"مثلث سوف".. إلى متى يستمر حصد الأرواح؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

جرش - تتكرر بشكل شبه يومي حوادث خطرة تسبب وفيات وإصابات بمختلف الدرجات، على مثلث سوف في محافظة جرش أو ما يطلق عليه أيضا "مثلث السبطة"، وهو الذي بات يسميه المواطنون "مثلث الموت"، حيث كان آخر الحوادث المروعة التي شهدها المثلث وقع يوم الاثنين الماضي، بين حافلة ركاب متوسطة ومركبة (ديانا)، وأدى إلى وفاة شخصين وإصابة 20 آخرين.اضافة اعلان
ويقع المثلث قرب بلدة ساكب، وكذلك باتجاه الطريق الدولي الذي يربط محافظتي جرش وعجلون بالعاصمة، ويبدو لافتا بحسب مواطنين، عدم التزام سائقي الشاحنات بالمرور من الطريق المخصصة لهم، ويمرون من طريق ضيقة وشديدة الانحدار، وتشكل خطرا كبيرا عليهم وعلى حركة المرور المزدحمة على مدار الساعة على الطريق الدولي.
ويرى سائقون أن سبب كثرة الحوادث وخطورتها على مثلث الموت هو الازدحام المروري، والمثلث موصول بطريق فرعية منحدرة لا يسمح بمرور الشاحنات والمركبات الكبيرة منها، إلا أنهم يسلكونها لتوفير الوقت والجهد، متجاهلين خطورة مرورهم منها، ونسبة الحوادث المتعددة التي تتكرر على نفس الطريق، لا سيما أن الطريق يخلو من الإشارات التحذيرية والإرشادية أو الحواجز الحديدية والإسمنتية التي تخفف من حدة وخطورة الحوادث على المثلث بشكل خاص.
بدوره، قال الناشط حسن المرازيق إن الطريق يمر بثلاثة تجمعات سكانية هي ساكب، الكتة، وريمون، فضلا عن تجمعات سكانية من خلال الطرق المتفرعة عنه، في حين أبدى استهجانه من عدم وضع هذا الطريق الحيوي على سلم أولويات مديرية أشغال جرش.
وأشار المرازيق إلى أن هناك حوادث مرور بشكل دائم تقع على الطريق، نظرا لعدم صلاحيته وضيق مساحته، ولا يوجد فيه أرصفة، معتبرا أن هذا الطريق بات طريقا للموت، ومشددا على ضرورة توفير كافة الخدمات الحيوية على المثلث، نظرا لكثرة الحوادث التي تقع عليه، والتي يجب أن تترافق مع مشروع توسعة الطريق ضمن مسربين لمسافة 20 كيلومترا طوليا، وفيه أيضا منعطفات ومنحدرات خطرة.
خطر مرور الشاحنات
كما يستهجن السائق محمود المقابلة مرور الشاحنات من المثلث، لا سيما أن الطريق شديدة الانحدار وتشكل خطورة كبيرة على السائقين وعلى حركة المرور على الطريق الدولي، لافتا إلى أن الحوادث تتكرر بشكل شبه يومي بسبب فقدان السيطرة، ويوجد طريق بديل قريب ومناسب ومجهز لمرور الشاحنات عليها، إلا أن عدم الالتزام من قبل السائقين يسبب هذه الحوادث.
وأضاف المقابلة، أن المثلث لا يمكن عمل جزيرة وسطية عليه، كونه ضيقا ومساحته صغيرة، ومن الأولى أن يلتزم كل نوع من المركبات بالطريق المخصصة له، في حين يمكن ضبط السائقين من خلال دوريات السير والمخالفات على مدار الساعة، نظرا لتكرر الحوادث عليه، والالتزام بقواعد السير من قبل السائقين أنفسهم، لا سيما أن أغلب الحوادث سببها أخطاء وتجاوزات من السائقين أنفسهم، وسوء تجهيزات المركبات، ومرور الشاحنات من الطريق غير المخصصة لهم.
وفي الوقت ذاته، يؤكد المقابلة أن الطريق بحاجة كذلك إلى أرصفة وأطاريف وحواجز حديدية وإسمنتية، وإشارات تحذيرية وإرشادية، وتعبيد وصيانة شاملة، واصفا الطريق بأنه لا يعدو أن يكون طريقا زراعيا ثانويا، نظرا لسوء أحواله وكثرة مشاكله، التي باتت تتطلب إعادة تأهيل متكاملة للطريق وعلى المسربين.
وبين أنه يندر أن تكون هناك أسرة من سكان البلديات الواقعة على الطريق لم تفجع بأحد أبنائها على الطريق، موضحا أن السكان في البلدات المجاورة يفقدون قرابة 5 إلى 6 أشخاص سنويا بسبب حوادث السير التي تقع على الطريق، الذي يفتقد الشروط الهندسية التي تتطلبها الطرق.
إلى ذلك، قال المواطن محمد العياصرة إن الطريق موجود منذ الخمسينيات، وهو لم يعد ملائما للتطورات المتسارعة التي شهدتها المملكة، والزيادة السكانية، وزيادة عدد المركبات، ما جعله عاجزا في واقعه الحالي عن استيعاب الحركة الكثيفة للمركبات والشاحنات التي تسير عليه يوميا.
تثبيت دورية شرطة سير
وكان محافظ جرش فراس الفاعوري، ومديرة أشغال جرش المهندسة إخلاص الخشاشنة، تفقدا موقع الحادث واطلعا على وضع المثلث، حيث أوعز المحافظ بتثبيت دورية شرطة سير قريبة من المثلث، بهدف إلزام سائقي الشاحنات بالمرور من الطريق المخصصة لهم، وعدم العبور من الطريق شديدة الانحدار، التي تشكل خطرا على حياة المواطنين والسائقين، لا سيما أن أغلب الحوادث على مثلث سوف سببها أخطاء من السائقين، وسوء تجهيزات المركبات، وعدم التزام سائقي الشاحنات بالمرور من الطريق المخصصة لهم، على الرغم من وجود طريق بديل مجهز وآمن وقريب.
من جهتها، قالت الخشاشنة إن الطريق الفرعية شديدة الانحدار وغير مخصصة لمرور الشاحنات والمركبات الكبيرة، نظرا لخطورتها، وهي تابعة لبلدية جرش الكبرى، وليست من اختصاص أشغال جرش، مؤكدة في الوقت ذاته أن مثلث سوف الذي تتكرر عليه الحوادث، مجهز بالشواخص المرورية والتحذيرية، ومزود بحواجز حديدية وإسمنتية، وأغلب الحوادث التي تتكرر عليه سببها أخطاء من السائقين، والسرعة، وسوء تجهيزات المركبات، وتجاوز سائقي الشاحنات ومرورهم منها، على الرغم من توفر طريق بديل وآمن.
وترى الخشاشنة أنه من الأفضل تثبيت دورية سير قريبة من المثلث، بهدف مخالفة سائقي المركبات الكبيرة الذين يستخدمونها، بهدف منعهم والحد من الحوادث المروعة على الطريق.  
وكان الناطق باسم مديرية الأمن العام عامر السرطاوي، قال إنَّ فرق الإنقاذ والإسعاف في مديرية دفاع مدني جرش تعاملت مع حادث تصادم وقع بين حافلة ركاب متوسطة ومركبة (ديانا) على طريق جرش عجلون وبالقرب من مثلث سوف.
وبين الناطق الإعلامي في بيان صحفي أنه نتج عن الحادث، وفاة شخصين، وإصابة 20 شخصا بجروح ورضوض مختلفة في الجسم، حيث عملت فرق الإسعاف على تقديم الإسعافات الأولية اللازمة للمصابين ونقلهم وإخلاء الوفاتين إلى مستشفيات جرش الحكومي، والأميرة هيا العسكري، والإيمان الحكومي، والصفا التخصصي.
وأوضح الناطق الإعلامي في البيان أنه سيتم فتح تحقيق مروري لبيان الأسباب التي أدت لوقوع الحادث. 
كما وجّه رئيس الوزراء، جعفر حسان، وزير الصحة فراس الهواري، إلى إحاطة مصابي الحادث بكامل الرعاية الطبية والصحية اللازمة.
وقدّم حسان، خلال جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في محافظة عجلون الثلاثاء الماضي، التعازي لأسر المتوفَين جراء الحادث الأليم. 
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق