loading ad...
عمان- "أريد أن أكون" هي قصة تصفحتها الطفلة رزان (10 أعوام)، وتتحدث عن العديد من المهن التي تشكل النسيج المهني في الوطن، حيث حصلت عليها من إحدى قصص مكتبة متحف الأطفال، وجرى قراءتها بمناسبة عيد العمال في أحد الأعوام، لتتعرف رزان من خلالها على مجموعة من المهن التي تعتبر في مجملها "وظائف لعمال ينهضون بالوطن".اضافة اعلان
وفي الأول من أيار من كل عام، يحتفل العالم بعيد العمال، والذي يأتي كتأكيد على المراحل التي مر بها العمال في مختلف أنحاء العالم، من تحديات وصعوبات ونضالات في سبيل كسب الحقوق، حتى أصبح هذا اليوم في العديد من الدول عطلة رسمية، تذكر بأهمية قطاع العمل والعمال في النهوض الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للدول.
وتعود ذكرى الاحتفال بهذا اليوم العالمي إلى عام 1869، حين شكل عدد من العمال في الولايات المتحدة تنظيما خاصا بهم تحت اسم "منظمة فرسان العمل"، والذي يعد أول تنظيم نقابي يطالب بتحسين الأوضاع الاقتصادية للعمال. ومنذ ذلك الحين، تم تخصيص الأول من أيار ليكون موعداً سنوياً لتجديد تلك المطالب، حتى أصبح يعرف بـ"عيد العمال"، وتحتفل به معظم دول العالم عبر إعلانه عطلة رسمية، فيما تعمد النقابات العمالية إلى تجديد مطالبها القانونية فيه.
وفي الأردن، كما في غيرها من دول العالم، يعلن هذا اليوم عطلة رسمية لجميع القطاعات، ويستذكر فيه أصحاب المؤسسات الرسمية والأهلية أهمية قطاع العمال في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
ويأتي هذا التأكيد ليبرز الحاجة إلى ترسيخ التوعية المجتمعية داخل المؤسسات التعليمية حول أهمية قطاع العمل والعمال، وتعزيز قيمة كل وظيفة وكل عامل، مهما كانت طبيعة عمله. فالوطن لا ينمو إلا بوجود عمان وموظفين في مختلف القطاعات، ولا تقل وظيفة عن أخرى مهما اختلف مستواها أو طبيعتها.
وهنا، تستكمل الطفلة رزان حديثها، فبعد قراءتها لتلك القصة واطلاعها عليها، أصبحت تدرك أن كل وظيفة هي شكل من أشكال العمل، وأنه لا يجب حصر مسمى "عامل" بأشخاص معينين فقط كما كانت تظن، بل باتت تتمنى أن تكون واحدة من العاملين عندما تكبر. وهو ما يدعو إلى استثمار هذا اليوم العالمي لتوعية الأطفال بأهمية احترام جميع المهن، وتشجيعهم على اختيار مجالات عمل متنوعة لا تقتصر على قطاع محدد، فكل شخص قادر على ان يكون مبدعا في مجاله.
ولذلك، تنظم بعض المدارس والمؤسسات التعليمية مثل رياض الأطفال، أنشطة وفعاليات تُسهم في تعزيز مفهوم أهمية العمل والعمال في كل قطاع، بأساليب بسيطة، كأن يطلب من كل طالب اختيار مهنة معينة والبحث عنها، ثم عرض ما تعلمه أمام زملائه.
في المقابل، تسعى مدارس أخرى إلى تنظيم رحلات تربوية لزيارة أماكن عمل متنوعة، يتواجد فيها عدد من العاملين في مجالات مختلفة، مما يساهم في إطلاع الطلبة على المهن بشكل مباشر، وفهم أهميتها، وتعزيز فكرة أن لكل مهنة ووظيفة قيمة حقيقية في المجتمع. كما يتعرفون من خلال هذه الزيارات على ما تقوم به تلك المؤسسات، سواء كانت مصانع، أو مؤسسات حكومية، أو حتى أمنية وعسكرية مثل زيارة الدفاع المدني بالإضافة إلى محلات تجارية.
تشير اختصاصية الإرشاد النفسي والتربوي الدكتورة سعاد غيث، إلى أن هذا اليوم يعد فرصة حقيقية لتعليم الأبناء أن كل يد تسهم في بناء المجتمع تستحق التقدير. وترى أن غياب وعي الأطفال بمعنى كلمة "عامل" يعود إلى صورة نمطية جزئية ومحدودة تكونت في أذهانهم، وهو أمر طبيعي في هذه المرحلة العمرية، حيث يبدأ الطفل بربط المفاهيم بما يراه بعينه ويحكم على الأشياء بطريقة مادية.
وتوضح غيث أن دور الأهل والمعلمين يتمثل في تعليم الأطفال أن كلمة "عامل لا تقتصر على من يعمل بيده فقط، بل تشمل كل من يبذل جهدا، فكريا أو جسديا، في سبيل خدمة الوطن والمجتمع؛ مثل المعلم، الطبيب، المزارع، المهندس، الجندي، السائق، وحتى الأم التي تعمل في بيتها، والتي لها دور كبير في الاقتصاد الوطني. وتؤكد غيث على أهمية أن يحدث المربون الأطفال عن قيمة كل مهنة، وأن جميع الأعمال تكمل بعضها بعضا، ولا تنهض الأوطان إلا بتنوع هذه الوظائف. وتشير إلى أن امتلاك المهارات يسهم في خلق فرص عمل مختلفة، وأن جميع المهن تلعب دورا مهما في تماسك المجتمعات. فالأيدي العاملة المنتجة والعقول المفكرة تتكامل لا لتتباهى بل لتنهض بالمجتمعات. ومن هنا، فإن يوم العمال يعد فرصة ذهبية لغرس الانتماء والاحترام في نفوس الأطفال لكل من يقدم خدمة للمجتمع مهما كانت طبيعة عمله.
وفي إحدى رياض الأطفال المخصصة للأعمار دون الست سنوات، لم تغفل المربية روان برهم أهمية يوم العمال، رغم صغر سن الأطفال، كما تقول. حيث أعدت لهم مجموعة من الأنشطة البسيطة والمسرحيات القصيرة لتعليمهم معنى هذا اليوم، وكيفية الاحتفال به من خلال تخصيص فقرة لمسرحية صغيرة تضم شخصيات تمثل عدة مهن، منها عامل الوطن، وأفراد الدفاع المدني، والممرض، والسائق، وغيرهم. وتوضح روان أن المسرحية تتناول مجموعة من الأحداث اليومية البسيطة، يشارك فيها الأطفال بأدوار تمثيلية تجسد العاملين في قطاعات مختلفة، وتهدف إلى إيصال رسالة مفادها أن لكل مهنة أهميتها في المجتمع. وتقول؛ "الأطفال في هذا العمر قادرون على الاستيعاب السريع، وتشرب الأفكار، والتعرف على طبيعة كل وظيفة وأثرها، وفي النهاية نربط تلك الأحداث بيوم العمال كي يبقى هذا اليوم حاضر في الذاكرة".
وتقترح سعاد غيث على المربين، سواء كانوا معلمين أو أهالي أن يطرحوا على الأطفال سؤالا بسيطا: "ماذا لو اختفت بعض المهن"؟ وتدعوهم إلى تخيل العالم بدون عامل الوطن، أو المزارع، أو الممرضة. فمثل هذا التمرين يساعد الأطفال على إدراك أهمية كل مهنة في تلبية متطلبات الحياة، ويعزز في نفوسهم احترام العمل والعمال. وتؤكد أن تجذير هذا الاحترام لا يتحقق إلا من خلال التربية المستمرة في البيت والمدرسة، القائمة على التقدير والاحترام.
ووفق قولها، فإن الاحترام لا يكون فقط لطبيعة العمل بل للإنسان نفسه. علينا أن نعلم الأطفال أن اختلاف المهن أمر طبيعي ويعكس تنوع حاجات المجتمعات، ولا علاقة له بقيمة الشخص أو مكانته. فالإتقان في العمل هو القيمة العليا، وهو ما حث عليه ديننا الحنيف، فـ"العمل عبادة".
وفي الأول من أيار من كل عام، يحتفل العالم بعيد العمال، والذي يأتي كتأكيد على المراحل التي مر بها العمال في مختلف أنحاء العالم، من تحديات وصعوبات ونضالات في سبيل كسب الحقوق، حتى أصبح هذا اليوم في العديد من الدول عطلة رسمية، تذكر بأهمية قطاع العمل والعمال في النهوض الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للدول.
وتعود ذكرى الاحتفال بهذا اليوم العالمي إلى عام 1869، حين شكل عدد من العمال في الولايات المتحدة تنظيما خاصا بهم تحت اسم "منظمة فرسان العمل"، والذي يعد أول تنظيم نقابي يطالب بتحسين الأوضاع الاقتصادية للعمال. ومنذ ذلك الحين، تم تخصيص الأول من أيار ليكون موعداً سنوياً لتجديد تلك المطالب، حتى أصبح يعرف بـ"عيد العمال"، وتحتفل به معظم دول العالم عبر إعلانه عطلة رسمية، فيما تعمد النقابات العمالية إلى تجديد مطالبها القانونية فيه.
وفي الأردن، كما في غيرها من دول العالم، يعلن هذا اليوم عطلة رسمية لجميع القطاعات، ويستذكر فيه أصحاب المؤسسات الرسمية والأهلية أهمية قطاع العمال في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
ويأتي هذا التأكيد ليبرز الحاجة إلى ترسيخ التوعية المجتمعية داخل المؤسسات التعليمية حول أهمية قطاع العمل والعمال، وتعزيز قيمة كل وظيفة وكل عامل، مهما كانت طبيعة عمله. فالوطن لا ينمو إلا بوجود عمان وموظفين في مختلف القطاعات، ولا تقل وظيفة عن أخرى مهما اختلف مستواها أو طبيعتها.
وهنا، تستكمل الطفلة رزان حديثها، فبعد قراءتها لتلك القصة واطلاعها عليها، أصبحت تدرك أن كل وظيفة هي شكل من أشكال العمل، وأنه لا يجب حصر مسمى "عامل" بأشخاص معينين فقط كما كانت تظن، بل باتت تتمنى أن تكون واحدة من العاملين عندما تكبر. وهو ما يدعو إلى استثمار هذا اليوم العالمي لتوعية الأطفال بأهمية احترام جميع المهن، وتشجيعهم على اختيار مجالات عمل متنوعة لا تقتصر على قطاع محدد، فكل شخص قادر على ان يكون مبدعا في مجاله.
ولذلك، تنظم بعض المدارس والمؤسسات التعليمية مثل رياض الأطفال، أنشطة وفعاليات تُسهم في تعزيز مفهوم أهمية العمل والعمال في كل قطاع، بأساليب بسيطة، كأن يطلب من كل طالب اختيار مهنة معينة والبحث عنها، ثم عرض ما تعلمه أمام زملائه.
في المقابل، تسعى مدارس أخرى إلى تنظيم رحلات تربوية لزيارة أماكن عمل متنوعة، يتواجد فيها عدد من العاملين في مجالات مختلفة، مما يساهم في إطلاع الطلبة على المهن بشكل مباشر، وفهم أهميتها، وتعزيز فكرة أن لكل مهنة ووظيفة قيمة حقيقية في المجتمع. كما يتعرفون من خلال هذه الزيارات على ما تقوم به تلك المؤسسات، سواء كانت مصانع، أو مؤسسات حكومية، أو حتى أمنية وعسكرية مثل زيارة الدفاع المدني بالإضافة إلى محلات تجارية.
تشير اختصاصية الإرشاد النفسي والتربوي الدكتورة سعاد غيث، إلى أن هذا اليوم يعد فرصة حقيقية لتعليم الأبناء أن كل يد تسهم في بناء المجتمع تستحق التقدير. وترى أن غياب وعي الأطفال بمعنى كلمة "عامل" يعود إلى صورة نمطية جزئية ومحدودة تكونت في أذهانهم، وهو أمر طبيعي في هذه المرحلة العمرية، حيث يبدأ الطفل بربط المفاهيم بما يراه بعينه ويحكم على الأشياء بطريقة مادية.
وتوضح غيث أن دور الأهل والمعلمين يتمثل في تعليم الأطفال أن كلمة "عامل لا تقتصر على من يعمل بيده فقط، بل تشمل كل من يبذل جهدا، فكريا أو جسديا، في سبيل خدمة الوطن والمجتمع؛ مثل المعلم، الطبيب، المزارع، المهندس، الجندي، السائق، وحتى الأم التي تعمل في بيتها، والتي لها دور كبير في الاقتصاد الوطني. وتؤكد غيث على أهمية أن يحدث المربون الأطفال عن قيمة كل مهنة، وأن جميع الأعمال تكمل بعضها بعضا، ولا تنهض الأوطان إلا بتنوع هذه الوظائف. وتشير إلى أن امتلاك المهارات يسهم في خلق فرص عمل مختلفة، وأن جميع المهن تلعب دورا مهما في تماسك المجتمعات. فالأيدي العاملة المنتجة والعقول المفكرة تتكامل لا لتتباهى بل لتنهض بالمجتمعات. ومن هنا، فإن يوم العمال يعد فرصة ذهبية لغرس الانتماء والاحترام في نفوس الأطفال لكل من يقدم خدمة للمجتمع مهما كانت طبيعة عمله.
وفي إحدى رياض الأطفال المخصصة للأعمار دون الست سنوات، لم تغفل المربية روان برهم أهمية يوم العمال، رغم صغر سن الأطفال، كما تقول. حيث أعدت لهم مجموعة من الأنشطة البسيطة والمسرحيات القصيرة لتعليمهم معنى هذا اليوم، وكيفية الاحتفال به من خلال تخصيص فقرة لمسرحية صغيرة تضم شخصيات تمثل عدة مهن، منها عامل الوطن، وأفراد الدفاع المدني، والممرض، والسائق، وغيرهم. وتوضح روان أن المسرحية تتناول مجموعة من الأحداث اليومية البسيطة، يشارك فيها الأطفال بأدوار تمثيلية تجسد العاملين في قطاعات مختلفة، وتهدف إلى إيصال رسالة مفادها أن لكل مهنة أهميتها في المجتمع. وتقول؛ "الأطفال في هذا العمر قادرون على الاستيعاب السريع، وتشرب الأفكار، والتعرف على طبيعة كل وظيفة وأثرها، وفي النهاية نربط تلك الأحداث بيوم العمال كي يبقى هذا اليوم حاضر في الذاكرة".
وتقترح سعاد غيث على المربين، سواء كانوا معلمين أو أهالي أن يطرحوا على الأطفال سؤالا بسيطا: "ماذا لو اختفت بعض المهن"؟ وتدعوهم إلى تخيل العالم بدون عامل الوطن، أو المزارع، أو الممرضة. فمثل هذا التمرين يساعد الأطفال على إدراك أهمية كل مهنة في تلبية متطلبات الحياة، ويعزز في نفوسهم احترام العمل والعمال. وتؤكد أن تجذير هذا الاحترام لا يتحقق إلا من خلال التربية المستمرة في البيت والمدرسة، القائمة على التقدير والاحترام.
ووفق قولها، فإن الاحترام لا يكون فقط لطبيعة العمل بل للإنسان نفسه. علينا أن نعلم الأطفال أن اختلاف المهن أمر طبيعي ويعكس تنوع حاجات المجتمعات، ولا علاقة له بقيمة الشخص أو مكانته. فالإتقان في العمل هو القيمة العليا، وهو ما حث عليه ديننا الحنيف، فـ"العمل عبادة".
0 تعليق