بالإعلان عن إحراز تقدم.. أين تتجه مفاوضات غزة؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

عمان- في الوقت الذي تشهد فيه مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة زخماً جديداً مع تقارير عن تقدم كبير في المباحثات الجارية حاليا في القاهرة بين حركة حماس والاحتلال الصهيوني، يرى مراقبون أن فرص نجاح الهدنة تعتمد على عدة عوامل، أهمها قرار أميركي حاسم، مع الحاجة إلى ضمانات إقليمية ودولية لتنفيذ الالتزامات.اضافة اعلان
وقال هؤلاء في أحاديث منفصلة لـ"الغد"، إن مباحثات القاهرة، تمثل فرصة تاريخية لإنهاء الحرب، لكن نجاحها يعتمد على التزام الطرفين ودور الوسطاء، وتوفر إرادة دولية وإقليمية لإنهاء الصراع، مشيرين إلى أن الخلافات حول الانسحاب الإسرائيلي وشروط حماس لوقف دائم للحرب تبقى عقبات رئيسية، مع استمرار الضغوط الإنسانية والسياسية، تبقى الآمال معلقة على قدرة الوسطاء على تحويل هذا التقدم إلى سلام مستدام.
ونقلت وسائل إعلام عن مصدرين أمنيين مصريين، إن المفاوضات التي عقدت في القاهرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة تشهد تقدما كبيرا، وإن هناك إجماعا على وقف إطلاق نار طويل الأمد في القطاع المحاصر، لكن بعض النقاط الشائكة ما تزال قائمة، ومنها أسلحة حركة حماس.
وذكر المصدر أن المحادثات الجارية تضم وفدين مصريا وإسرائيليا، فيما قالت حركة حماس مرارا إنها غير مستعدة للتخلي عن سلاحها، وهو مطلب رئيسي لإسرائيل.
تصريح حمال أوجه
وفي هذا الإطار، يقول الخبير العسكري والإستراتيحي نضال أبوزيد، بأن مسار المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة يتقدم رغم التأخير الذي يبرز أحيانا نتيجة محاولات الاحتلال فرض صيغة تفاوضية يمكن أن يروج لها دعائيا بأنها صيغة نصر فرضها نتنياهو الذي يريد تحقيق مكسب سياسي عشية التحضير للانتخابات الإسراىيلية المقرر عقدها بعد 10 شهور.
وأضاف أبوزيد إن إعلان الاحتلال أول من أمس عدم قبوله بالمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار لمدة خمس سنوات، يمكن اعتباره بأنه تصريح "حمال أوجه"، حيث انتهى التصريح بجملة مشروطة وهي "لمدة خمس سنوات"، بمعنى أن الاحتلال قد يقبل باتفاق لوقف إطلاق النار لمدة أقل من خمس سنوات.
ورأى أن من الطبيعي ان يرفض الاحتلال المبادرة المطروحة، لأن المقاومة اشترطت هدنة خمس سنوات، ولا تريد إسرائيل الموافقة على شرط تقدمه المقاومة كما هو دون إجراء تعديلات عليه تتناسب والسردية الصهيونية.
وأشار إلى أن تزامن تصريح رفض المبادرة يمكن اعتباره أيضا محاولة استدراج عروض من الوسطاء، ومن الجانب الأميركي؛ لأن الاحتلال اعتاد ابتزاز الجانب الأميركي مع أي وقف لإطلاق النار، كما حدث في اتفاق جنوب لبنان، حيث حصل مقابل الموافقة على صفقة بقيمة 7.8 مليار دولار من الأسلحة والذخائر، وفي صفقة وقف إطلاق النار في غزة التي وقعت في 18 كانون الثاني (يناير) حصل الاحتلال على صفقة أخرى تتعلق بذخائر الطائرات والمدفعية.
وقال إن هذا الأمر يشير إلى أن الاحتلال رغم إدراكه أن الصفقة ستتم قبل وصول ترامب الى المنطقة المقرر في منتصف أيار (مايو) المقبل إلا أنه يحاول الخروج بمعادلة تفاوضية يكون فيها رابحا ضمن حسابات الربح والخسارة.
الاعتماد على الوسطاء
من جهته، يرى عميد كلية القانون السابق في جامعة الزيتونة الدكتور محمد فهمي الغزو، أن التقدم الحالي في مباحثات القاهرة، يعتمد على قدرة الوسطاء على حل الخلافات حول ممر فيلادلفيا، ونزع سلاح حركة حماس، مشيرا إلى أن المباحثات تمثل فرصة حاسمة لإنهاء حرب غزة، مدعومة بجهود مصرية وقطرية مكثفة وضغوط دولية.
وأضاف الغزو: "نجاح الهدنة يتوقف على قدرة الوسطاء على تقديم ضمانات ملزمة تحول التقدم الحالي إلى سلام دائم، في ظل وضع إنساني كارثي لا يحتمل المزيد من التصعيد".
وتابع: "مصر عرضت على إسرائيل خلال مباحثات القاهرة مقترحا جديدا بهدنة لمدة 6 أشهر في قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس، وفتح معبر رفح، وهذا المقترح جاء بعد أن رفضت إسرائيل المقترح السابق، الذي وافقت عليه حماس، ويتضمن هدنة 5 سنوات، وطلبت هدنة مؤقتة أو صفقة جزئية."
ولفت إلى أن المقترح المصري الجديد يتضمن انسحابا إسرائيليا تدريجيا من غزة والسماح بإعادة إعمار القطاع.
بدوره، يقول المحلل السياسي الدكتور صدام الحجاحجة، إن الظروف مهيأة للتوصل لهدنة في قطاع غزة، توازيا ورغبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وإبداء حركة حماس مرونة لوقف الحرب وبدء دخول مساعدات للقطاع الذي تدهورت أوضاعه بشكل كبير.
وأضاف الحجاحجة: "محادثات القاهرة تأتي في توقيت حاسم مع جهود مصرية جديدة للتوصل إلى تهدئة قريبة، خاصة في ظل توفر رغبة علنية من ترامب لإبرام اتفاق قريب قبل سفره الشهر المقبل للمنطقة".
وتابع: " كما أت مباحثات القاهرة الحالية ستقترب من مناقشة المقترح المصري الجديد المطروح الذي قد تقدم حركة حماس ردودا إيجابية عليه وتؤكد فيه رغبتها بالتهدئة"، مشيرا إلى أن التصعيد الصهيوني المستمر محبط لكنه سيتوقف بضغط أميركي حال نجحت الجهود المصرية باستئناف مفاوضات الهدنة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق