في أحد أركان مستشفى العودة شمالي غزة، وعلى الرغم من الجدران التي تعج بصرخات الألم وقصص الموت، دخلت الطفلة ملك أحمد القانوع إلى الحياة بلا دماغ.
هذه الحالة النادرة والصادمة وثقتها عدسات الكاميرات، لتثير قلقًا كبيرًا في الأوساط الطبية والإنسانية، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين.
حيث يعيش الأطفال واقعًا مأساويًا لا يمنحهم سوى الألم منذ اللحظة الأولى لولادتهم.
حالة الطفلة ملك: تشوه ناتج عن الحرب
أظهرت الصور التي تم التقاطها في المستشفى رأس الطفلة ملك، حيث انتهى عند حدود العينين دون وجود الدماغ، وهو ما وصفته الطواقم الطبية بأنه واحدة من أبشع نتائج الحرب على الأجنة في بطون أمهاتهم.
ووفقًا لمصادر طبية تحدثت لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، فإن حالة الطفلة ملك ليست فريدة، بل تمثل جزءًا من ظاهرة آخذة في التوسع داخل قطاع غزة.
وتشير المصادر إلى أن السبب المحتمل لهذه التشوهات هو تعرض الأجنة لإشعاعات وغازات سامة أطلقتها الأسلحة الإسرائيلية خلال الهجمات المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023.
تشوهات الأجنة في غزة: تأثير الحرب على الأجنة
في ظل الحرب المستمرة، يتحول الرحم إلى ساحة حرب حقيقية، حيث يُرجح أن التشوهات التي تحدث للأطفال داخل الأرحام ناجمة عن الأسلحة الإسرائيلية التي تستخدم غازات سامة.
حذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير صدر في 28 يناير 2025 من الخطر الذي يهدد حياة النساء الحوامل في غزة.
وقال التقرير إن إسرائيل تفرض ظروفًا تهدد الحمل والولادة، فضلًا عن حياة المواليد الجدد، في وقت يعجز فيه القطاع الصحي في غزة عن تقديم الرعاية الأساسية بسبب استهدافه المباشر بالقصف.
معدلات الإجهاض والتشوهات تزداد في غزة
أشار التقرير ذاته إلى أن معدلات الإجهاض التلقائي في غزة ارتفعت بنسبة 300% منذ بداية الحرب، وهو ما أكده أطباء محليون. كما أوضح التقرير أن عدد الحالات المصابة بتشوهات خلقية قد شهد زيادة كبيرة، وهو ما دفع العديد من الأطباء في القطاع إلى ربط هذه التشوهات بالتعرض للغازات والمواد السامة الناتجة عن الهجمات الإسرائيلية المستمرة.
الطفلة ملك رمزًا للجرائم الإسرائيلية
في الوقت الذي تقضي فيه الطفلة ملك أيامها الأولى بلا دماغ، يواجه قطاع غزة جولة جديدة من التصعيد العسكري.
ففي 18 مارس 2025، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية بعد انهيار هدنة هشة كانت قد تم التوصل إليها بوساطة دولية.
وقد تجاوزت حصيلة الأرواح التي أزهقتها هذه الحرب الـ 52 ألف شهيد فلسطيني، حسبما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
تُعد الطفلة ملك أحمد القانوع بمثابة عنوان جديد للجرائم الإسرائيلية في غزة، حيث تُظهر حالتها المأساوية الصورة المروعة للآثار التي خلفتها الحرب على الأجنة في غزة، في وقت تتفاقم فيه معاناة الفلسطينيين.
0 تعليق