أنهت البورصة المصرية تداولاتها للأسبوع الممتد من 27 أبريل حتى 30 مايو 2025، على ارتفاعات جماعية عكست حالة من التفاؤل الحذر بين المستثمرين، مدعومة بارتفاع قيم وأحجام التداول وتحسن السيولة، في وقت لا تزال فيه العوامل الخارجية والإقليمية تلعب دورًا في تحركات الأسواق.

صعود جماعي للمؤشرات الرئيسية

حقق المؤشر الرئيسي EGX30 مكاسب قوية بلغت %1.54 ليغلق عند 32,126.22 نقطة، مواصلًا بذلك مساره الصاعد فوق مستوى 32 ألف نقطة، وهو ما يعكس اهتمام المؤسسات المحلية بالأسهم القيادية، خاصة في القطاعات المالية والصناعية، وتبعه في الأداء الإيجابي مؤشر EGX 30 Capped الذي صعد بنسبة %1.48 مغلقًا عند 40,048.41 نقطة، ليعكس تحسّنًا واسع النطاق داخل نفس الشريحة من الأسهم ذات الوزن الكبير ولكن بأوزان نسبية موزونة.

أما مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX 70 EWI فقد سجل أداءً لافتًا بصعود %1.76 ليغلق عند 9,390.15 نقطة، في دلالة على انتعاش شهية المخاطرة لدى المستثمرين الأفراد، خاصة في ظل تحركات مضاربية في بعض الأسهم الصغيرة والمتوسطة.

كذلك ارتفع مؤشر EGX 100 EWI بنسبة %1.58 ليغلق عند 12,805.63 نقطة، بينما سجّل مؤشر EGX P&S ارتفاعًا بـ %0.95 مغلقًا الفترة عند 7,296.7 نقطة.

نشاط ملحوظ في التداولات

بلغ إجمالي قيمة التداول خلال الأسبوع نحو 222.6 مليار جنيه، مقارنة بـ 153.9 مليار جنيه في الأسبوع السابق، بزيادة تتجاوز 44%، كما قفزت كمية التداول إلى 6,338 مليون ورقة مالية نُفذت عبر 430 ألف عملية، مقارنة بـ 2,762 مليون ورقة و206 ألف عملية في الأسبوع الماضي، ما يشير إلى عودة واضحة للسيولة واهتمام المستثمرين بتكثيف تعاملاتهم، خاصة في ظل تحركات سعرية محفزة في عدد من الأسهم النشطة.

رغم هذا الزخم، حافظت السندات وأذون الخزانة على هيمنتها في التداولات داخل المقصورة بنسبة 90.74% من إجمالي القيمة، في حين لم تتجاوز حصة الأسهم 9.26%، ما يعكس استمرار تفضيل المؤسسات للأدوات المالية ذات العائد الثابت، خصوصًا في ظل استمرار أسعار الفائدة المرتفعة.

تحركات المستثمرين الأجانب والعرب

من حيث فئات المستثمرين، استحوذ المصريون على الحصة الأكبر من التعاملات بنسبة 88.6%، بينما بلغت حصة الأجانب 3.8%، والعرب 7.6%، وذلك بعد استبعاد الصفقات، وسجل الأجانب صافي شراء بقيمة 18.1 مليون جنيه، وهو تطور إيجابي يعكس تحسّن الثقة النسبي في السوق المصري، في حين سجل المستثمرون العرب صافي بيع كبير بنحو 540.9 مليون جنيه، ما قد يُفسّر بجني أرباح بعد ارتفاعات سابقة في بعض الأسهم.

أما منذ بداية العام، فالأجانب لا يزالون في مركز بيعي بصافي تجاوز 2.27 مليار جنيه، والعرب أيضًا بصافي بيع بلغ 515.7 مليون جنيه، ما يعكس بقاء التحديات المتعلقة بتذبذب أسعار الصرف والضغوط التضخمية كمحددات لقرارات الاستثمار الأجنبي المباشر وغير المباشر.

القيمة السوقية تعزز مكاسبها

بلغ إجمالي القيمة السوقية للبورصة المصرية بنهاية الأسبوع نحو 2,281.9 مليار جنيه، محققًا نموًا أسبوعيًا بنسبة 1.71%، وتتماشى هذه الزيادة مع التحسن العام في أسعار الأسهم، بالإضافة إلى اهتمام بعض المستثمرين بإعادة تمركز محافظهم قبيل قرارات اقتصادية منتظرة، على رأسها تحركات السياسة النقدية من البنك المركزي.

تحليل الأداء

ارتفاع مؤشرات البورصة المصرية بشكل جماعي خلال الأسبوع الأخير يعكس حالة من التفاؤل الحذر لدى المستثمرين، مدعومة بتحسن ملحوظ في السيولة وتزايد نشاط التداول، خصوصًا في شريحة الأسهم الصغيرة والمتوسطة، وهو ما ظهر جليًا في أداء EGX70 EWI وEGX100 EWI.

ونجح المؤشر الرئيسي EGX30 في تجاوز مستوى 32 ألف نقطة، وهو حاجز فني مهم، مما يعطي إشارة إيجابية على المدى القصير، وهذا الأداء يأتي رغم بقاء تعاملات الأجانب والعرب في خانة البيع منذ بداية العام، ما يشير إلى أن الزخم الحالي مدفوع أساسًا بالقوة الشرائية المحلية، سواء من المؤسسات أو الأفراد، وبالنظر إلى ارتفاع القيمة السوقية واقتراب EGX30 Capped من مستوى 40 ألف نقطة، يمكن القول إن السوق المصري بات في وضع فني داعم لاختبار مستويات مقاومة جديدة، شريطة استمرار السيولة واستقرار العوامل الاقتصادية الكلية.