Local

-OneArabia

لطالما لعبت المنطقة الحرة لجبل علي (جافزا) دورًا محوريًا في دعم سلاسل التوريد العالمية والتجارة الدولية على مدى أربعة عقود. وقد أعلنت جافزا مؤخرًا عن خططها لاستثمار 8.5 مليار درهم إماراتي خلال السنوات الثلاث المقبلة. ويهدف هذا الاستثمار إلى تعزيز دورها في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، الذي تجاوز 110 مليارات درهم إماراتي خلال العشرين عامًا الماضية.

سلّط ​​عبد الله بن دميثان، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة موانئ دبي العالمية لدول مجلس التعاون الخليجي، الضوء على الإنجازات المهمة التي حققتها جافزا ومساهمتها في الاقتصاد الوطني. وأشار إلى أن جافزا بدأت عملياتها عام ١٩٨٥ بـ ١٩ شركة فقط، وهي الآن تستضيف أكثر من ١١ ألف شركة، وتوفر أكثر من ١٦٠ ألف وظيفة مباشرة. وتساهم المنطقة الحرة، إلى جانب ميناء جبل علي، بنحو ٣٦٪ من الناتج المحلي الإجمالي لدبي.

قدّم عبد الله الهاشمي، الرئيس التنفيذي للعمليات في موانئ دبي العالمية لدول مجلس التعاون الخليجي، خطة استثمارية بقيمة 8.5 مليار درهم إماراتي على مدى ثلاث سنوات. تشمل هذه الخطة مليار درهم إماراتي لتطوير البنية التحتية، و3.48 مليار درهم إماراتي لمنتجات ومرافق جديدة في جافزا، و4.1 مليار درهم إماراتي لإنشاء أسواق متخصصة. ومن أبرز المشاريع "بهارات مارت"، وهو منصة تُتيح للمصنعين الهنود الوصول إلى الأسواق العالمية.

أوضح الهاشمي أن التمويل يأتي من عائدات منطقة الخليج وبرامج التمويل التي تقدمها موانئ دبي العالمية. كما ستشمل بعض المشاريع شراكات مع القطاع الخاص. وتتطور البنية التحتية لتلبية احتياجات المستثمرين، مع تحول الطلب من المستودعات الصغيرة إلى منشآت أكبر يصل ارتفاعها إلى 17 مترًا.

شهدت جافزا تحولاً ملحوظاً على مدى عقدين من الزمن، متكيّفةً مع مختلف التحديات. وأكد بن دميثان على استراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة في تنويع الشركاء في ظل التحديات الجيوسياسية. وقد عززت اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة معدلات التجارة، حيث ارتفعت التجارة مع الهند بنسبة 15% منذ تطبيقها.

يُعزز الممر اللوجستي بين جافزا ومطار آل مكتوم كفاءة نقل البضائع مع تقليل التكاليف والوقت. وينظر العملاء إلى المنطقة كنظام أعمال متكامل يُحسّن الكفاءة التشغيلية بشكل عام.

مساهمات اقتصادية متنوعة

سجلت جافزا نموًا في حجم التجارة بنسبة 15% خلال عام، متجاوزةً 700 مليار درهم إماراتي، أي ما يعادل حوالي 24% من إجمالي تجارة دبي غير النفطية العام الماضي. كما استقطبت استثمارات أجنبية بقيمة 5.4 مليار درهم إماراتي العام الماضي وحده. وتُوزّع شركات مرموقة، مثل ليبتون، منتجاتها من جافزا إلى أكثر من 60 دولة.

تدعم المنطقة الحرة قطاعات متنوعة دون الاعتماد على منطقة اقتصادية واحدة. وتعمل حوالي 34% من الشركات في الصناعات التحويلية، بينما تُشكل الخدمات اللوجستية حوالي 35%، إلى جانب قطاعات أخرى مثل خدمات الدعم.

الاستدامة والرؤية المستقبلية

أكد الهاشمي على أهمية ثقة المستثمرين لتحقيق الاستدامة، مشيرًا إلى انضمام مئات الشركات الجديدة سنويًا، بينما لا تخرج منها سوى ما بين 100 و150 شركة سنويًا، دون أن تكون أي منها شركات كبرى. وأكد أن المشاريع الحالية تتوافق مع أهداف أجندة دبي الاقتصادية 2033، الرامية إلى مضاعفة حجم التجارة الخارجية إلى 25.6 تريليون درهم إماراتي خلال العقد المقبل.

تُدمج موانئ دبي العالمية الموانئ والمناطق الحرة والخدمات اللوجستية والتكنولوجيا الرقمية في نموذجها التشغيلي لتسهيل رحلة البضائع من المصنع إلى المستهلك عالميًا. وصرح بن دميثان: "لا نعتبر أنفسنا مجرد مشغلين، بل شركاء في سلاسل التوريد العالمية".

بلغت نسبة إشغال المستودعات 95%، وتأجير الأراضي 92%، والمساحات المكتبية 94%. وقد أنجزت جافزا أكثر من مليون قدم مربع في المرحلة الأولى من مجمعها اللوجستي، وتخطط لإضافة 1.7 مليون قدم مربع خلال ثلاث سنوات.

With inputs from WAM

Story first published: Monday, May 5, 2025, 22:58 [GST]