دراسة حديثة: إمكانية وجود حياة حول النجوم أكبر من قبل

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أشارت دراسة علمية حديثة إلى أن احتمالية العثور على حياة حول النجوم الأكثر شيوعًا في الكون، وهي النجوم القزمة الحمراء من النوع M، قد تكون أكبر مما كان يُعتقد في السابق. 

هذا الاكتشاف الجديد يحمل أملاً كبيرًا في فهم طبيعة الحياة خارج كوكب الأرض، خاصة أن كواكب النظام TRAPPIST-1 قد تدعم هذه النظرية بناءً على خصائصها وتكوينها، نشرت الدراسة في موقع iflscience.


طبيعة النجوم القزمة الحمراء وتأثيرها على الكواكب:

تُعتبر النجوم القزمة الحمراء أصغر النجوم في الكون وأبردها مقارنة بالشمس، ورغم أنها تتميز بطبيعة عنيفة نتيجة نشاطها السطحي والإشعاع فوق البنفسجي المكثف، إلا أنها تحتضن العديد من الكواكب الصخرية، ومع ذلك فإن هذا النشاط المتقلب كان قد دفع العلماء إلى التشكيك في إمكانية دعمها للحياة، حيث يُعتقد أن الإشعاعات القوية قد تُدمر الأغلفة الجوية للكواكب المحيطة بها، مما يجعلها غير صالحة للحياة.
 

نتائج الدراسة: إمكانية الحفاظ على غلاف جوي:

ركز فريق الباحثين، بقيادة الأستاذ المساعد جوشوا كريسانسن-توتون من جامعة واشنطن، على محاكاة تطور الكواكب التي تدور حول هذه النجوم. شملت المحاكاة المراحل التي تمر بها الكواكب منذ تكوينها كأجرام مصهورة وحتى اكتسابها قشرة صخرية وغلاف جوي.

أظهرت النتائج أن الغلاف الجوي الأولي الذي يتكون من الهيدروجين غالبًا ما يتعرض للتدمير بفعل إشعاعات النجم. إلا أن الدراسة تشير إلى إمكانية تكوين غلاف جوي ثانٍ، يتشكل عند درجات الحرارة المعتدلة، حيث يتفاعل الهيدروجين المتبقي مع الأكسجين لتكوين الماء.

هذا الغلاف الجديد قد يكون أكثر استقرارًا إذا كان الكوكب باردًا بما يكفي لتشكيل المطر بسرعة، ما يعزز فرص احتفاظه بغلافه الجوي على المدى الطويل.

 

فرضية الماء ودوره في استقرار الغلاف الجوي:

تقوم الدراسة على فرضية مفادها أن الكواكب التي تقع في “المنطقة الصالحة للسكن" حول النجوم القزمة الحمراء، أي تلك التي ليست قريبة جدًا ولا بعيدة جدًا عن النجم، قادرة على تكوين غلاف جوي غني بالماء، وهذه الكواكب المصهورة في بدايتها تكون مغطاة بطبقات من الهيدروجين، والذي يُنفخه النجم بعيدًا في المراحل المبكرة.

لكن في حال كانت درجة حرارة الكوكب معتدلة، يمكن للهيدروجين أن يتفاعل مع الأكسجين لتكوين جزيئات الماء، ما يؤدي إلى تشكل غلاف جوي جديد يتكون من بخار الماء وغازات ثقيلة أخرى. أظهرت المحاكاة أن هذا الغلاف يمكن أن يبقى مستقرًا لفترات طويلة، ما يعزز احتمالية دعم الكوكب للحياة.

 

نظام TRAPPIST-1 كنموذج واعد:

يُعتبر نظام TRAPPIST-1 مثالًا مثاليًا لدراسة الكواكب الصخرية حول النجوم القزمة الحمراء. يتكون هذا النظام من سبعة كواكب صخرية، بعضها يقع في المنطقة الصالحة للسكن.

حاليًا، يخضع هذا النظام لدراسة مكثفة باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي. وحتى الآن، تم تحليل البيانات المتعلقة بأقرب الكواكب إلى النجم، والتي أظهرت أنها تفتقر إلى غلاف جوي كثيف.

 

التلسكوب جيمس ويب: أداة لاستكشاف المزيد:

أوضح الدكتور كريسانسن-توتون أن الكواكب الأقرب إلى النجم في نظام TRAPPIST-1 تُعد أكثر سهولة في الملاحظة بواسطة تلسكوب جيمس ويب، نظرًا لأنها تشع كميات أكبر من الإشعاع الحراري، مما يجعلها أهدافًا واضحة للدراسة.

ومع ذلك، فإن الكواكب المعتدلة التي تقع بعيدًا قليلاً عن النجم، والتي يُعتقد أنها تمتلك غلافًا جويًا مستقرًا، تتطلب فحصًا دقيقًا باستخدام التلسكوبات، وهذه النتائج تشير إلى أن فرص دعم هذه الكواكب للحياة قد تكون أعلى مما يُعتقد، مما يجعلها أهدافًا أساسية للدراسات المستقبلية.

 

استنتاجات ودعوات لمزيد من البحث:

توفر هذه الدراسة فهمًا جديدًا لإمكانية دعم النجوم القزمة الحمراء للحياة على الكواكب المحيطة بها. ورغم التحديات التي تفرضها طبيعة هذه النجوم، إلا أن نتائج المحاكاة تقدم أدلة مشجعة على قدرة بعض الكواكب الصخرية على الاحتفاظ بغلافها الجوي، مما يفتح آفاقًا جديدة للبحث عن الحياة الفضائية.

يدعو الباحثون إلى تكثيف الجهود لدراسة الكواكب المعتدلة في أنظمة النجوم القزمة الحمراء، خاصة باستخدام الأدوات الحديثة مثل تلسكوب جيمس ويب، الذي قد يكون مفتاحًا لاكتشاف حياة جديدة في أماكن لم يكن يُعتقد سابقًا أنها صالحة لذلك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق