loading ad...
عندما قرر نادي بايرن ميونيخ تعيين فنسان كومباني مدربا جديدا له، شكك البعض في قدرة هذا المدرب الشاب، الذي سبق له أن هبط بفريق بيرنلي الإنجليزي، على قيادة أحد عمالقة كرة القدم العالمية. لكن بعد أقل من عام، أسكت كومباني جميع المشككين، وقاد العملاق البافاري لتحقيق لقب الدوري الألماني.اضافة اعلان
كان واضحا أن إدارة بايرن رأت في كومباني مشروع مدرب واعد، يمكنه إنعاش الفريق واستعادة هيمنته المحلية بعد ثنائية باير ليفركوزن المذهلة في الموسم 2023-2024. وقال ماكس إيبرل، المدير الرياضي للنادي، عند تعيين البلجيكي: "كان ضمن قائمتنا منذ البداية، لأنني أعتقد أنه موهبة تدريبية استثنائية".
وقد ثبت أن القرار كان "ضربة معلم"، إذ نجح كومباني في ملء الفراغ الذي خلفه توماس توخيل، وقاد بايرن مجددا إلى قمة الكرة الألمانية، واضعا الأسس لعصر جديد واعد.
بداية قوية
استهل كومباني مشواره مع بايرن بطريقة مميزة. فقد سحق الفريق مضيفه أُولم من الدرجة الثانية برباعية نظيفة في كأس ألمانيا، قبل أن يحقق أربعة انتصارات متتالية في افتتاح الدوري، مسجلا 16 هدفا. ثم جاء الانفجار الأوروبي، عندما سحق دينامو زغرب بنتيجة 9-2 في أولى مواجهاته بدوري أبطال أوروبا.
ساهمت تلك النتائج المبكرة في كسب ثقة اللاعبين والجماهير في مشروع المدرب الجديد، وكانت بمثابة حجر الأساس لموسم ناجح.
بصمة تكتيكية
يشتهر بايرن دائما بأسلوبه الهجومي، وكومباني كان الرجل المثالي لتجديد هذا النهج. فقد أثارت طريقته المبتكرة (2-4-4) الكثير من الجدل، إذ يعتمد على إبقاء الأجنحة، مثل مايكل أوليس وليروي ساني، في أطراف الملعب، بينما يتقدم لاعبو الوسط والظهيرين إلى نصف ملعب الخصم للسيطرة على الكرة. هذا الموسم، لم يضاه بايرن أي فريق في نسبة الاستحواذ (64 %)، أو عدد التسديدات، أو الأهداف في البوندسليغا.
لكن الأمر لا يقتصر على الهجوم فقط، فقد حسن كومباني من المنظومة الدفاعية عبر تثبيت رباعي خلفي أساسي. وقال فيليب لام، أسطورة النادي: "لقد وفر الوضوح. مين جاي كيم ودايوت أوباميكانو يشاركان بانتظام، وهذا يعزز ثقتهما بأنفسهما".
كما تدخل كومباني بذكاء خلال المباريات، مثلما حدث أمام بوروسيا دورتموند في تشرين الثاني (نوفمبر)، عندما قلب تأخر فريقه 1-0 في الشوط الأول إلى تعادل. وقال القائد مانويل نوير: "كان مركزا وتحليليا.. لقد صنع الفارق في الشوط الثاني".
من خلال أسلوب لعب واضح وتسلسل هرمي منضبط وثقة متبادلة بينه وبين لاعبيه، أعاد كومباني بايرن إلى صورته كأكثر آلة كروية متقنة في ألمانيا.
التواصل هو المفتاح
بفضل إتقانه للغات الإنجليزية، والفرنسية، والهولندية، والألمانية، استطاع كومباني إيصال أفكاره بفعالية لتشكيلة متعددة الجنسيات. وعلى الرغم من أنه بدأ الحصص التدريبية باللغة الإنجليزية، إلا أنه أصر على التحدث بالألمانية في المؤتمرات الصحفية منذ اليوم الأول، وشجع اللاعبين الأجانب على تعلم اللغة.
وقد لاقت قيادته صدى إيجابيا لدى اللاعبين، وهو ما لم يكن مفاجئا. وقال ليروي ساني عن زميله السابق في مانشستر سيتي: "إنه قائد حقيقي بشخصية لا تشوبها شائبة، ودائما ما يقود الفريق من الأمام". ويقوم كومباني بتكييف تواصله مع كل لاعب حسب شخصيته واحتياجاته، وهو ما يميز عمله. وقال لاعب الوسط جواو بالينيا: "ما يميز عمله هو أنه يرتبط بعلاقة فريدة بكل لاعب. وهذا مهم جدا للروح الجماعية.. فلا أحد يشعر بالتهميش".
هذا الأسلوب الشخصي في التعامل ساعد على بناء الثقة والاحترام داخل الفريق، وساهم في خلق أجواء متناغمة.
الملهم الأول
يركز كومباني على خلق ثقافة من المسؤولية والتطور المستمر، ويشجع لاعبيه على تخطي حدودهم والسعي للكمال، وقال دالوت أوباميكانو: "قال لي إنه لا بأس بارتكاب الأخطاء في كرة القدم. كل ما يطلبه هو أن تصلح خطأك. أشعر أنه يثق بي".
أما جمال موسيالا، فقال في شباط (فبراير) الماضي: "تحدثت كثيرا مع فنسان عند قدومه. تحداني لتحسين بعض الجوانب مثل التمركز داخل منطقة الجزاء، وإنهاء الفرص القريبة، وتسجيل الأهداف السهلة. لقد ساعدني على رفع مستواي".
وهذا الشعور يشاركه العديد من النجوم، مثل هاري كين، وجوشوا كيميش، وسيرج جنابري، الذين أشادوا بقدرة كومباني على تحفيز اللاعبين وتحسين مستواهم.
هفوات موسمية
رغم الإنجازات، لم يخل موسم بايرن من العثرات. فقد ودع الفريق كأس ألمانيا من دور الـ16 أمام ليفركوزن، كما خرج من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا على يد إنتر ميلان.
لكن كانت هناك ظروف مخففة. فقد تعرض نوير للطرد مبكرا في مباراة الكأس، كما ضربت الإصابات تشكيلة الفريق، وشملت مانويل نوير، أوباميكانو، وموسيالا. وربما بقليل من الحظ في الموسم المقبل، تتغير الأمور.
ورغم خيبات الكؤوس، حقق بايرن هدفه الأساسي، استعادة لقب البوندسليجا. تصدر الفريق معظم فترات الموسم، في وقت فرّط فيه ليفركوزن بالعديد من النقاط بالتعادلات. وانتهت المواجهتان المباشرتان بين الفريقين بالتعادل، على الرغم من الترويج لهما كمواجهتين فاصلتين على اللقب.
أما مباراة الإياب في شباط (فبراير) على ملعب "باي أرينا"، فكانت مثالا على إدارة المباراة المثالية من جانب كومباني، إذ سيطر ليفركوزن على الكرة والفرص، لكن بايرن قدم أداء دفاعيا رائعا حافظ به على التعادل.
وهكذا، أثبت كومباني في موسمه الأول مع بايرن أنه مدرب قادر على التواجد في أعلى المستويات، بعدما قاد الفريق نحو المجد المحلي.
وإذا ما قدم موسما مماثلا لما أنجزه العام الحالي، فقد تطوى صفحة الهبوط مع بيرنلي إلى الأبد.
كان واضحا أن إدارة بايرن رأت في كومباني مشروع مدرب واعد، يمكنه إنعاش الفريق واستعادة هيمنته المحلية بعد ثنائية باير ليفركوزن المذهلة في الموسم 2023-2024. وقال ماكس إيبرل، المدير الرياضي للنادي، عند تعيين البلجيكي: "كان ضمن قائمتنا منذ البداية، لأنني أعتقد أنه موهبة تدريبية استثنائية".
وقد ثبت أن القرار كان "ضربة معلم"، إذ نجح كومباني في ملء الفراغ الذي خلفه توماس توخيل، وقاد بايرن مجددا إلى قمة الكرة الألمانية، واضعا الأسس لعصر جديد واعد.
بداية قوية
استهل كومباني مشواره مع بايرن بطريقة مميزة. فقد سحق الفريق مضيفه أُولم من الدرجة الثانية برباعية نظيفة في كأس ألمانيا، قبل أن يحقق أربعة انتصارات متتالية في افتتاح الدوري، مسجلا 16 هدفا. ثم جاء الانفجار الأوروبي، عندما سحق دينامو زغرب بنتيجة 9-2 في أولى مواجهاته بدوري أبطال أوروبا.
ساهمت تلك النتائج المبكرة في كسب ثقة اللاعبين والجماهير في مشروع المدرب الجديد، وكانت بمثابة حجر الأساس لموسم ناجح.
بصمة تكتيكية
يشتهر بايرن دائما بأسلوبه الهجومي، وكومباني كان الرجل المثالي لتجديد هذا النهج. فقد أثارت طريقته المبتكرة (2-4-4) الكثير من الجدل، إذ يعتمد على إبقاء الأجنحة، مثل مايكل أوليس وليروي ساني، في أطراف الملعب، بينما يتقدم لاعبو الوسط والظهيرين إلى نصف ملعب الخصم للسيطرة على الكرة. هذا الموسم، لم يضاه بايرن أي فريق في نسبة الاستحواذ (64 %)، أو عدد التسديدات، أو الأهداف في البوندسليغا.
لكن الأمر لا يقتصر على الهجوم فقط، فقد حسن كومباني من المنظومة الدفاعية عبر تثبيت رباعي خلفي أساسي. وقال فيليب لام، أسطورة النادي: "لقد وفر الوضوح. مين جاي كيم ودايوت أوباميكانو يشاركان بانتظام، وهذا يعزز ثقتهما بأنفسهما".
كما تدخل كومباني بذكاء خلال المباريات، مثلما حدث أمام بوروسيا دورتموند في تشرين الثاني (نوفمبر)، عندما قلب تأخر فريقه 1-0 في الشوط الأول إلى تعادل. وقال القائد مانويل نوير: "كان مركزا وتحليليا.. لقد صنع الفارق في الشوط الثاني".
من خلال أسلوب لعب واضح وتسلسل هرمي منضبط وثقة متبادلة بينه وبين لاعبيه، أعاد كومباني بايرن إلى صورته كأكثر آلة كروية متقنة في ألمانيا.
التواصل هو المفتاح
بفضل إتقانه للغات الإنجليزية، والفرنسية، والهولندية، والألمانية، استطاع كومباني إيصال أفكاره بفعالية لتشكيلة متعددة الجنسيات. وعلى الرغم من أنه بدأ الحصص التدريبية باللغة الإنجليزية، إلا أنه أصر على التحدث بالألمانية في المؤتمرات الصحفية منذ اليوم الأول، وشجع اللاعبين الأجانب على تعلم اللغة.
وقد لاقت قيادته صدى إيجابيا لدى اللاعبين، وهو ما لم يكن مفاجئا. وقال ليروي ساني عن زميله السابق في مانشستر سيتي: "إنه قائد حقيقي بشخصية لا تشوبها شائبة، ودائما ما يقود الفريق من الأمام". ويقوم كومباني بتكييف تواصله مع كل لاعب حسب شخصيته واحتياجاته، وهو ما يميز عمله. وقال لاعب الوسط جواو بالينيا: "ما يميز عمله هو أنه يرتبط بعلاقة فريدة بكل لاعب. وهذا مهم جدا للروح الجماعية.. فلا أحد يشعر بالتهميش".
هذا الأسلوب الشخصي في التعامل ساعد على بناء الثقة والاحترام داخل الفريق، وساهم في خلق أجواء متناغمة.
الملهم الأول
يركز كومباني على خلق ثقافة من المسؤولية والتطور المستمر، ويشجع لاعبيه على تخطي حدودهم والسعي للكمال، وقال دالوت أوباميكانو: "قال لي إنه لا بأس بارتكاب الأخطاء في كرة القدم. كل ما يطلبه هو أن تصلح خطأك. أشعر أنه يثق بي".
أما جمال موسيالا، فقال في شباط (فبراير) الماضي: "تحدثت كثيرا مع فنسان عند قدومه. تحداني لتحسين بعض الجوانب مثل التمركز داخل منطقة الجزاء، وإنهاء الفرص القريبة، وتسجيل الأهداف السهلة. لقد ساعدني على رفع مستواي".
وهذا الشعور يشاركه العديد من النجوم، مثل هاري كين، وجوشوا كيميش، وسيرج جنابري، الذين أشادوا بقدرة كومباني على تحفيز اللاعبين وتحسين مستواهم.
هفوات موسمية
رغم الإنجازات، لم يخل موسم بايرن من العثرات. فقد ودع الفريق كأس ألمانيا من دور الـ16 أمام ليفركوزن، كما خرج من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا على يد إنتر ميلان.
لكن كانت هناك ظروف مخففة. فقد تعرض نوير للطرد مبكرا في مباراة الكأس، كما ضربت الإصابات تشكيلة الفريق، وشملت مانويل نوير، أوباميكانو، وموسيالا. وربما بقليل من الحظ في الموسم المقبل، تتغير الأمور.
ورغم خيبات الكؤوس، حقق بايرن هدفه الأساسي، استعادة لقب البوندسليجا. تصدر الفريق معظم فترات الموسم، في وقت فرّط فيه ليفركوزن بالعديد من النقاط بالتعادلات. وانتهت المواجهتان المباشرتان بين الفريقين بالتعادل، على الرغم من الترويج لهما كمواجهتين فاصلتين على اللقب.
أما مباراة الإياب في شباط (فبراير) على ملعب "باي أرينا"، فكانت مثالا على إدارة المباراة المثالية من جانب كومباني، إذ سيطر ليفركوزن على الكرة والفرص، لكن بايرن قدم أداء دفاعيا رائعا حافظ به على التعادل.
وهكذا، أثبت كومباني في موسمه الأول مع بايرن أنه مدرب قادر على التواجد في أعلى المستويات، بعدما قاد الفريق نحو المجد المحلي.
وإذا ما قدم موسما مماثلا لما أنجزه العام الحالي، فقد تطوى صفحة الهبوط مع بيرنلي إلى الأبد.
0 تعليق