الأطفال يعيشون الآن على أقل من وجبة واحدة في اليوم.

وأوقفت حوالي 95% من منظمات الإغاثة خدماتها، أو قلّصتها بسبب الغارات الجوية والحصار، ومنذ فبراير، شدّدت تل أبيب القيود على دخول الموظفين الدوليين إلى غزة. وتشهد الإمدادات الطبية الأساسية، حتى مسكنات الألم، نفاداً.

وقالت أماند بازيرول، منسقة الطوارئ في غزة لدى منظمة أطباء بلا حدود، في حديثها من دير البلح: «مدينة غزة مكتظة بالنازحين الذين فروا من قوات الاحتلال التي تتحرك إلى الشمال، وهم يعيشون في الشارع، أو يضعون خيامهم داخل المباني المتضررة التي على وشك الانهيار».

وأضافت بازيرول: «لا توجد نقاط رعاية كافية لهذا العدد الكبير من المرضى. في عيادتنا للحروق في مدينة غزة، نرفض استقبال المرضى بحلول الساعة العاشرة صباحاً، ونضطر لإبلاغهم بالعودة في اليوم التالي، حيث نقوم بفرز الأدوية لضمان استمرار مخزوننا لأطول فترة ممكنة».

ورافق الحصار هجوماً عنيفاً من قبل إسرائيل على شمال غزة وكذلك على مدينة رفح بأكملها، جنوب القطاع، مما أدى إلى قطع المنطقة عن مصر.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن نحو 70% من قطاع غزة يخضع الآن لأوامر إخلاء، أو تم ضمه إلى مناطق عازلة عسكرية متوسعة؛ وتبلغ مساحة منطقة رفح الأمنية الجديدة خمس مساحة القطاع بأكمله.

وتدفع عمليات الاستيلاء على الأراضي سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة ــ والمساعدات والجهود الطبية ــ إلى مناطق «إنسانية» أصغر حجماً حددتها تل أبيب.

ومع تقلص المساحة التي يمكنهم العمل فيها، قال عمال الإغاثة إنهم قلقون من أن قواعد الاشتباك التي يتبعها جيش الاحتلال قد تغيرت منذ انهيار وقف إطلاق النار، مشيرين إلى القصف الأخير لمستشفى ناصر في خان يونس، الذي أصاب مبنىً كان يتواجد فيه أعضاء فريق طبي دولي.

وقال مسؤول كبير في مجال الإغاثة: «الناس في غزة يحبون وجود موظفين دوليين؛ لأنهم يفترضون أن ذلك يوفر لهم المزيد من الحماية».

مضيفاً: «في بداية الحرب، إذا كانت هناك غارة جوية على بعد كيلومترين من موقعنا، كنا نخلي المكان... في النهاية، أصبحت هذه المسافة 300 متر، والآن أصبحت 30 متراً».

مضيفا أنه لا توجد تحذيرات، أو أحياناً مهلة عشرين دقيقة، غير كافية لإجلاء المرضى.

وقال المسؤول الإغاثي: «إن تعرُضنا للخطر يتزايد... نعلم أن الإسرائيليين يحاولون إجبارنا على العمل بشروطهم».

في غضون ذلك، ستتفاقم الأزمة الإنسانية، وفقاً لوكالات الإغاثة. فيما قال المصري، المحاضر من بيت لاهيا: «مع عودة الحصار وتجدد الحرب، شعرتُ بالرعب.

أفكر دائماً بابني الصغير، وكيف أتمكن من توفير احتياجاته الأساسية.. لا أحد يستطيع أن يتخيل حجم المعاناة.. الموت يحيط بنا من كل جانب».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق