حماس: مقاتلينا يخوضون "اشتباكات ضارية" مع جنود الإحتلال في رفح
غزة القاهرة "وكالات": قالت وزارة الصحة في غزة اليوم إن الغارات الإسرائيلية في أنحاء القطاع أسفرت عن مقتل 105 أشخاص على الأقل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في واحدة من أكبر محصلة للقتلى في يوم واحد خلال شهرين. وأضافت أن إسرائيل قتلت أكثر من 52700 منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر.
وتواجه إسرائيل ضغوطا دولية متزايدة لرفع حصار المساعدات الذي فرضته في مارس آذار بعد انهيار وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة والذي أوقف القتال لمدة شهرين.
ووتتهم حماس إسرائيل باستخدام المجاعة كسلاح ضد السكان الذين نزح معظمهم مرة واحدة على الأقل خلال الصراع المستمر منذ 19 شهرا.
وفي خان يونس بجنوب قطاع غزة عادت الفلسطينية هدى أبو ضياء للتو من مطبخ خيري بعد تلقيها ما قيل إنها ستكون الوجبة الأخيرة لعائلتها.
وقالت هدى لرويترز "فيش، إحنا مش هناكل، حنموت من الجوع إحناـ علشان خاطر ولادنا، يعني إحنا دوبنا عشان أكل تكية بس إحنا، ولا بنطبخ ولا بنعجن ولا حاجة، كله ع النار وبنشحت شحته كمان، يعني لوما التكية كان زمان إحنا متنا، عشان خاطر ولادنا إيش نسوي إحنا؟. إيش نطعمهم بكرة طيب؟".
الموت جوعا
قالت هدى "كله غالي، مفيش أصلا خضرة، مفيش غير الفلفل بس حاطينه. فيش إشي، كله مقطوع وفيش ولا أي حاجة عندنا. كل إشي غلي وفيش ولا أي حاجة عندنا. يعني الوضع تحت الصفر بالمرة إحنا، يعني إحنا شوية ونموت من الجوع، يعني الحمد لله، لولا التكية كمان علينا كان زمان متنا كمان إحنا".
وقال الشوا إنه قبل أسبوعين كان معظم السكان يعتمدون على وجبة ونصف يوميا، لكن في الأيام القليلة الماضية انخفض ذلك إلى وجبة واحدة يوميا، وحتى ذلك سيكون بلا لحوم أو خضر أو مكونات صحية ضرورية.
وأضاف "الوجبات المجانية في معظمها عبارة عن أرز أو عدس وحتى هذا اليوم فيه خطر إنه يتوقف خلال الأسبوع القادم، أنا أخشى إننا في قادم الأيام قد نشهد وفيات في صفوف المسنين والفئات الأكثر عرضة للخطر مثل الأطفال أو النساء الحوامل والمرضى".
ودفع النهب المتزايد للمطابخ المجتمعية (الخيرية) ومتاجر التجار المحليين ومقرات الأمم المتحدة قوات الأمن التابعة لحماس إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد العصابات المحلية. وأعدمت حماس ستة من أفراد عصابة على الأقل الأسبوع الماضي، بحسب مصادر مقربة من الحركة.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن أكثر من مليوني شخص، أي معظم سكان غزة، يواجهون نقصا حادا في الغذاء إذ اختفت المواد الغذائية في أسواق غزة.
وارتفعت الأسعار إلى ما يتجاوز إمكانيات غالبية السكان خاصة أسعار الدقيق، الذي أصبح شحيحا ويباع بحوالي 500 دولار للعبوة التي تزن 25 كيلوجراما، مقارنة بسبعة دولارات في الماضي.
الإغلاق يضر بمكافحة الجوع
أغلقت عشرات المطابخ الخيرية (التكايا) في قطاع غزة أبوابها الخميس بسبب نقص الإمدادات مما أدى إلى قطع شريان الحياة عن مئات الآلاف من الأشخاص في انتكاسة أخرى للجهود المبذولة لمكافحة الجوع المتزايد في القطاع.
جاءت هذه الخطوة بعد ساعات من إعلان مؤسسة (ورلد سنترال كيتشن) الخيرية ومقرها الولايات المتحدة نفاد المكونات اللازمة لتوفير الوجبات المجانية التي تشتد الحاجة لها، وأن إسرائيل منعتها من جلب المساعدات.
وقال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة، لرويترز إن معظم تلك المطابخ في القطاع وعددها 170 أغلقت أبوابها بعد نفاد مخزون المواد الغذائية لديها بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر على غزة.
وأضاف الشوا أن قرار ورلد سنترال كيتشن الذي أُعلن عنه في وقت متأخر الأربعاء، وإغلاق المطابخ الخيرية اليوم من شأنه أن يتسبب في انخفاض يتراوح بين 400 ألف و500 ألف وجبة مجانية يوميا لسكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقال لرويترز عبر الهاتف من غزة "الكل في غزة جوعان، على العالم أن يتحرك الآن لإنقاذ الناس في غزة".
وأضاف "البقية من المطابخ المجتمعية سوف تغلق أبوابها قريبا أيضا والناس يخسرون المصدر الوحيد للطعام".
في الوقت نفسه، يشكو سكان غزة من أن الدقيق (الطحين) الذي لا يزال متاحا في السوق ملوث.
وقال محمد أبو عايش، وهو أب لتسعة أطفال نزح من شمال غزة، "بيجيبوا لنا الطحين كله مسوس، سوس ورمل جواه، سوس ودود ورمل، بيتنخل بدل المرة تلات مرات أربع مرات عشان نقدر ها تعالوا اخبزوه".
"اشتباكات ضارية"
قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) اليوم إن مقاتليها يخوضون "اشتباكات ضارية" مع جنود إسرائيليين في جنوب قطاع غزة قرب رفح.
ويشير البيان الذي نشر على تطبيق تيليجرام للتراسل إلى أن حماس لا تزال نشطة في المناطق التي وسع الجيش الإسرائيلي سيطرته عليها، وذلك بعد أكثر من 19 شهرا من بدء الحملة الجوية والبرية الإسرائيلية على غزة.
وأفادت الحركة في حالات نادرة بوقوع اشتباكات حول رفح في الأشهر القليلة الماضية، حيث أفادت التقارير بوقوع معظم الاشتباكات في المنطقة الشرقية من مدينة خان يونس القريبة والأجزاء الشمالية من القطاع.
إغلاق 3 مدارس بالضفة
أعلنت الأونروا اليوم أن إسرائيل أغلقت ثلاث مدارس تابعة لها في القدس الشرقية المحتلة، بعد ثلاثة أشهر على حظر إسرائيل لعمليات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على أراضيها.
واعتبر المفوض العام للوكالة أن إغلاق السلطات الإسرائيلية مدارس للفلسطينيين تديرها الوكالة في القدس الشرقية المحتلّة "اعتداء على الأطفال".
وكتب فيليب لازاريني في منشور على اكس "إنه اعتداء على الأطفال، اعتداء على التعليم. مداهمة المدارس وإجبارها على الإغلاق عمل يشكّل ازدراء فادحا للقانون الدولي. فهذه المدارس هي منشآت للأمم المتحدة يحظر انتهاكها".
وقامت القوات الإسرائيلية بطرد الطلاب في ثلاث مدارس، اثنتين للإناث وثالثة للذكور، بحسب ما أفاد مصور في وكالة فرانس برس. وخرج بعض الطلاب باكيا بعدما عُلّق على جدار مدرسة على الأقل، قرار إغلاق ورد فيه أنها تعمل في القدس بشكل غير قانوني ودون ترخيص.
وفي الشارع المؤدي إلى المدرسة، بدت الطالبات متأثرات وتحت وقع الصدمة، بينما قامت بعضهن بتبادل العناق قبل العودة إلى منازلهن.
وبحسب الأونروا، تقع المدارس الثلاث في مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة.
ونص أمر الإغلاق على أنه "اعتبارًا من 8أ مايو 2025، يحظر على كل مدير، عضو هيئة تدريسية أو ولي أمر، التواجد أو العمل في المدرسة أو المشاركة في فعاليات تعليمية في المدرسة".
وتحتل إسرائيل القدس الشرقية منذ العام 1967، وضمتها في مرحلة لاحقة في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وينظر الفلسطينيون إلى القدس الشرقية على أنها عاصمة لدولتهم المستقبلية.
والعلاقات صعبة منذ سنوات بين إسرائيل والأونروا التي تأسست في العام 1949 وتوفر منذ ذلك الوقت المساعدات لستة ملايين لاجئ فلسطيني في الأراضي المحتلة فضلا عن الأردن ولبنان وسوريا.
0 تعليق