78 % من مكاتب العائلات حول العالم تخطط للاستثمار في الأصول الرقمية

مصدرك 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أصدرت «لوجيك للاستشارات» تقريراً بعنوان «ما وراء الثروة: كيف ترسم مكاتب العائلات ملامح مستقبل الاستثمار».

سلط التقرير الضوء على التحول الكبير الذي تشهده مكاتب العائلات في دول مجلس التعاون الخليجي في استراتيجياتها، حيث تنتقل من التركيز التقليدي على إدارة الثروة والحفاظ عليها إلى تبني نماذج استثمارية ذات نمو مرتفع، تشبه في سلوكها أدوات رأس المال الاستثماري.

وكشف التقرير الجديد أن 78% من مكاتب العائلات حول العالم تخطط للاستثمار في الأصول الرقمية خلال العامين إلى الثلاثة أعوام المقبلة. ويعكس هذا التوجه تحولاً جذرياً نحو نماذج استثمار قائمة على الابتكار والتكنولوجيا.

دعم متزايد

تساهم مكاتب العائلات في الخليج بشكل متزايد في دعم الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، ومشروعات الذكاء الاصطناعي، والتقنيات المستدامة، والتكنولوجيا المالية، مدفوعة بمشاركة الأجيال الشابة وارتفاع مستوى الإلمام بالتقنيات الرقمية وزيادة الاستعداد لتحمل المخاطر.

ويعزز هذا التطور مكانة ودور مكاتب العائلات في دول الخليج كفاعل رئيسي في اقتصاد الابتكار العالمي، حيث تتميز برأسمال طويل الأجل وهادف، ما يجعلها مختلفة عن المستثمرين المؤسسيين التقليديين.

هوية جديدة

لطالما كانت مكاتب العائلات تُدار بهدف الحفاظ على الثروة وضمان الاستقرار المالي للأجيال القادمة، وكانت استراتيجياتها الاستثمارية تتركز تقليدياً على العقارات، والاستثمارات الصناعية، والمحافظ منخفضة المخاطر. لكن هذا النموذج بدأ يتغير، ففي الوقت الراهن، تتجه مكاتب العائلات بشكل متزايد نحو استراتيجيات النمو السريع المشابهة لتلك التي تعتمدها شركات رأس المال الاستثماري، من خلال دعم الشركات المبتكرة، وتشجيع الابتكار، وبناء شراكات مباشرة مع مؤسسي الشركات الناشئة.

نهج تقليدي

في هذا الصدد، قال سيف الله ربيع، الشريك التنفيذي لشركة لوجيك للاستشارات في الإمارات: «لم تعد مكاتب العائلات في الخليج تلتزم بالنهج التقليدي المحافظ، بل أصبحت فاعلاً رئيسياً في تشكيل المشهد الاستثماري، متخذة أدواراً كانت حكراً في السابق على شركات رأس المال المخاطر. لكن ما يميزها هو توفيرها لرأسمال طويل الأمد، وهو الذي يمنح الشركات المرونة والوقت اللازمين للنمو والتوسع».

توجه جديد

وأشار التقرير إلى أن هذا التوجه الجديد لا يُعد مجرد استجابة لتغيرات السوق، بل يعكس أيضاً تحوّلاً نابعاً من تغير الأجيال داخل هذه الكيانات. إذ يتولى أفراد الجيل الجديد من العائلات أدواراً أكبر في إدارة مكاتب العائلات، ويستخدمون مهاراتهم الرقمية وانفتاحهم العالمي لتوجيه قرارات الاستثمار. وتشمل محافظهم اليوم فئات أصول ناشئة مثل العملات الرقمية، والمنصات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والشركات الناشئة ذات الأثر الاجتماعي، وصناديق الاستثمار التي تركز على معايير الاستدامة البيئية والاجتماعية والحوكمة. كما يزداد التركيز على الاستثمار الهادف، إلى جانب تحقيق الأرباح.

قيادة الاستثمار

أثبتت عدة مكاتب عائلية في المنطقة حضورها القوي كمستثمرين نشطين في قطاع التكنولوجيا. فقد استثمر المكتب الخاص للشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم في مشاريع مثل «مؤسسة فانتوم»، وهي منصة تعتمد على تقنية سلسلة الكتل (Blockchain)، وشركة «سيرفيون جلوبال سوليوشنز» المتخصصة في تقنيات التحول الرقمي. كما دعمت شركة المملكة القابضة، مكتب العائلة التابع للأمير الوليد بن طلال، شركة «كريم» في عام 2017، والتي استحوذت عليها لاحقاً شركة «أوبر» مقابل 3.1 مليار دولار.

استثمار هادف

وإلى جانب التركيز المتزايد على التكنولوجيا، تتجه مكاتب العائلات اليوم بشكل متزايد نحو الاستثمار الهادف لتحقيق أثر اجتماعي وبيئي، حيث أصبح هذا النوع من الاستثمار ركيزة أساسية في أغلب استراتيجيات مكاتب العائلات.

ويشمل ذلك تمويل مشاريع في مجالات الطاقة المتجددة، والعقارات المستدامة، والتقنيات الزراعية، والحفاظ على الموارد المائية، بهدف تحقيق أثر اجتماعي وبيئي إيجابي إلى جانب العائد المالي.

خط فاصل

مع استمرار هذا التحوّل، بدأت مكاتب العائلات تأخذ طابعاً يشبه بشكل متزايد شركات رأس المال المخاطر، سواء في أسلوب العمل أو التوجهات الاستثمارية. ويطرح تقرير شركة «لوجيك للاستشارات» سؤالاً في وقته: هل أصبحت مكاتب العائلات هي رأس المال المخاطر الجديد؟

ورغم أن مكاتب العائلات لا تزال تختلف من نواحٍ أساسية، مثل اعتمادها على الثروات الخاصة وأفقها الاستثماري الطويل، فإن دورها المتنامي في دعم الشركات الناشئة والأسواق القائمة على الابتكار لا يمكن إنكاره. فهي تقدم دعماً استراتيجياً، ومعرفة متخصصة بالقطاعات، وقدرة على احتضان مشاريع جديدة من خلال شراكات مصممة بحسب الاحتياج.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق