loading ad...
عمان- في ندوة نقدية نظّمتها لجنة النقد الأدبي في رابطة الكتّاب الأردنيين، تم تسليط الضوء على تجربة الشاعر جميل أبو صبيح الشعرية في "سردياته الشعرية". وذلك في الندوة التي جاءت تحت عنوان "قراءة في سرديات جميل أبو صبيح الشعرية"، تناول فيها المشاركون جوانب متعددة من تجربته الأدبية، بما في ذلك قصيدته النثرية، الإيقاع، والبنية الصوتية في أعماله.اضافة اعلان
تحدث في الندوة كل من النقاد والشعراء مثل الشاعر مهدي نصير والدكتور ناصر شبانة، وأدارتها القاصة سامية العطعوط، وتحدث أبو صبيح عن هذه السرديات التي استطاع أن يطور فيها قصيدة النثر ويخلق لنفسه صوتًا مميزًا يعكس تفاعلاته مع التراث الشعري العربي والبحث المستمر عن أشكال وأصوات جديدة في الشعر.
الندوة التي أقيمت أول من أمس في مقر رابطة الكتاب الأردنيين، كانت فرصة للاطلاع على هذا البحث المستمر في الشعر والنقد الأدبي الذي يميز أبو صبيح، وكيف استطاع أن يدمج بين الأشكال الشعرية المختلفة ليخلق لغة شعرية فريدة من نوعها في الساحة الأدبية المعاصرة. من خلال فقرات الندوة، تم تقديم قراءات نقدية معمقة في قصيدته النثرية وسردياته التي حملت طابعًا جديدًا من التجريب والابتكار الأدبي.
من جانبه، قال الشاعر والناقد الدكتور ناصر شبانة إن تجربة الشاعر جميل أبو صبيح الشعرية تستحق المزيد من التأمل والدراسة من قِبل النقّاد والباحثين، لأنه شاعرٌ مختلف، خاض تجربة قصيدة النثر الصعبة، لا لعجزٍ عن كتابة شعر التفعيلة أو الشطرين، بل لأنه جرّب مختلف أشكال القصيدة العربية، ثم اختار قصيدة النثر وكرّس خبرته في بناء مداميكها المعقدة، ونجح في ذلك نجاحًا لافتًا.
وأضاف شبانة أن أبو صبيح استطاع أن يخلق "الإيقاع البديل" أو ما يسميه "إيقاع النص"، بمعزل عن تفاعيل الخليل بن أحمد، ووفّر موسيقا داخلية لنصه الشعري دون الاعتماد على الأوزان الجاهزة والقوالب التقليدية، التي يمكن لأي شاعر أن يملأها بالكلام. ورأى شبانة أن مجموعة "سرديات مضيئة" تُعد من أبرز التجارب التي نجح فيها الشاعر بالخروج من بنية الإيقاع التقليدية، واستطاع بحنكته وعمق تجربته أن يُحلّق بنصه في فضاءٍ شعري شفيف، بإيقاع خافت وجمالي بعيد عن التصنّع والتكلف. وتمكّن من خلال هذه النصوص أن يُدخل القارئ إلى عالم الشعر الحقيقي، ويغوص به إلى الأعماق دون ادّعاء أو مفاخرة.
وأشار شبانة إلى أن قصائد المجموعة توجه رسالة للقارئ مفادها: "عليك أن تغيّر طريقتك في القراءة الشعرية، وتربّي ذوقك على نصٍ طازج يحلّق في فضاءات الشعر بلا وزن أو قافية، وأن تتشبث بالنغمات الخافتة لتتفادى السقوط في النثرية الفجة أو اللغة العادية".
وختم شبانة بالقول إنه عاصر تجربة أبو صبيح، واستمع إليه يقرأ قصائده في أكثر من مناسبة، وأُعجب بقدرته على صياغة قصيدة النثر، التي لم ينجح في كتابتها سوى قلّة من الشعراء. وبيّن أنه كتب عن جوانب من هذه التجربة، وكلف بعض طلاب الدراسات العليا بدراستها، وكان من بينهم صاحب هذه التجربة النقدية التي حفرت عميقًا في "سرديات أبو صبيح المضيئة"، واستحقت أن تكون كتابًا نقديًا مستقلًا، يدفع المهتمين للالتفات أكثر إلى هذه التجربة الشعرية والكتابة عنها.
من جهته، تحدّث الشاعر مهدي نصير عن "البناء الإيقاعي في سرديات جميل أبو صبيح الشعرية"، مشيرًا إلى أن أبو صبيح يُعد من الشعراء الذين حضرت في تجربتهم مختلف أشكال الشعر: العمودي، والتفعيلي، والنثري، وكأنها تولّدت من بعضها البعض بسلاسة نتيجة عمق التجربة والرغبة في التجاوز الإيقاعي.
وأوضح نصير أن هناك فرقًا جوهريًا بين "القصيدة" و"الشعر"، فالأولى بناءٌ وهيكلٌ تتداخل فيه اللبنات والعلاقات الإيقاعية والدلالية، أما الشعر، فهو حالة وجدانية، ومضة لغوية تلبس ثوبًا جديدًا وتخاطب الوجدان والسمع من خلال المفارقة والصورة والإيقاع.
وأضاف: "الشعر فهو متعة حسية وذهنية، تحلّق باللغة لتُولد معاني وصورًا وموسيقا تطرب الآذان. أما القصيدة، فهي تجمع بين الشعر والنثر والسرد، ويُشكّل الإيقاع إحدى لبناتها الأساسية، لكنه ليس بالضرورة إيقاعًا وزنيًا جاهزًا، بل هو إيقاع الحياة ذاتها، بما فيها من تنوّع وصخب وفوضى". وأشار نصير إلى أن تنويع التفعيلات والصور الصوتية في قصيدة النثر يمنح النص أصواتًا متعددة لا صوتًا واحدًا رتيبًا، بعكس ما قد يحدث في قصيدة التفعيلة حين تتكرر التفعيلة بشكل صامت وممل. وقال إن إيقاع الحروف (المهموسة، المجهورة، الحلقية، وغيرها) يلعب دورًا كبيرًا في تشكيل الإيقاع الداخلي للنص، فمثلاً، وتد مكون من حروف مهموسة (مثل "قفا") يختلف إيقاعه عن وتد مكوّن من حروف مجهورة (مثل "دنا").
فتكرار التفعيلات الصافية في قصيدة التفعيلة غالبًا ما يُنتج صوتًا واحدًا رتيبًا ومكرّرًا، قد يبعث على الملل أحيانًا، ولا يكسر هذه الرتابة سوى المفارقات الصوتية في الكلمات، وجرس الحروف، وسلاستها، والقوافي التي تُطرب الأذن. أما في قصيدة النثر، فإن مزج التفعيلات وتنوّع الإيقاعات يخلق أصواتًا متعددة، لا صوتًا واحدًا، ويولّد إيقاعات متنوّعة لا تكرار فيها ولا رتابة، بل حيوية نابضة تعكس تنوّع التجربة وثراءها.
ثم قرأ نصير نماذج من ديوان "سرديات جميل أبو صبيح الشعرية"، الصادر عام 2021 عن دار فضاءات للنشر، بترجمة وحيدة النجار إلى الإنجليزية، والذي ينقسم إلى قسمين: أولا "اللوحات السردية: وتضم 12 سردية منها: سردية الشهيد، القمر، الفرس، الشمس، الشمس البرية، الحورية، دعاء، الحمامة، لست أبكي، غابة الثلج، الأحلام، وقطار الليل. وتحمل هذه السرديات همومًا ذاتية وقومية وإنسانية، بلغة عالية الكثافة، تتقاطع فيها عناصر الطبيعة والأنثى والأسطورة.
أما القسم الثاني من "سرديات جميل أبو صبيح الشعرية" فهو بعنوان "الومضة السردية"، ويتكوّن من أربع وخمسين ومضة شعرية، قصيرة وكثيفة وعميقة، تحمل إيقاعًا قويّ الوقع، سلسًا ومؤثرًا في آنٍ معًا. وقد قرأ الشاعر مهدي نصير الإيقاع الداخلي للومضات الخمس الأولى منها، متأملاً بنية الصوت وإيقاع الكلمة.
وخلص نصير إلى أن سرديات أبو صبيح الشعرية تمثّل ارتقاءً عاليًا في فضاء قصيدة النثر الحقيقية والعميقة، تلك التي تهضم في بنيتها وتستوعب جميع أشكال القصيدة الشعرية العربية الأصيلة، المتجذّرة في إيقاعات وأصوات اللغة العربية الثرية والعظيمة. وأكد أن سرديات أبو صبيح تُعد ذروة تجربته الممتدة عبر أكثر من خمسين عامًا من الكتابة، والتجريب، والتجاوز، والبحث عن شكل وإيقاع ولغة شعرية أسمى.
وفي ختام الندوة، شكر الشاعر جميل أبو صبيح المشاركين، موضحًا أن كتاب "سرديات جميل أبو صبيح الشعرية" هو مختارات من ديوان "سرديات مضيئة"، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ويضم عددًا من القصائد والومضات التي تنتمي إلى لغة شعرية جديدة تستمد أدواتها من الفنون البصرية المعاصرة كالفن التشكيلي، السينما، السيناريو، الفوتوغرافيا، المسرح والموسيقى.
وأكد أبو صبيح أن هذه القصائد تُبنى على الصورة، الإيجاز، والرمز، وتعتمد على موسيقا داخلية تنبع من علاقات بين الحروف والكلمات والصور، بعيدًا عن المجانية والذهنية التجريدية، مما يخلق مشهديات شعرية حيّة قائمة على تفاعل الصورة والإيقاع.
ثم قرأ الشاعر "سردية الحمامة". التي جاء فيها:
"بيدي أطلق الحمامة من قفصها/ قفص حديدي/ أو من القصب/ لا يهم/ حمامة بيضاء يانعة/ ريشها الأبيض مفرود على جناحيها/ جناحاها مفرودان في الهواء الطلق/ منديل من الحرير الأبيض يجلل وجهها/ حمامة بعيني ذئبة/ عينان تختبئان خلف شالها الأبيض/ ووجهها على موج الريح/ بيدها وردة حمراء/ وقمر يسبح على الموج/ يا للشفتين/ ورقتا ورد/ ارتجف الورد/ ومد أوراقه إلى الشفتين/
- من الأجمل ؟!/ احتار قلبي / حين مددت يدي إلى القفص/ حدثتني خصلة شعرها النعسانة على شفتيها/ عن موج البحر/ وعن القفص الممتد على الشاطئ/ عن السرير المغزول من أشعة الصباح/
لم تنم طيلة الليل".
تحدث في الندوة كل من النقاد والشعراء مثل الشاعر مهدي نصير والدكتور ناصر شبانة، وأدارتها القاصة سامية العطعوط، وتحدث أبو صبيح عن هذه السرديات التي استطاع أن يطور فيها قصيدة النثر ويخلق لنفسه صوتًا مميزًا يعكس تفاعلاته مع التراث الشعري العربي والبحث المستمر عن أشكال وأصوات جديدة في الشعر.
الندوة التي أقيمت أول من أمس في مقر رابطة الكتاب الأردنيين، كانت فرصة للاطلاع على هذا البحث المستمر في الشعر والنقد الأدبي الذي يميز أبو صبيح، وكيف استطاع أن يدمج بين الأشكال الشعرية المختلفة ليخلق لغة شعرية فريدة من نوعها في الساحة الأدبية المعاصرة. من خلال فقرات الندوة، تم تقديم قراءات نقدية معمقة في قصيدته النثرية وسردياته التي حملت طابعًا جديدًا من التجريب والابتكار الأدبي.
من جانبه، قال الشاعر والناقد الدكتور ناصر شبانة إن تجربة الشاعر جميل أبو صبيح الشعرية تستحق المزيد من التأمل والدراسة من قِبل النقّاد والباحثين، لأنه شاعرٌ مختلف، خاض تجربة قصيدة النثر الصعبة، لا لعجزٍ عن كتابة شعر التفعيلة أو الشطرين، بل لأنه جرّب مختلف أشكال القصيدة العربية، ثم اختار قصيدة النثر وكرّس خبرته في بناء مداميكها المعقدة، ونجح في ذلك نجاحًا لافتًا.
وأضاف شبانة أن أبو صبيح استطاع أن يخلق "الإيقاع البديل" أو ما يسميه "إيقاع النص"، بمعزل عن تفاعيل الخليل بن أحمد، ووفّر موسيقا داخلية لنصه الشعري دون الاعتماد على الأوزان الجاهزة والقوالب التقليدية، التي يمكن لأي شاعر أن يملأها بالكلام. ورأى شبانة أن مجموعة "سرديات مضيئة" تُعد من أبرز التجارب التي نجح فيها الشاعر بالخروج من بنية الإيقاع التقليدية، واستطاع بحنكته وعمق تجربته أن يُحلّق بنصه في فضاءٍ شعري شفيف، بإيقاع خافت وجمالي بعيد عن التصنّع والتكلف. وتمكّن من خلال هذه النصوص أن يُدخل القارئ إلى عالم الشعر الحقيقي، ويغوص به إلى الأعماق دون ادّعاء أو مفاخرة.
وأشار شبانة إلى أن قصائد المجموعة توجه رسالة للقارئ مفادها: "عليك أن تغيّر طريقتك في القراءة الشعرية، وتربّي ذوقك على نصٍ طازج يحلّق في فضاءات الشعر بلا وزن أو قافية، وأن تتشبث بالنغمات الخافتة لتتفادى السقوط في النثرية الفجة أو اللغة العادية".
وختم شبانة بالقول إنه عاصر تجربة أبو صبيح، واستمع إليه يقرأ قصائده في أكثر من مناسبة، وأُعجب بقدرته على صياغة قصيدة النثر، التي لم ينجح في كتابتها سوى قلّة من الشعراء. وبيّن أنه كتب عن جوانب من هذه التجربة، وكلف بعض طلاب الدراسات العليا بدراستها، وكان من بينهم صاحب هذه التجربة النقدية التي حفرت عميقًا في "سرديات أبو صبيح المضيئة"، واستحقت أن تكون كتابًا نقديًا مستقلًا، يدفع المهتمين للالتفات أكثر إلى هذه التجربة الشعرية والكتابة عنها.
من جهته، تحدّث الشاعر مهدي نصير عن "البناء الإيقاعي في سرديات جميل أبو صبيح الشعرية"، مشيرًا إلى أن أبو صبيح يُعد من الشعراء الذين حضرت في تجربتهم مختلف أشكال الشعر: العمودي، والتفعيلي، والنثري، وكأنها تولّدت من بعضها البعض بسلاسة نتيجة عمق التجربة والرغبة في التجاوز الإيقاعي.
وأوضح نصير أن هناك فرقًا جوهريًا بين "القصيدة" و"الشعر"، فالأولى بناءٌ وهيكلٌ تتداخل فيه اللبنات والعلاقات الإيقاعية والدلالية، أما الشعر، فهو حالة وجدانية، ومضة لغوية تلبس ثوبًا جديدًا وتخاطب الوجدان والسمع من خلال المفارقة والصورة والإيقاع.
وأضاف: "الشعر فهو متعة حسية وذهنية، تحلّق باللغة لتُولد معاني وصورًا وموسيقا تطرب الآذان. أما القصيدة، فهي تجمع بين الشعر والنثر والسرد، ويُشكّل الإيقاع إحدى لبناتها الأساسية، لكنه ليس بالضرورة إيقاعًا وزنيًا جاهزًا، بل هو إيقاع الحياة ذاتها، بما فيها من تنوّع وصخب وفوضى". وأشار نصير إلى أن تنويع التفعيلات والصور الصوتية في قصيدة النثر يمنح النص أصواتًا متعددة لا صوتًا واحدًا رتيبًا، بعكس ما قد يحدث في قصيدة التفعيلة حين تتكرر التفعيلة بشكل صامت وممل. وقال إن إيقاع الحروف (المهموسة، المجهورة، الحلقية، وغيرها) يلعب دورًا كبيرًا في تشكيل الإيقاع الداخلي للنص، فمثلاً، وتد مكون من حروف مهموسة (مثل "قفا") يختلف إيقاعه عن وتد مكوّن من حروف مجهورة (مثل "دنا").
فتكرار التفعيلات الصافية في قصيدة التفعيلة غالبًا ما يُنتج صوتًا واحدًا رتيبًا ومكرّرًا، قد يبعث على الملل أحيانًا، ولا يكسر هذه الرتابة سوى المفارقات الصوتية في الكلمات، وجرس الحروف، وسلاستها، والقوافي التي تُطرب الأذن. أما في قصيدة النثر، فإن مزج التفعيلات وتنوّع الإيقاعات يخلق أصواتًا متعددة، لا صوتًا واحدًا، ويولّد إيقاعات متنوّعة لا تكرار فيها ولا رتابة، بل حيوية نابضة تعكس تنوّع التجربة وثراءها.
ثم قرأ نصير نماذج من ديوان "سرديات جميل أبو صبيح الشعرية"، الصادر عام 2021 عن دار فضاءات للنشر، بترجمة وحيدة النجار إلى الإنجليزية، والذي ينقسم إلى قسمين: أولا "اللوحات السردية: وتضم 12 سردية منها: سردية الشهيد، القمر، الفرس، الشمس، الشمس البرية، الحورية، دعاء، الحمامة، لست أبكي، غابة الثلج، الأحلام، وقطار الليل. وتحمل هذه السرديات همومًا ذاتية وقومية وإنسانية، بلغة عالية الكثافة، تتقاطع فيها عناصر الطبيعة والأنثى والأسطورة.
أما القسم الثاني من "سرديات جميل أبو صبيح الشعرية" فهو بعنوان "الومضة السردية"، ويتكوّن من أربع وخمسين ومضة شعرية، قصيرة وكثيفة وعميقة، تحمل إيقاعًا قويّ الوقع، سلسًا ومؤثرًا في آنٍ معًا. وقد قرأ الشاعر مهدي نصير الإيقاع الداخلي للومضات الخمس الأولى منها، متأملاً بنية الصوت وإيقاع الكلمة.
وخلص نصير إلى أن سرديات أبو صبيح الشعرية تمثّل ارتقاءً عاليًا في فضاء قصيدة النثر الحقيقية والعميقة، تلك التي تهضم في بنيتها وتستوعب جميع أشكال القصيدة الشعرية العربية الأصيلة، المتجذّرة في إيقاعات وأصوات اللغة العربية الثرية والعظيمة. وأكد أن سرديات أبو صبيح تُعد ذروة تجربته الممتدة عبر أكثر من خمسين عامًا من الكتابة، والتجريب، والتجاوز، والبحث عن شكل وإيقاع ولغة شعرية أسمى.
وفي ختام الندوة، شكر الشاعر جميل أبو صبيح المشاركين، موضحًا أن كتاب "سرديات جميل أبو صبيح الشعرية" هو مختارات من ديوان "سرديات مضيئة"، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ويضم عددًا من القصائد والومضات التي تنتمي إلى لغة شعرية جديدة تستمد أدواتها من الفنون البصرية المعاصرة كالفن التشكيلي، السينما، السيناريو، الفوتوغرافيا، المسرح والموسيقى.
وأكد أبو صبيح أن هذه القصائد تُبنى على الصورة، الإيجاز، والرمز، وتعتمد على موسيقا داخلية تنبع من علاقات بين الحروف والكلمات والصور، بعيدًا عن المجانية والذهنية التجريدية، مما يخلق مشهديات شعرية حيّة قائمة على تفاعل الصورة والإيقاع.
ثم قرأ الشاعر "سردية الحمامة". التي جاء فيها:
"بيدي أطلق الحمامة من قفصها/ قفص حديدي/ أو من القصب/ لا يهم/ حمامة بيضاء يانعة/ ريشها الأبيض مفرود على جناحيها/ جناحاها مفرودان في الهواء الطلق/ منديل من الحرير الأبيض يجلل وجهها/ حمامة بعيني ذئبة/ عينان تختبئان خلف شالها الأبيض/ ووجهها على موج الريح/ بيدها وردة حمراء/ وقمر يسبح على الموج/ يا للشفتين/ ورقتا ورد/ ارتجف الورد/ ومد أوراقه إلى الشفتين/
- من الأجمل ؟!/ احتار قلبي / حين مددت يدي إلى القفص/ حدثتني خصلة شعرها النعسانة على شفتيها/ عن موج البحر/ وعن القفص الممتد على الشاطئ/ عن السرير المغزول من أشعة الصباح/
لم تنم طيلة الليل".
0 تعليق