زيلينسكي يتهم موسكو بـ " السخرية في أعلى درجاتها"
عواصم " وكالات ": قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات تم بثها اليوم الأحد، إنه ليست هناك حاجة إلى استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا بعد، وأنه يأمل ألا تكون هناك حاجة لذلك.
وفي عرض تمهيدي لمقابلة مقررة مع التلفزيون الرسمي الروسي، تم نشرها على منصة "تليجرام"، قال بوتين إن روسيا لديها القوة والوسائل اللازمة لإنهاء الصراع في أوكرانيا "بطريقة منطقية".
وردا على سؤال بشأن الضربات الأوكرانية على الأراضي الروسية، قال بوتين: "لم تكن هناك حاجة لاستخدام تلك الأسلحة (النووية)... وآمل ألا تكون هناك حاجة إليها".
وأضاف: "لدينا قدر كاف من القوة والوسائل لإنهاء ما بدأ في عام 2022 بطريقة منطقية، وبالنتيجة التي تتطلبها روسيا ".
يشار إلى أن بوتين قام بالتوقيع على نسخة محدثة من العقيدة النووية الروسية في نوفمبر من عام 2024، موضحا الظروف التي تسمح له باستخدام ترسانة موسكو النووية، وهي الأكبر في العالم.
وفي فبراير 2022، أمر بوتين عشرات الآلاف من القوات الروسية بالتدخل في أوكرانيا، فيما وصفه الكرملين "بعملية عسكرية خاصة" ضد الدولة المجاورة.
ورغم صد القوات الروسية عن دخول كييف، تسيطر قوات موسكو حاليا على حوالي 20 بالمائة من أراضي أوكرانيا، بما في ذلك معظم الجنوب والشرق.
وعبر بوتين في الأسابيع القليلة الماضية عن استعداده للتفاوض على تسوية سلمية، في حين ذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يرغب في إنهاء الصراع بالوسائل الدبلوماسية.
وكان الخوف من التصعيد النووي عاملا محوريا في حسابات المسؤولين الأمريكيين منذ بداية الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وفي شأن آخر، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحاته اليوم إنه يفكر دائما فيمن سيخلفه في الحكم، مشيرا إلى احتمال إجراء منافسة بين عدة مرشحين.
وشغل بوتين، صاحب أطول فترة خدمة على رأس الكرملين منذ جوزيف ستالين، منصب الرئيس من عام 1999 إلى 2008، ثم أصبح رئيسا للوزراء حتى 2012، ثم رئيسا مرة أخرى من عام 2012 حتى الآن. وكان بوتين ضابطا برتبة لفتنانت كولونيل في المخابرات السوفيتية (كيه.جي.بي)، وتسلم الرئاسة من بوريس يلتسن في آخر يوم له في المنصب في 1999.
وعندما سئل عما إذا كان يفكر في مسألة خلافته، خلال فيلم أعده التلفزيون الروسي بمناسبة مرور ربع قرن على توليه السلطة، قال بوتين (72 عاما) "أفكر دوما في هذا الأمر".
وأضاف "في النهاية، الخيار سيكون للشعب، الشعب الروسي... أعتقد أنه يجب أن يكون هناك شخص، أو بالأحرى عدة أشخاص، حتى يكون للشعب خيار".
ولا يوجد خليفة واضح لبوتين لكن بموجب الدستور الروسي يتولى رئيس الوزراء السلطات الرئاسية إذا أصبح الرئيس غير قادر على أداء مهامه.
من جهة اخرى، أعلنت روسيا اليوم أن الرئيس الصيني شي جينبينغ سيحل ضيفا عليها في الفترة من 7 إلى 10 مايو الحالي للمشاركة إلى جانب نظيره فلاديمير بوتين في احتفالات الذكرى الثمانين لانتصار الحلفاء على ألمانيا.
وتأتي هذه الزيارة التي تظهر التحالف بين روسيا والصين، في خضم مواجهة تجارية بين بكين وواشنطن، وبعدما اقترح بوتين هدنة لمدة ثلاثة أيام (من 8 إلى 10 مايو) في النزاع مع أوكرانيا.
وأشارت الرئاسة الروسية في بيان إلى أن شي سيشارك أيضا في محادثات ثنائية حول "تطوير علاقات الشراكة الشاملة والتفاعل الاستراتيجي" و"القضايا الراهنة على الأجندة الدولية والإقليمية".
وأضاف الكرملين أنه "من المنتظر أن يتم توقيع سلسلة من الوثائق الثنائية بين الحكومتين والوزارات".
في تصريحات نقلها التلفزيون الصيني الأحد، أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إلى العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين، معلنا أن شي سيجري محادثات مع بوتين في وقت "يشهد النظام الدولي حاليا تغييرات عميقة".
واوضح المتحدث تشاو لي جيان أن "الصين وروسيا ستعززان تعاونهما الوثيق داخل المنصات المتعددة الطرف مثل الأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة بريكس، وتوحيد الجنوب العالمي الشاسع، وتوجيه الحوكمة العالمية في الاتجاه الصحيح".
واضاف أن موسكو وبكين ستعارضان أيضا "الأحادية وأعمال الترهيب" و"ستعملان بشكل مشترك على تكريس عالم متعدد القطب متساو" و"العولمة الاقتصادية الشاملة"، في اشارة إلى الحرب التجارية التي تشنها الإدارة الاميركية برئاسة دونالد ترامب ضد الصين.
وفرضت واشنطن منذ أبريل رسوما جمركية بنسبة 145% على العديد من وارداتها من الصين التي ردّت بفرض رسوم جمركية بنسبة 125% على السلع المستوردة من الولايات المتحدة.
وفي ما يتعلق بالرموز التاريخية، أشار المتحدث الصيني إلى أن بكين وموسكو قدمتا "تضحيات هائلة" من اجل هزيمة دول المحور خلال الحرب العالمية الثانية.
وإلى جانب الرئيس الصيني، من المتوقع أن يحضر العرض العسكري في التاسع من مايو المقرر في الساحة الحمراء زعماء من نحو 20 دولة، بينهم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا وحلفاء تقليديون لموسكو.
وتمثل هذه الاحتفالات جوهر سردية الكرملين الذي يؤكد أن الحرب المستمرة ضد أوكرانيا هي امتداد للنزاع ضد ألمانيا.
زيلينسكي يتهم روسيا بـ " السخرية في أعلى درجاتها"
من جهته، اتهم الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي اليوم الأحد موسكو بالسخرية، قائلا إن الهجمات الروسية على أوكرانيا مستمرة بلا هوادة قبل أيام من دخول وقف إطلاق النار الأحادي لمدة ثلاثة أيام الذي أعلن عنه الكرملين حيز التنفيذ.
وكتب زيلينسكي عبر تطبيق تليجرام " الروس يطلبون وقف إطلاق النار في التاسع من الشهر الجاري، ويقومون أنفسهم بإطلاق النار على أوكرانيا يوميا. هذه سخرية في أعلى درجاتها".
وقال إن الجيش الروسي هاجم أوكرانيا بـ1180 طائرة درون و 1360 قنبلة جوية موجهة خلال أسبوع.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال أمس في تصريحات نشرت إن إعلان موسكو بشأن وقف إطلاق نار في أوكرانيا لمدة 72 ساعة الأسبوع المقبل بمناسبة "يوم النصر" خلال الحرب العالمية الثانية، هو مجرد محاولة لتوفير "جو هادئ" قبيل انطلاق الاحتفالات السنوية لروسيا.
وجدد زيلينسكي الدعوات إلى وقف شامل للأعمال العدائية لفترة 30 يوما، مثلما اقترحت الولايات المتحدة في البداية. وقال إنه من الممكن أن يبدأ وقف إطلاق النار المقترح في أي وقت كخطوة ذات مغزى نحو إنهاء الحرب.
وكان بوتين أعلن يوم الاثنين الماضي، وقف إطلاق نار من جانب واحد لمدة 72 ساعة في أوكرانيا بمناسبة "يوم النصر" خلال الحرب العالمية الثانية، بينما تضغط الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام.
وأوضح الكرملين أن الهدنة - التي تم الإعلان عنها "لأسباب إنسانية" - ستستمر منذ بداية الثامن من مايو الجاري وتستمر حتى نهاية اليوم العاشر من الشهر نفسه، لإحياء ذكرى هزيمة موسكو لألمانيا في عام 1945.
جدير بالذكر أن روسيا وأوكرانيا على خلاف بشأن مقترحات وقف إطلاق النار المتعارضة.
وفي السياق، يشير ترامب منذ أسابيع إلى إحباطه من عدم توصل موسكو وكييف إلى اتفاق لإنهاء الحرب، على الرغم من أن الكرملين ذكر أن الصراع معقد لدرجة أن التقدم السريع الذي تريده واشنطن صعب.
وصف الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن وقادة غرب أوروبا وأوكرانيا التدخل الروسي بأنه استيلاء على الأراضي على الطريقة الاستعمارية وتعهدوا مرارا بهزيمة القوات الروسية التي تسيطر على نحو خمس مساحة الجمهورية السوفيتية السابقة.
ويصور بوتين الحرب على أنها نقطة تحول في علاقات موسكو مع الغرب، الذي يقول إنه أذل روسيا بعد سقوط جدار برلين عام 1989 من خلال توسيع حلف شمال الأطلسي والتعدي على ما يعتبره مجال نفوذ موسكو.
وقال ترامب إن الصراع قد يتطور إلى حرب عالمية ثالثة.
وحذر مدير وكالة المخابرات المركزية السابق وليام بيرنز من وجود تهديد حقيقي في أواخر عام 2022 يتمثل في احتمال استخدام روسيا الأسلحة النووية ضد أوكرانيا.
أوكرانيا: إصابة 11 واشتعال نيران بمبان سكنية في هجوم بمسيرات
وعلى الارض، قال تيمور تكاتشينكو رئيس الإدارة العسكرية في كييف على وسائل التواصل الاجتماعي إن حطام الطائرات المسيرة المتساقطة أشعل حرائق في مبان سكنية في منطقتي أوبولونسكي وسفياتوشينسكي في كييف.
وقالت خدمة الطوارئ الأوكرانية عبر تيليجرام إن 76 رجل إطفاء شاركوا في إخماد الحرائق التي اندلعت ليلا في كييف، وشملت أيضا حريقا صغيرا في منطقة شيفتشينكيفسكي بوسط المدينة.
ونشرت صورا لرجال إطفاء يكافحون حرائق كبيرة ليلا في ما بدا أنه مبنى سكني.
وأضافت أن النيران اشتعلت في عدة سيارات في أنحاء المدينة أيضا بسبب حطام الطائرات المسيرة المتساقطة.
وسمع شهود من رويترز عدة انفجارات فيما بدا أنه ناجم عن عمل أنظمة الدفاع الجوي.
وقال الجيش الأوكراني اليوم الأحد إن وحدات الدفاع الجوي أسقطت 69 طائرة مسيرة من أصل 165 أطلقتها روسيا خلال ساعات الليل.
وبالإضافة لهجوم على كييف، ذكر التلفزيون الأوكراني أن طائرات مسيرة هاجمت مدينة تشيركاسي في وسط البلاد وأنه جرى إسقاط 15 طائرة مسيرة من أصل 22 استهدفت المدينة.
وذكرت خدمات الطوارئ أن شخصا واحدا أصيب وتضررت مبان سكنية وبنية تحتية مدنية.
وقال إيهور تابوريتس حاكم منطقة تشيركاسي على تيليجرام "معظم الأضرار لحقت بوسط المنطقة. تضررت بنية تحتية سكنية ومستودعات تابعة لمصنع أثاث ومركز تجاري ومبان داخل حديقة".
وتنفي كل من موسكو وكييف استهداف المدنيين في الحرب.
من جانبه، قال ألكسندر بوجوماز حاكم منطقة بريانسك الروسية اليوم الأحد إن القوات الأوكرانية قصفت مصنعا في المنطقة مما أدى إلى تدمير جزء كبير منه.
وأضاف في بيان عبر تيليجرام أن ورش العمل والمباني الإدارية للمصنع الواقع في قرية سوزيمكا دُمرت. وتقع بريانسك في أقصى غرب روسيا على الحدود مع أوكرانيا وروسيا البيضاء.
وقال بوجوماز إن القصف لم يسفر عن وقوع إصابات.
وذكرت (ماش)، وهي قناة على تيليجرام مرتبطة بأجهزة الأمن الروسية، أن المصنع ينتج معدات كهربائية، مثل المحولات. وأضافت أنه تعرض لقصف بمنظومة صواريخ جراد.
ونشرت القناة مقطعا مصورا لسحابة كبيرة من الدخان تتصاعد فوق أحد المصانع. ولم تتمكن رويترز من التحقق من صحة المقطع.
وتوجه أوكرانيا ضربات لمنشآت صناعية روسية تتهمها بإنتاج معدات للحملة العسكرية التي تشنها موسكو عليها منذ بدء الحرب في فبراير 2022.
0 تعليق