أكدت الدكتورة منال حمادة، الاستشارية في العلاقات الأسرية والصحة النفسية، أن قضية فارق العمر بين الزوجين لا يمكن اختزالها في عبارة "العمر مجرد رقم"، موضحة أن نجاح العلاقة الزوجية يرتكز على مجموعة من التوافقات الأساسية، تشمل: التوافق العقلي، الفكري، العاطفي، المادي، والعُمري.

وأضافت منال حمادة، في تصريحات متلفزة، أن بعض الفتيات قد تنجذب للزواج من رجال أكبر منهن سنًا بدافع البحث عن الأمان المادي أو النفسي، وهو ما يُعرف مجتمعيًا بظاهرة "شوجر دادي"، إلا أن هذه الانبهارات الأولية قد تتلاشى مع الوقت، لتصطدم الفتاة بواقع الاختلافات السلوكية والاحتياجات النفسية والعاطفية نتيجة فارق السن الكبير.

وحذّرت "حمادة" من أن الفتاة التي لا تزال في مقتبل عمرها، وتتمتع بحيوية ونشاط، قد تجد صعوبة في التكيّف مع شريك حياة بلغ مرحلة الاستقرار والهدوء، مما يُولّد فجوة نفسية وسلوكية بين الطرفين.

وشددت على أهمية وجود توافق في الطباع، والميول، والاهتمامات، معتبرة أن تقارب السن المثالي يتراوح غالبًا بين 3 إلى 5 سنوات، إلا إذا كان هناك توافق استثنائي شامل يمكنه تعويض هذا الفارق.

واستشهدت الدكتورة منال بمثال النبي محمد ﷺ وزيجاته من السيدة خديجة الكبرى، التي كانت تكبره بخمسة عشر عامًا، والسيدة عائشة التي كانت تصغره بفارق كبير، مشيرة إلى أن قدرة النبي على الاحتواء العاطفي والنفسي كانت عنصرًا جوهريًا في نجاح تلك العلاقات، وهو ما نفتقر إليه كثيرًا في واقعنا المعاصر.