loading ad...
- التعليم المهني يساعد بسد الفجوة بين التعليم النظري والتطبيق العملي ويوفر فرصا وظيفية
- التخصصات المطروحة بـ "بيتك" تعد ركيزة أساسية ببناء جيل مؤهل لتحقيق التنمية المستدامة
فيما أعلنت وزارة التربية والتعليم عن استحداث تخصصين مهنيين جديدين ضمن برنامج مسار التعليم المهني التقني "BTEC" هما الرياضة والرعاية الصحية والاجتماعية اعتبارا من العام الدراسي المقبل، أكد خبراء تربويون ان طرح هذه التخصصات يعد خطوة استراتيجية ومهمة بالتوسع والتوجه نحو التعليم المهني والتقني المطلوب في الأردن.
وبينوا في أحاديثهم المنفصلة لـ"الغد" ان هذه التخصصات توفر فرصا تدريبية عملية تؤهل الطلاب لاكتساب مهارات متخصصة، ما يمكنهم من دخول سوق العمل مباشرة بعد الدراسة.
وأوضحوا أن هذا التكامل بين التعليم المهني والتخصصات المطلوبة يضمن إعداد جيل قادر على الاستجابة للتطورات الحديثة في القطاعات الصحية والرياضية، ما يعزز التنمية المستدامة في المجتمع.
وكانت وزارة التربية والتعليم، أعلنت عن استحداث تخصصين مهنيين جديدين ضمن برنامج "BTEC" المعتمد من شركة Pearson العالمية، الرياضة، والرعاية الصحية والاجتماعية، لتزويد الطلبة بمهارات مهنية متخصصة تلبي احتياجات سوق العمل المحلي والدولي.
وأكدت الوزارة ببيان صحفي اول امس، أن برنامج الرعاية الصحية والاجتماعية، يجمع بين التعليم النظري والتدريب العملي، بهدف تأهيل الطلبة للعمل في مجالات متنوعة، تشمل دور رعاية المسنين، الحضانات، الرعاية المنزلية، رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، إضافة لوظائف مساندة في العيادات الطبية.
وأضافت أن برنامج الرياضة، يسعى لتزويد الطلبة بالمعرفة والمهارات اللازمة للعمل بقطاع اللياقة البدنية، بما في ذلك التدريب الرياضي الشخصي، وإدارة مراكز اللياقة البدنية، والتدريب الرياضي داخل وخارج الأردن.
وبينت أنه سيتم تطبيق التخصصين بعدد من مديريات التربية والتعليم، كمرحلة أولية على أن يتم التوسع بها في الأعوام القادمة لتشمل المديريات كافة.
خطوة مهمة وإستراتيجية
وفي هذا الصدد، قال وزير التربية والتعليم الاسبق محمد ابو قديس، ان طرح هذه التخصصات يعد خطوه استراتيجية ومهمة بالتوسع والتوجه نحو التعليم المهني والتقني المطلوب في الاردن.
واشار لأهمية التعليم التقني والمهني ودوره بخلق فرص عمل وتحفيز النمو الاقتصادي وغيره، لافتا لأهمية تلك التخصصات المستحدثة بتزويد الطلبة بمهارات مهنية متخصصة تلبي احتياجات سوق العمل والاستجابة ايضا للحاجة الوطنية والاقليمية، فهنالك نقص واضح بالكوادر المساعدة بقطاع الصحة والرعاية الاجتماعية مثل تمريض مقدمي الرعايه لكبار السن وذوي الاعاقه وغيرها من التخصصات او المهن المطلوبة، الامر الذي سيزيد من الطلب على هذه التخصصات مع التوسع بالبنى التحتية الصحية في الاردن من بناء مستشفيات ومراكز صحية جديدة مما يتطلب المزيد من الكوادر المؤهلة.
واشار لأهمية تدريس هذه التخصصات ضمن البرنامج BETEC الذي يركز على التعلم القائم على الكفاءة، لافتا الى ان هذه التخصصات تمنح الطلبة مهارات عملية مباشره كالتواصل المهني مع المرضى واساسيات الدعم الصحي والعناية الشخصية والطوارئ الاولية مما يعزز جاهزيتهم لدخول سوق العمل.
كما توفر هذه التخصصات، بحسب ابو قديس فرص عمل بالمستشفيات ودور الرعاية والعيادات الخاصة والخدمة المنزلية وغيرها.
وبين ابو قديس ان هذا النوع من التعليم يتيح للطلبة الانتقال السلس من المدرسة للكلية والجامعات لاستكمال دراستهم بمجالات كالتمريض والخدمة الاجتماعية والعلاج الطبيعي وغيرها، معتبرا انه عندما يشعر الطلاب بأن ما يتعلمونه مرتبط بوظائف حقيقية، فان رغبتهم بالاستمرار وتطوير انفسهم ستزداد.
واوضح ابو قديس ان التخصصات المطروحة ضمن المسار المهني التقني "بيتك" معترف بها عالميا ما يمكن الطلبة الملتحقين بهذه التخصصات من العمل او الالتحاق بالدراسة او التدريب في اكثر من 70 جامعة وكلية عالمية خارج الأردن مما يفتخ امامهم مسارا مهنيا واضحا ومجديا.
اكتساب مهارات متخصصة
بدوره، قال الخبير التربوي فيصل تايه إن استحداث تخصصي الرياضة والرعاية الصحية والاجتماعية ضمن البرنامج BTEC، يعد خطوة استراتيجية لتعزيز تكامل التعليم مع احتياجات سوق العمل.
واوضح تايه ان هذه التخصصات توفر فرصا تدريبية عملية تؤهل الطلاب لإكتساب مهارات متخصصة، ما يمكنهم من دخول سوق العمل مباشرة بعد الدراسة.
واعتبر ان إدراج هذه التخصصات بالتعليم المهني يساعد بسد الفجوة بين التعليم النظري والتطبيق العملي، ويوفر فرصا وظيفية متخصصة تدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
واضاف تايه ان تخصص الرياضة يعد من المجالات الحيوية التي تجمع بين الشغف الرياضي والعمل الجماعي وتعزيز الصحة واللياقة البدنية،لافتا الى ان هذا التخصص يهدف لتأهيل محترفين يتمتعون بمهارات عالية في التدريب الرياضي، والتأهيل البدني، وتقديم الدعم الفني للرياضيين، ما يسهم بتحسين الأداء الرياضي والوقاية من الإصابات.
ومع تزايد الاهتمام بالصحة والرياضة، بحسب تايه أصبح إدراج هذا التخصص بالمسار المهني خطوة استراتيجية لإعداد كوادر متخصصة تلبي احتياجات سوق العمل المتنامي، ما يعزز فرص التشغيل ويدعم تطوير القطاع الرياضي.
واكد تايه أهمية تخصص الرياضة كونه ينبع من انه مسارًا مهنيًا مهما، ما يستلزم الحصول على التعليم اللازم لممارسة هذه المهنة والمهارات اللازمة لتطويرها، فتخصص الرياضة يوفر فرصة لمزاولة مهنة مهمة، حيث ان اختيار التخصص الرياضي المناسب يعتمد على اهتمام ومهارات الطالب الشخصية، فالتعليم اللازم لممارسة مهنة الرياضة يشمل تدريبات عملية وكورسات نظرية متعددة تمكن الطالب من اتقان المهارات، حيث ان فرص العمل في مجال الرياضة واللياقة البدنية متنوعة ومتاحة.
واعتبر ان الرياضة ليست مجرد هواية، إنها أسلوب حياة يمكن أن يجلب العديد من الفوائد لصحتنا ولياقتنا البدنية، حيث تعتبر الصحة واللياقة أمرين أساسيين في حياتنا، وممارسة الرياضة يمكن أن تكون الطريقة المثلى لتحقيقهما.
وبين تايه ان الوزارة دأبت على طرح هذه التخصصات والتي تتواءم مع متطلبات سوق العمل واحتياجاته، موضحا أن التغيرات والتحولات التي حدثت في السنوات الأخيرة في المجالات الاقتصادية والرياضية وسوق العمل قد تجعل مثل هذه التخصصات جوهرية، ويرجع ذلك لبعض التخصصات بالمجال الرياضي والتي من الممكن ان تلبي احتياجات التنمية الوطنية في المملكة، وتخريج أعداد من الخريجين في تخصصات يحتاجها سوق العمل الراهن في القطاع الرياضي، بعيدا عن التخصصات الرياضية التقليدية والمتكررة والفائضة.
وأكد علينا مجاراة التغيرات العالمية بسوق العمل في المجال الرياضي لذلك يجب أن نبدأ أولا بتغيير المفاهيم التقليدية عن التخصصات الرياضية لنستطيع دخول سوق العمل الرياضي المستقبلي، وتتغير رؤانا فيما يخص هذا السوق، ما يحتاج أن نقوم بطرح أفكار جديدة للانخراط فيه، وبذلك علينا معاينة سوق العمل الرياضي في المملكة ومخرجات التعليم على وجه الخصوص، حيث يمكن ان يتبين لنا أن علينا تطوير برامج التعليم في المجال الرياضي.
توجه عملي لإعداد كوادر متخصصة
من جهته، قال الخبير التربوي عايش النوايسة أن استحداث تخصصي الرعاية الصحية والرياضة ضمن البرنامج "بيتك" يعكس توجها عمليا نحو إعداد كوادر متخصصة تلبي احتياجات سوق العمل المتنامي.
واضاف النوايسة أن الرعاية الصحية والاجتماعية تعد ركيزة أساسية لتحسين جودة الحياة، إذ يؤهل هذا التخصص الطلاب ليصبحوا مهنيين بمجالات التمريض، والعلاج الطبيعي، وإدارة الخدمات الصحية، ما يسهم بتعزيز الخدمات الطبية، أما تخصص الرياضة، فهو لا يقتصر على تعزيز اللياقة البدنية، بل يُمكن الطلاب من تطوير مهارات التدريب الرياضي والعلاج التأهيلي، ما يدعم الصحة العامة ويخلق فرصًا وظيفية في مجالات متعددة.
واعتبر ان هذا التكامل بين التعليم المهني والتخصصات المطلوبة يضمن إعداد جيل قادر على الاستجابة للتطورات الحديثة في القطاعات الصحية والرياضية، مما يعزز التنمية المستدامة في المجتمع.
واشار الى ان الوزارة تسعى لتطوير التعليم وتحسين جودة مخرجاته ومواءمته مع سوق العمل واحتياجاته المتطورة، بفرص عمل جديدة بالمجالات التقنية والمهنية.
وأوضح أن التخصصات المطروحة ببرنامج "بيتك" أو المزمع إضافتها مستقبلا، تعد ركيزة أساسية ببناء جيل مؤهل ومهيأ لتحقيق التنمية المستدامة والتنافسية العالمية عبر إيجاد فرص عمل تتناسب مع التطورات المعاصرة وحاجات سوق العمل.
اقرأ المزيد :
0 تعليق