عاجل.. رئيس التجمع المسيحي بالقدس يكشف مفاجأة بشأن الموقف الإسرائيلي من وفاة بابا الفاتيكان (خاص)

مصر تايم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال ديمتري دلياني، رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة، إن سلوك دولة الاحتلال الإسرائيلي تجاه وفاة قداسة البابا فرنسيس يُعد انعكاساً مباشراً لعقيدة سياسية استعلائية حولتها إلى كيان منبوذ شعبياً حول العالم.

 وأوضح ديمتري دلياني رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة خلال تصريحات خاصة لـ “مصر تايمز”، اقتصرت دولة الاحتلال على إرسال سفيرها لدى الفاتيكان لتمثيلها الرسمي في مراسم الجنازة التي ستُعقد اليوم، في وقت أرسلت فيه معظم دول العالم رؤساء دولها وزعماءها تكريماً للبابا الراحل.

حذف رسائل التعزية 

  وتابع دلياني ، حذفت حكومة الابادة والاحتلال الإسرائيلية رسائل التعزية الرسمية بوفاة البابا، في خطوة تُظهر عمق هيمنة الفكر الصهيوني الإقصائي على صناعة القرار السياسي بما في ذلك الأداء الدبلوماسي.

وأضاف  تأخر رئيس وزراء الاحتلال في إصدار بيان تعزية، واضطر لإصدار تصريح مقتضب تحت وطأة الضغوط الدولية، ما يعكس ان الأزمة الأخلاقية داخل بنية الدولة ليست فقط تجاه ابناء شعبنا الفلسطيني.

كما أشار  الفكر ذاته الذي شرعن قانون القومية عام 2018 لترسيخ تفوق اليهود على غيرهم من بني البشر هو نفسه الذي يغذي الإبادة الجماعية بحق مليوني إنسان في غزة ويحافظ على الاحتلال المتواصل للأراضي الفلسطينية واللبنانية والسورية.

و أكد أن  إخضاع الموقف الرسمي للاحتلال لإملاءات التيارات الدينية السائدة في النظام السياسي يعكس مدى رسوخ الفكر العنصري الذي يبرر المجازر في غزة، والتي اعتُبرت وفقاً للبابا الراحل نفسه تحمل "سمات الإبادة الجماعية".

و أكمل عزلة دولة الاحتلال المتزايدة هي نتاج حتمي لسياساتها المستندة إلى التمرد على المبادئ الكونية للعدالة والمساواة وكرامة الإنسان.

 الموقف الإسرائيلي من وفاة قداسة البابا يكشف عن الانحدار الأخلاقي العميق الذي أنتجته الأيديولوجية الصهيونية.

سلوك دولة الاحتلال تجاه المجتمع الكاثوليكي العالمي يعبر عن أزمة بنيوية متجذرة في العقيدة الصهيونية تجعل من إمكانية التعايش العادل والمبني على الاحترام المتبادل أمراً مستحيلاً في ظل المسار الأيديولوجي القائم.

تفاقمت الأزمة بين إسرائيل والكنيسة الكاثوليكية، قبيل جنازة البابا فرنسيس، و قررت إسرائيل عدم إرسال ممثل كبير إلى  الجنازة غدًا السبت.

 

وكشفت صحيفة يدعوت أحرنوت العبرية، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية  حذفت أيضًا تغريدة التعازي في وفاته، وأمس أرسل رؤساء المجتمع الكاثوليكي في إسرائيل رسالة غاضبة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، "قرأنا بقلق وغضب كبيرين قرار وزارة الخارجية الإسرائيلية منع السفراء والبعثات الإسرائيلية من إصدار بيانات الحداد بعد وفاة البابا فرانسيس"، حيث أن هذا القرار، مثل عدم وجود رسالة تعزية من الحكومة الإسرائيلية، يشكل إهانة خطيرة ليس فقط للمواطنين المسيحيين في إسرائيل، بل وأيضاً للمسيحيين في جميع أنحاء العالم".


 وأضافوا في رسالتهم التي أرسلت إلى نتنياهو قبل يومين من الجنازة - وفي اليوم الذي تذكر فيه تقديم التعازي بوفاة البابا: "إن الامتناع عن التعبير الرسمي عن الحداد في مثل هذا الوقت أمر غير مقبول ويتناقض تماما مع التصريحات الإسرائيلية المتكررة حول احترام التعددية وجميع المعتقدات الدينية".


ويبدو أنه في أعقاب تلك الرسالة التي أُرسلت إلى رئيس الوزراء أمس، نشر الحساب الرسمي لرئيس الوزراء على موقع "إكس" رسالة تعزية قصيرة من نتنياهو باللغة الإنجليزية فقط: "تُعرب دولة إسرائيل عن أعمق تعازيها للكنيسة الكاثوليكية والمجتمع الكاثوليكي العالمي في وفاة البابا فرانسيس. فلتكن ذكراه مباركة".


وقال مسؤول كبير في الكنيسة الكاثوليكية في إسرائيل لموقع يديعوت أحرونوت إن "إعلان نتنياهو كان “قليلاً جداً ومتأخراً جداً”، نُشرت التعزية باللغة الإنجليزية فقط، ولم يُنشر على حسابات نتنياهو الأخرى، بل إن ما يُثير الإهانة أكثر هو غياب أي إشارة إلى حزن 200 ألف مسيحي يعيشون في إسرائيل، والذين ينعون وفاة البابا، وإسرائيل تُزيد الطين بلة بإرسالها سفيرها لدى الفاتيكان لحضور الجنازة فقط.


وفي جنازة البابا السابق في عام 2005، كان ممثل إسرائيل هو الرئيس آنذاك موشيه كاتساف، وقال عضو كبير في الكنيسة الكاثوليكية في إسرائيل إن السلوك الإسرائيلي المحيط بوفاة البابا "محرج للغاية وانتقامي"، على حد تعبيره، في ضوء الانتقادات التي وجهها البابا لنشاط الجيشالإسرائيلي في قطاع غزة أثناء الحرب. 

وأضاف أن “إسرائيل تتجاهل أن البابا التقى عدة مرات مع عائلات المخطوفين ودعا إلى إطلاق سراحهم فورا”، "تتجاهل إسرائيل كل الأشياء الجيدة التي فعلها البابا لدولة إسرائيل والشعب اليهودي".


وأضاف مصدر في الكنيسة الكاثوليكية في إسرائيل أن "هناك شعورًا بالخلاف هنا، كان البابا صديقًا حقيقيًا لإسرائيل، من الجائز أحيانًا أن يختلف الأصدقاء، لكن من المهم أن نحترم بعضنا البعض - إذا توفي زعيم الكنيسة ونحن في حالة حداد، فمن حقنا أن نشارك في الحزن، هذا بالإضافة إلى نقص الميزانية الكافية للمعابد اليهودية المسيحية في إسرائيل، والموقف القاسي للشرطة تجاه المؤمنين المسيحيين يوم السبت الماضي".


ردّت وزارة الخارجية قائلةً: "أعربت دولة إسرائيل عن حزنها لوفاة البابا، وقدّمت تعازيها فور وفاته إلى أتباعه، وقد أصدر كلٌّ من الرئيس ورئيس الوزراء التعازي، ويوقّع سفراء إسرائيل حول العالم على دفاتر تعزية الفاتيكان المفتوحة في جميع أنحاء العالم، ويغرّدون بتعازيهم. 

وقد وصل سفير إسرائيل لدى الفاتيكان يوم الأربعاء الماضي لزيارة نعش البابا وإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، وظهرت تغريدات حول هذا الموضوع على جميع الحسابات الرسمية لوزارة الخارجية، ستحضر إسرائيل جنازة البابا، وسيمثّلها رسميًا سفير إسرائيل لدى الفاتيكان".


 


 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق