إربد أمام واقع زراعي صعب.. وأراض شاسعة تتحول إلى مراع للأغنام

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

إربد - تحولت مساحات شاسعة من الأراضي المزروعة بالمحاصيل الحقلية في محافظة إربد، كالقمح والشعير والكرسنة، إلى مراع للأغنام، بعد ما اعتبره مزارعون "فشل" الموسم الزراعي بسبب قلة الهطولات المطرية التي شهدتها المحافظة شتاء.اضافة اعلان
وبحسب مزارعين، فإن المحاصيل الحقلية لم تنمُ بالشكل الصحيح خلال الموسم الحالي بسبب قلة الأمطار، مما اضطرهم إلى استغلالها كمراع للمواشي، لافتين في الوقت ذاته، إلى أنهم تكبدوا خسائر مالية كبيرة بسبب ضعف الموسم المطري.
وأكدوا كذلك، أن زراعتهم للحبوب كانت تدر عليهم هامش ربح في السنوات السابقة، إضافة إلى أنهم كانوا يقومون بتخزين مادة "التبن" الناتجة عن حصد المحاصيل الحقلية من أجل إطعام المواشي في فصل الشتاء، إلا أنه وفي ظل تردي الموسم، فإنهم سيضطرون إلى شراء مادة "التبن" بأسعار مرتفعة، إضافة إلى أن قلة الأمطار أسهمت في نقص المراعي الطبيعية التي كان يعتمد عليها المزارعون بشكل كبير.
وقالوا إن قلة الهطولات المطرية العام الحالي دفعت الكثيرين منهم إلى تأخير زراعة المحاصيل الحقلية، ومنها القمح والشعير والعدس، التي تعتمد بشكل كبير على كميات كبيرة من الأمطار خلال فصل الشتاء.
وطالبوا بإعلان محافظة إربد موسم جفاف لعدم تساقط الأمطار وتعويض المزارعين الذين تكبدوا خسائر مادية في شراء البذار وحراثة الأرض، إضافة إلى الخسائر التي ستلحق بهم جراء عدم وجود مصادر دخل لهذا الموسم لاعتمادهم بشكل مباشر على الزراعات.
جفاف المحاصيل وعدم صلاحيتها
وأشار المزارع قاسم الناصر إلى أن الأرض حاليا تعد جافة وغير صالحة للزراعة، حيث تعد كميات الأمطار التي هطلت على المحافظة خلال العام الحالي قليلة وغير كافية، ومعظم الهطولات المطرية كانت متقطعة ولم تستفد منها الأراضي الزراعية بشكل جيد.
وأضاف الناصر، أن العديد من المحاصيل الزراعية، كالبصل والفول والقمح والشعير والحمص وغيرها، التي تمت زراعتها قبل أشهر، أصبحت من أكثر المحاصيل المتضررة بسبب تناقص كميات الأمطار، حيث تحتاج تلك المحاصيل إلى كميات كبيرة من المياه من أجل نموها.
وقال "إن كميات الأمطار التي هطلت في المحافظة، رغم محدوديتها، أدت إلى نمو بعض الأعشاب، بيد أن فترة انحباس الأمطار الطويلة وما شهدته تلك الفترة من ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة أدت إلى جفافها وجفاف المحاصيل وعدم صلاحيتها لاستكمال حصادها".
أما المزارع علي النجار، فأكد أنه قام بزراعة 20 دونما بالقمح بعدما قام باستئجار الأرض وحراثتها، لكن انحباس الأمطار أدى إلى عدم نمو المحصول بالشكل المطلوب، ما اضطره لبيع تلك المحاصيل من دون حصدها لمربي المواشي لاستخدامها للرعي.
ولفت إلى أن انحباس الأمطار سيؤدي إلى فشل المزروعات الصيفية، خصوصا أن التربة بحاجة إلى المياه، وأن زراعة المحاصيل الصيفية نوع من المغامرة، وسيعتمد المزارع على الري التكميلي، مما سيكبده مبالغ إضافية لشراء المياه والأنابيب لاستخدامها في الري.
وبين النجار أن انحباس الأمطار له انعكاسات سلبية على الأشجار سواء الزيتون أو الحمضيات، التي تحتاج إلى كميات مياه مناسبة، لافتا إلى ظهور علامات اليباس على عدد منها، ناهيك عن الأمراض الفطرية التي ستصيب تلك الأشجار.
وقال إنه ونتيجة انحباس الأمطار، أصاب المحاصيل نوع من الاصفرار قبل موعد حصادها في شهر تموز (يوليو)، داعيا إلى وضع إستراتيجية لمواجهة الجفاف لما له من تأثير على الثروة الحيوانية والنباتية.
هل يمثل الري التكميلي حلا؟
ووفق المزارع سالم جرادات، فإن الضرر من انحباس الأمطار سيطال أشجار الزيتون التي تُزرع في المحافظة بشكل واسع، مما سيؤثر على إنتاجيتها هذا العام، إضافة إلى تضرر الزراعات الصيفية بسبب حاجة الأرض للمياه، مما سينعكس سلبا على أسعار المحاصيل الصيفية بسبب قلة الإنتاج.
وقال المهندس الزراعي ماجد عبندة، إن الزراعات البعلية تأثرت أو ستتأثر، لأنها بحاجة لمعدل أمطار لم نصل إلى نصفه، وهذا يشمل الزراعات الشتوية كافة، وأهمها المحاصيل الحقلية والبقوليات والمراعي، وأيضا المحاصيل الصيفية والأشجار المثمرة والحرجية، وهذا سينعكس بالتالي على أسعار هذه المنتجات ونوعيتها.
وأكد عبندة أن تلك المحاصيل ستتأثر بشكل غير مباشر، والثروة الحيوانية ومنتجات الألبان والنحل، مشيرا إلى أن الطريقة الوحيدة لتجنب التأثر هي الري التكميلي، وهذا متاح في بعض الحالات، إلا أنه مستحيل في أكثرها، وأهمها عدم توفر المياه الكافية أو غلاء سعرها إن توفرت.
وأضاف أن هذا الموسم يعد موسم جفاف شبيها بموسم 2008، الذي أدى إلى جفاف العديد من بساتين الأشجار المثمرة والزيتون، وظهور نقص في أشجار الغابات، خصوصا الأشجار التي لم تتحمل نقص المطر.
وعوّل عبندة على منخفضات مقبلة ستؤدي إلى إنقاذ الموسم كما حصل في مواسم سابقة، وتساقط الأمطار خلال شهر أيار (مايو) وحتى حزيران (يونيو)، مشيرا إلى أن الانحباس المطري سيطال الزراعات المتأخرة والصيفية جراء انخفاض نسبة الرطوبة في الأرض، علاوة على حاجة الزراعات الشجرية البعلية إلى مزيد من السقاية بشكل مستمر مع ارتفاع درجات الحرارة، ما سيكلف المزارعين مزيدا من النفقات مع توقع انتشار الآفات الزراعية.
مشاريع لتحسين الواقع الزراعي
بدوره، قال مدير زراعة إربد الدكتور عبد الحافظ أبو عرابي، إن نسبة الهطول المطري في المحافظة لم تتجاوز 47 بالمائة مقارنة بالعام الماضي الذي وصلت النسبة فيه إلى 120 بالمائة. وأشار إلى حزمة برامج ونشاطات اتخذت من قبل وزارة الزراعة لمواجهة هذه الظروف عبر تنفيذ مشاريع زراعية سيكون لها الأثر الإيجابي في تحسين الواقع الزراعي بالمحافظة، داعيا المزارعين إلى الري التكميلي لسقاية المزروعات الصيفية والأشجار حتى لا تصاب بالجفاف.
وأكد أبو عرابي أن الموسم الحالي ضعيف مقارنة بالمواسم السابقة، لافتا إلى أن 20 بالمائة من المزارعين حصلوا على شهادات منشأ، وهذا الرقم متدن مقارنة بالأعوام الماضية، وشهادات المنشأ تعطى للمزارعين الذين يقومون بزراعة أراضيهم بالمحاصيل الحقلية لبيعها لصوامع الحبوب بأسعار أعلى من السوق دعما للمزارعين.  
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق