«وايلي إلكتريك ليبرري»
مع اقتراب موعد الزفاف، يجد كثير من الأفراد أنفسهم في مواجهة مشاعر مختلطة من الحماسة والقلق، ما يدفع بعضهم للبحث عن إجابات خارج الدوائر التقليدية. في السنوات الأخيرة، برزت منصات التواصل الاجتماعي كوجهة لتفريغ الشكوك والمخاوف المرتبطة بخطوة الزواج، الأمر الذي يعكس تحولاً عميقاً في أنماط طلب الدعم النفسي والاجتماعي في العصر الرقمي، وفقاً لدراسة جديدة من جامعة ميسوري الأمريكية.
الزواج ليس مجرد مراسم احتفالية، بل قرار مفصلي يحمل في طياته مسؤوليات عاطفية واجتماعية واقتصادية، ما يجعله حدثاً محفوفاً بالتساؤلات. هذه المشاعر، وإن بدت مزعجة، تُعد جزءاً طبيعياً من مرحلة ما قبل الالتزام، وغالباً ما تكون مؤشراً على محاولة العقل التحقق من مدى الجاهزية لهذه الخطوة.
ووفقاً للدراسة يستخدم المقبلون على الزواج مواقع لا يتطلب فيها الاسم والصورة الشخصية وهو ما يحرر المستخدم من أحكام المجتمع، فيتحدث بجرأة أكبر عن مخاوف قد تبدو محرجة أو غير مألوفة. وبهذا، تتحول المواقع إلى نوع من الفضاء العلاجي، حيث يُمكن مشاركة القلق دون الخوف من الوصم أو التشكيك.
ورغم أن المشاركات لا تأتي من مختصين في الغالب، إلا أن الدعم الجماعي، والتجارب المشتركة، والنصائح المبنية على تجارب واقعية، تسهم جميعها في تخفيف التوتر. لكن هذا لا يعني أن المواقع يمكن أن تصبح بديلاً للدعم المهني، إذ تظل هناك مخاطر متمثلة في النصائح السطحية أو التوجيه العشوائي.
أحد الإشكاليات البارزة في هذا النوع من التفاعلات تكمن في غياب المعايير أو التحقق من صحة المعلومات. فبين ردود تحمل طابعاً عاطفياً وتعميمات شخصية، يصعب أحياناً على المستخدم التمييز بين النصيحة المفيدة والتأثير السلبي. وهنا تظهر أهمية الوعي النقدي عند استهلاك هذا النوع من المحتوى.
القلق قبل الزواج لا يعني بالضرورة أن العلاقة محكوم عليها بالفشل، بل قد يكون دعوة لإعادة النظر في التوقعات، وتأكيد التوافق، أو حتى الحديث الصادق بين الطرفين حول مستقبل العلاقة. ومن ثم، فإن هذه الشكوك، إذا أُديرت بوعي، تتحول إلى خطوة نحو نضج عاطفي أكبر.
ومع انتقال جوانب كثيرة من الحياة إلى الفضاء الرقمي، أصبحت المنتديات الإلكترونية تُشكل امتداداً لشبكات الدعم التقليدية. فهي لا تلغي الحاجة إلى الأصدقاء أو العائلة، لكنها توفر نافذة إضافية للتعلم والمشاركة، خاصةً عندما تكون المحادثات المباشرة صعبة أو غير ممكنة.
وتوكد الدراسة أن الشكوك قبل الزواج ليست ظاهرة جديدة، لكن كيفية التعامل معها تطورت مع الزمن. وبينما كانت تُناقش سابقاً في نطاق ضيق، أصبحت اليوم مادة للنقاش العلني على المنصات ما يُبرز تحولاً مهماً في ثقافة التواصل والدعم.
0 تعليق