"التوحد الافتراضي" تهديد خفي يفقد مهارات التواصل

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

 د. إبراهيم بني حمدان *

عمان- يعتبر اضطراب طيف التوحد واحدا من أكثر فئات التربية الخاصة التي سعت إلى توفير الخدمات التربوية والتعليمية والاجتماعية المختلفة لها، عن طريق برامج تعديل السلوك والتفاعل الاجتماعي. وما يميز التوحد عن غيره، أنه اضطراب نمائي عصبي يحدث في السنوات الأولى من حياة الطفل، حيث يكون الخلل في وظيفة الدماغ وليس في الدماغ نفسه، مع ظهور بعض السلوكيات غير المقبولة، أهمها ضعف التواصل والتفاعل الاجتماعي والسلوكيات النمطية المتكررة.اضافة اعلان
ومع الغزو التكنولوجي المستمر، وتعرض الأطفال في السنوات الأولى من عمرهم للشاشات الذكية والأجهزة الإلكترونية بشكل مفرط، ظهر ما يعرف بـ”التوحد الافتراضي”. وهو مصطلح غير طبي، وُصف لمجموعة من الحالات المشابهة لحالات اضطراب طيف التوحد، والتي تظهر عليهم أعراض شبيهة بالتوحد، مثل العزلة الاجتماعية، وعدم التفاعل والتواصل الاجتماعي، إضافة إلى سلوكيات نمطية تكرارية، والاستحواذ على أشياء محددة. فهو نتيجة لعوامل خارجية بيئية، بعكس التوحد الكلاسيكي الناتج عن خلل نمائي عصبي.
فعند قضاء وقت طويل أمام الشاشات الرقمية والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية الإلكترونية وألعاب الفيديو، يؤدي ذلك إلى تراجع التفاعل الاجتماعي عند الطفل. حيث إن دماغ الطفل يتطور بشكل سريع في المراحل الأولى المبكرة، خلال التفاعل مع الآخرين ومع البيئة المحيطة به، وما يحدث فيها من أصوات ومثيرات ونظرات ولمس، فهو يحتاج إلى تفاعل واقعي لبناء روابط عصبية في الدماغ.
لكن عند التعرض للشاشات الإلكترونية، فإنه يستمتع بمحتوى سمعي وبصري دون تفاعل حقيقي، وهو ما يحرمه من اكتساب مهارات التواصل الاجتماعي، اضافة إلى تعطيل مراكز الانتباه والتركيز، عن طريق تحفيز مراكز المتعة في الدماغ بشكل فوري، جراء المحتوى الرقمي المليء بالصور والمثيرات الملونة، وهو ما يضعف قدرة الطفل على التركيز والانتباه للمواقف الواقعية.
* اختصاصي تربية خاصة

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق