ماهو اضطراب الميلاتونين الذي يسبب هشاشة العظام؟

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تشير الأبحاث الحديثة إلى وجود علاقة بين اضطراب هرمون الميلاتونين وظهور نوع نادر من هشاشة العظام يُعرف باسم هشاشة العظام مجهولة السبب، وتكشف الدراسة عن دور الطفرات الجينية في تعطيل إشارات الميلاتونين، مما يؤدي إلى ضعف العظام وزيادة خطر الإصابة بالكسور، حتى في ظل الحركات البسيطة وتبرز “البوابة نيوز” تأثير هذا الاضطراب على العظام وفقا لموقع livescience.  
 

هشاشة العظام مجهولة السبب: 

هشاشة العظام مجهولة السبب هي حالة نادرة تؤثر بشكل أساسي على الشباب الأصحاء، مع إصابة حوالي 0.4 لكل 100,000 شخص سنويًا. تتشابه أعراض هذا المرض مع أشكال هشاشة العظام الأكثر شيوعًا، مثل هشاشة العظام المرتبطة بتقدم العمر أو بانقطاع الطمث لدى النساء، وتشمل ضعف العظام وزيادة احتمال التعرض للكسور.

ولكن على عكس الأنواع الأخرى، يحدث هذا النوع النادر دون وجود أسباب واضحة أو عوامل خطر معروفة، ما دفع العلماء للاعتقاد بوجود عامل جيني وراءه.

 

الدور الجيني والطفرات المسببة للمرض:

ركز الباحثون على دراسة عائلات لديها تاريخ من إصابات العظام المتكررة، مما قادهم إلى تحديد طفرات جينية في بروتين يُعرف باسم MTNR1A، وهو مستقبل مرتبط بهرمون الميلاتونين.

 

نتائج التحليل الجيني:

جين MTNR1A يحتوي على طفرتين محددتين (rs374152717 وrs28383653) ثبت ارتباطهما بالمرض.

• أظهرت الطفرات تأثيرًا على مستقبلات الميلاتونين، ما أدى إلى تعطيل إشارات الميلاتونين الضرورية للحفاظ على صحة العظام.

• عند تحليل عينات من 75 امرأة مصابة بهشاشة العظام مجهولة السبب، وُجد أن الطفرات تظهر بشكل حصري لدى المرضى.

 

انتشار الطفرات بين الفئات المختلفة:

• طفرة rs28383653:

• موجودة لدى حوالي 4% من النساء المصابات.

• تنتشر بنسبة 1.7% بين السكان الأشكناز (اليهود من أصول شرق أوروبية).

• أقل انتشارًا بين السكان العامين (0.9%).

• طفرة rs374152717:

• ظهرت لدى 40% من أفراد العائلة المدروسة.

• تنتشر بنسبة 0.9% بين السكان الأشكناز.

• نادرة جدًا بين السكان العامين (0.04%).

 

تأثير الطفرات على صحة العظام:

استخدم الباحثون تقنية CRISPR لتحرير الجينات ودراسة تأثير الطفرات على الخلايا العظمية البشرية والفئران. كشفت التجارب ما يلي:

1. تعطيل مستقبلات الميلاتونين: أدى إلى تقليل إشارات الميلاتونين.

2. تحفيز نشاط الخلايا المدمرة للعظام: زاد من فقدان الكتلة العظمية.

3. تسريع شيخوخة الخلايا: تسبب في ضعف العظام بشكل ملحوظ.

 

دور الميلاتونين في صحة العظام:

الميلاتونين هو هرمون ينظم دورات النوم، لكنه يلعب أدوارًا أخرى، منها:

• التحكم في عملية تكوين أنسجة العظام.

• تقليل نشاط الخلايا المدمرة للعظام.

• المساعدة في الحفاظ على كثافة العظام.

تشير الدراسة إلى أن تعطيل إشارات الميلاتونين الناتج عن الطفرات الجينية يؤدي إلى فقدان التوازن في تكوين العظام، مما يزيد من هشاشتها ويؤدي إلى الكسور.

 

الاستنتاجات والتوصيات العلاجية:

تفتح الدراسة الباب أمام إمكانيات علاجية جديدة تعتمد على استعادة إشارات الميلاتونين لدى المرضى المصابين بهذا النوع من هشاشة العظام.

 

تصريحات الباحثين:

• قالت الدكتورة ستافرولا كوستيني من جامعة كولومبيا:

“يمكن لاستعادة نشاط إشارات الميلاتونين أن تمنع فقدان العظام وتقلل من خطر الكسور، وربما تصلح العيوب العظمية الموجودة بالفعل.”

• أكدت أن هناك حاجة لمزيد من التجارب لاختبار هذه الفرضيات، مشيرة إلى أن دراسات سابقة أظهرت قدرة الميلاتونين على تحسين كثافة العظام.

 

خطوات مستقبلية في البحث:

1. إجراء تجارب سريرية موسعة: لتحديد فعالية الميلاتونين كعلاج مباشر.

2. دراسة تأثير الطفرات في مجموعات سكانية أخرى: لفهم انتشار الطفرات وتأثيرها في مختلف الأعراق.

3. تطوير أدوية تستهدف مستقبلات الميلاتونين: لتعويض الخلل الناتج عن الطفرات الجينية.

 

أهمية الدراسة:

تسلط الدراسة الضوء على العلاقة المعقدة بين الجينات وإشارات الهرمونات مثل الميلاتونين وصحة العظام. هذه النتائج تمثل تقدمًا كبيرًا في فهم هشاشة العظام مجهولة السبب، وتفتح آفاقًا جديدة لتطوير علاجات مبتكرة تساعد المرضى على تحسين جودة حياتهم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق