loading ad...
عمان – في خضم سعار الاحتلال الإبادي المتواصل على قطاع غزة، تطفو على السطح، حملات إعلامية مضللة، تستهدف الأردن بين حين وآخر، بيد أن الحملة السوداء الأخيرة، التي نشرتها منصة "ميدل ايست آي" المشبوهة، حاولت التشكيك بما يقدمه الأردنيون من مساعدات وعون غذائي وطبي وإغاثي وإنساني وأكاديمي للأشقاء المحاصرين في القطاع، باذلا من أجل إيصالها إليهم عبر قوافل برية وإنزالات جوية، جهودا استثنائية وغير مسبوقة. لتأتي حملة هذه المنصة وغيرها، في محاولة بائسة تقويض دور الأردن الإنساني بإسناد القطاع المنكوب، وتشويه دوره لضرب مصداقيته أمام الرأي العام العربي والعالمي. اضافة اعلان
هذه الحملة، تتلاقى فيها مصالح أطراف ذات أيديولوجيات متطرفة، وعصابات مافوية ذات تاريخ مضطرب مع كل من يرفضها، بخاصة الأردن، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين المنحلة، وهي تكشف أيضا عن مساعٍ خبيثة ومنظمة، لزعزعة الثقة بالدور الأردني الأخلاقي والدبلوماسي، الذي يستمر في ثباته ورسوخه بمناصرة الشعب الفلسطيني على المستويات كافة.
وهي أيضا تتقاطع بتوقيتها ومضمونها، وأهدافها، مع ما يتبناه الاحتلال الصهيوني منذ بداية حربه العدوانية على غزة، ولهاثه الدامي لتدمير أي جهد يرسّخ بقاء الفلسطينيين على أرضهم، ويعرقل سياسات التهجير الممنهجة التي ينفذها بوحشية، يندى لها جبين البشرية.
وما يكشف عن رعونة هذه الحملة، وزيف اطروحتها المضللة، ان ترويجها، يتم عبر منصات إعلامية، ذات ارتباطات مافوية مع عصابات تتكئ على الكذب والتزوير، لتقدم سرديات مزيفة، مشحونة بالتشويه والتحريض، لبث الشكوك حول العمل الإنساني الإغاثي غير المسبوق للأردن في عون أهالي غزة والضفة الغربية.
مواجهة المزاعم بوعي وشفافية
خبراء ومحللون سياسيون، تحدّثوا لـ"الغد" عن ضرورة مواجهة هذه المزاعم بوعي وشفافية، عبر تعزيز الرواية الأردنية القائمة على الفعل والالتزام الإنسانيين، بما يليق بدوره التاريخي في دعم القضية الفلسطينية.
وكانت منصة "ميدل إيست آي"، التي تبث من العاصمة البريطانية لندن، زعمت في تقرير بثته أول من أمس، أن السلطات الأردنية جنت أرباحا من الإنزالات الجوية على غزة، دون تقديم ما يسند مزاعمه، مخالفا بذلك أبجديات العمل الصحفي، الصدق والشفافية، وهذا يؤكد تزييفه للحقائق، فما قدمه ويقدمه الأردن من عون للغزيين، يجري تحت سمع وبصر العالم.
رفض أردني ماليزي للاتهامات
منظمة "خوم" الماليزية، أصدرت أمس بيانا، نفت فيه المزاعم "المضللة"، التي تتهم الأردن بجني أرباح من إيصال المساعدات لغزة. مؤكدة تعاونها الكامل مع الأردن، وأن أي إنزال قامت به مع الأردن والتي بدأ أولها في نيسان (إبريل) 2024، كان بتمويل أردني كامل.
من جهتها، رفضت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية ما نشرته تلك المنصة من اتهامات مضللة وباطلة للاردن، تهدف لتشويه دوره الإنساني. مشددة على أنه لم يقتطع أي جزء من التبرعات، وتحمّل تكاليف الإنزالات الجوية والقوافل البرية كافة، وأن الأرقام المتعلقة بالتكاليف، موثقة لدى الجهات الدولية المشاركة.
ادعاءات مشبوهة ومزيفة
المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي د. منذر الحوارات، بين أن هذه الحملة، تأتي في سياق محلي ودولي معقد، وتستهدف في جوهرها العلاقة المتوترة بين جماعة الإخوان المسلمين المنحلة والحكومة الأردنية. موضحا بأن المنصة التي نشرت هذه المزاعم، ترتبط بتنظيم الإخوان المسلمين العالمي، ما يرجح بأنها قد تكون حملة انتقامية، ضمن مساع لتقويض مصداقية الأردن بشأن موقفه من القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أنها حملة، تندرج في إطار محاولات لتشويه صورة الأردن دوليا، بخاصة بعدما لعب دورا محوريا بتقديمه للمساعدات الإغاثية والطبية لأهالي غزة، عن طريق الإنزالات الجوية وإنشاء مستشفيات ميدانية في القطاع والضفة، نفذها بالتنسيق مع جهات دولية متعددة.
وما زعمته بعض التقارير من أن الأردن تلقى مقابلا ماديا على تلك الجهود، هي ادعاءات لا أساس لها من الصحة، خصوصا وأن منظمة إغاثة ماليزية، تعاملت مع الأردن لسنوات، أكدت بأنه لم يتقاض أي مقابل مالي لقاء أعماله الإغاثية بغزة.
ولفت الحوارات، إلى أن مثل هذه الحملات، قد تكون موجهة أيضا للاستهلاك الداخلي، لخلق بلبلة وزعزعة ثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، عبر ادعائها بأن الأردن يستغل الظروف الإنسانية لأغراض مادية. مشددا على أن الدولة الأردنية بما تمتلكه من مؤسسات راسخة واحترام للذات، لا يمكنها الانخراط بمثل هذه السلوكيات.
ورأى أن جماعة الإخوان، تسعى عبر أذرعها الإعلامية، لإعادة تموضعها في المشهد العام، بعد تراجع تأثيرها، وذلك بتبني خطاب المظلومية والبطولة الأخلاقية، وهي سرديات عادة تتضمن فبركات إعلامية.
محاولة لتقويض مصداقية الأردن
وأضاف، أن هذه الحملة تخدم على نحو مباشر، رواية الاحتلال الصهيوني، التي تضع نصب عينيها منذ بداية حربها العدوانية على غزة، لتهجير الفلسطينيين، مستخدمة بذلك ضدهم الخنق الاقتصادي والتضييق والتجويع والتعطيش وتدمير أي مظاهر تساعد على الحياة كالمشافي، بينما ما يزال الأردن يدعم صمود الغزيين، ويشدد على رفض تهجيرهم، ويمدهم بالمساعدات المتواصلة، مؤكدا أن الحملة، تستهدف ضرب صدقية الدور الأردني وتشويش الصورة الإنسانية التي قدمها للعالم، وهذا بالتالي يخدم مصالح الاحتلال.
وطالب الحوارات برد رسمي أردني سريع وواضح عبر قنواته الدبلوماسية والإعلامية، لإظهار الحقائق وتفنيد الروايات الكاذبة، داعيا لإصدار بيانات من شركائه الدوليين، ممن شاركوا بتنفيذ عمليات الإغاثة، لتأكيد أن تلك الجهود كانت خالصة لأهداف إنسانية بحتة.
وشدد على ضرورة تفعيل أدوات الإعلام الرسمي، وتعزيز حضوره في مواجهة هذا التضليل ضد الأردن، ورصد أي محاولات للتشويه، وكشف من يقف خلفه، مع تأكيد أن هذه الحملات تصب في مصلحة الاحتلال. مبينا أن ما يحدث لا يستهدف الأردن حسب، بل والنيل من أحد أنبل الجهود الإنسانية الرامية لإنقاذ غزة، لذا يجب أن يكون الرد وطنيا واحترافيا وسريعا، في وجه هذا التدهور الأخلاقي الإعلامي.
موقف أردني ثابت
المحلل السياسي د. محمد القطاطشة، أكد أن الأردن يُعد الدولة الوحيدة التي كشفت حقيقة الحركة الصهيونية التي تدير دولة الاحتلال، مشيرا إلى أن لهذه الحركة أدواتها الإعلامية والسياسية، وبعضها من داخل الأمة العربية، بل إن هناك منظمات تدعي الانتماء إلى معسكر المقاومة، بينما تصبّ نتائج أفعالها بخدمة المشروع الصهيوني.
وشدّد القطاطشة، على أن القضية الفلسطينية أولوية مطلقة للأردن، قيادة وشعبا، وجزء لا يتجزأ من الوجدان الوطني الأردني، لافتا إلى أن مواقف المملكة لطالما اتسمت بالثبات والدعم الفعلي للشعوب العربية، من لبنان والعراق واليمن وصولا إلى فلسطين.
وأضاف أن الهجمات الإعلامية الأخيرة على الأردن ليست عشوائية، بل تأتي ضمن حملة ممنهجة ومتكررة، تظهر كل فترة بصيغة جديدة، للتشكيك بالدور الأردني الإنساني في غزة، موضحا أن ما يُروّج عن تلقي الأردن مبالغ مالية مقابل تقديم المساعدات، لا أساس له من الصحة، فالأردن يعلن بشفافية عن كل إنزال جوي أو إرسال مساعدات، ويؤكد دائما على شراكته مع دول صديقة بذلك، أكانت الإمارات أو إيطاليا أو غيرها.
تطبيق القانون بالقوة
وأشار القطاطشة، إلى أن الأردن، أول من أطلق عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية بغزة، قبل أن تلتحق به دول أخرى، مؤكدا أن التنسيق في هذه العمليات كان مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية، دون أي تنسيق مع سلطات الاحتلال.
وأوضح أن المملكة، أقامت مستشفيين ميدانيين بغزة على نفقتها الخاصة، واستمرت بإرسال طواقمها الطبية دون أن تتقاضى أي مقابل مادي، وهو ما يُعد أكبر دليل على جدية الدعم الأردني وأسبقيته، مشيرا إلى أن تكاليف هذه المساعدات، تفوق بكثير أي عمليات لوجستية أخرى.
وشدد القطاطشة، على ضرورة أن يتسم الخطاب السياسي الأردني بالهدوء والوضوح، داعيا النخب السياسية للابتعاد عن التصريحات الانفعالية التي لا تخدم الموقف الوطني، ومطالبا باتخاذ إجراءات قانونية ضد من يروّج للإشاعات أو يشكك بالموقف الأردني داخليا.
ولفت إلى أن التحدي الحقيقي، لا يأتي فقط من الخارج، بل من أصوات داخلية تسهم، بقصد أو دون قصد، في تعزيز الرواية المعادية، مضيفا "على الدولة تطبيق القانون بحق كل من يسعى لتقويض الثقة بالدولة الأردنية ومؤسساتها".
وأشار القطاطشة، إلى أن الأردن لم يتلقَّ أي مقابل مادي نظير دعمه لغزة، فالهيئات الأردنية، وعلى رأسها الهيئة الخيرية الهاشمية، قدّمت آلاف الأطنان من المساعدات بالتعاون مع القوات المسلحة، كما أثنى على إشادة منظمات الإغاثة الماليزية بالدور الأردني، اذ أكدت أن الأردن لم يطلب أي مقابل لقاء جهوده الإنسانية، مشددا على أن الأردن سيواصل أداء دوره القومي والإنساني، برغم الحملات الإعلامية المغرضة التي تهدف للتشويش على موقفه المشرف.
محاولة لزعزعة الاستقرار
كما أكد المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي نضال أبو زيد، أن تداول معلومات مضللة مؤخرا يأتي ضمن حملة إعلامية ممنهجة تستهدف الأردن، مشيرا إلى أن مصدرها يعود لموقع إلكتروني عرف بارتباطاته الخارجية ومواقفه العدائية المتكررة تجاه المملكة.
وأوضح أبو زيد، أن توقيت نشر هذه التقارير والأخبار، بخاصة في ظل تصاعد الخطاب الإعلامي الموجّه ضد الأردن، يشير لوجود محاولات مشبوهة ومقصودة لزعزعة الثقة بين الشارع الأردني والموقف الرسمي، لافتا إلى أن هذه الهجمات تزايدت في الشهرين الماضيين، وتأخذ طابعا منظما من حيث توزيعها عبر منصات رقمية وإعلامية مشبوهة.
وبيّن أن التقرير الذي يجري تداوله أخيرا حظي بتغطية واسعة لارتباطه بالقطاع، لكنه في جوهره يهدف للتشكيك بالدور الأردني الإنساني هناك، بخاصة أن المملكة كانت في طليعة الدول التي ساهمت بدعم القطاع أكان بإرسال مساعدات أو عبر فرق طبية وإنسانية.
وتطرق أبو زيد، إلى معلومة وردت في التقرير ذاته حول تقديم ماليزيا مساعدات للأردن، وهو ما نفته دولة ماليزيا صباح أمس، معتبرا أن ما ورد في التقرير، واحدة من الإضافات الزائفة التي تلجأ إليها مواقع لتضليل الرأي العام، مؤكدا أن الأردن لم يتلقَّ أي دعم مالي من ماليزيا في سياق عمليات الإغاثة الأخيرة.
خطاب رسمي أكثر شفافية
وشدد أبو زيد على أهمية دور الإعلام المحلي بمواجهة هذه الحملات، مشيرا لضرورة التحقق من صحة الأخبار قبل تداولها، أكان على المواقع الإخبارية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. داعيا لإعادة تفعيل منصة "حقّك تعرف" التي كانت تشرف عليها وكالة الأنباء الأردنية، وأسهمت سابقا بالتصدي للإشاعات وكشف زيف المعلومات المضللة.
وفي السياق ذاته، طالب أبو زيد بأن يكون الخطاب الإعلامي الرسمي أكثر وضوحا وشفافية في الرد على مثل هذه المزاعم، منوها بدور الأردن الإنساني الكبير، اذ شغل 5 مستشفيات ميدانية في الضفة والقطاع وزودها بكوادره الطبية لتعمل هناك، الى جانب ما تقوم به دبلوماسيته النشطة، والتي تقودها وزارة الخارجية.
وأشار إلى أن الأردن، سبّاق بتنفيذ عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية بغزة قبل أن تنضم إليه دول أخرى لاحقا، ما يؤكد أن المبادرة كانت أردنية أولا، ثم عممت إقليميا ودوليا. مشددا على انه من الضروري إيصال هذه الحقائق للداخل الأردني، وللجمهورين العربي والدولي، لمواجهة الحملات المضللة الساعية لتشويه صورة الدور الأردني الإنساني والسياسي.
التمسك بالرواية الأردنية الواضحة
من جانبه، أكد المحلل السياسي د. عامر السبايلة، أن من غير المجدي، منح أهمية مفرطة لما يُتداول من اتهامات أو حملات إعلامية تستهدف الأردن، بخاصة وأن الجهات التي تقف خلفها معروفة، كما أن أهدافها لم تعد خفية، مبينا أن الرد عليها يجب ألا يكون من موقع الدفاع، بل عبر التمسك برواية أردنية واضحة، متماسكة ومتقدمة في الطرح، تعكس مواقف الدولة بثقة وشفافية.
وأشار السبايلة، إلى أن الهجمات التي تطال الأردن ليست مفاجئة في ظل التطورات الإقليمية الأخيرة، بخاصة مع بروز تيارات أيديولوجية تسعى عبر بعض المؤسسات، للنيل من مكانة الأردن الإقليمية والدولية.
وشدد السبايلة على أن المهمة الجوهرية حاليا، تكمن بإنتاج رسائل سياسية وإعلامية محكمة، تتمتع بالقدرة على الإقناع والتأثير، وتُغلق الباب أمام أي محاولات للتشويش أو بث الفرقة. مؤكدا أن استعادة الثقة الداخلية وتعزيز تماسك الجبهة الوطنية، يُمثلان أولوية لأي إستراتيجية أردنية ناجحة في مواجهة التحديات والضغوط الراهنة.
هذه الحملة، تتلاقى فيها مصالح أطراف ذات أيديولوجيات متطرفة، وعصابات مافوية ذات تاريخ مضطرب مع كل من يرفضها، بخاصة الأردن، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين المنحلة، وهي تكشف أيضا عن مساعٍ خبيثة ومنظمة، لزعزعة الثقة بالدور الأردني الأخلاقي والدبلوماسي، الذي يستمر في ثباته ورسوخه بمناصرة الشعب الفلسطيني على المستويات كافة.
وهي أيضا تتقاطع بتوقيتها ومضمونها، وأهدافها، مع ما يتبناه الاحتلال الصهيوني منذ بداية حربه العدوانية على غزة، ولهاثه الدامي لتدمير أي جهد يرسّخ بقاء الفلسطينيين على أرضهم، ويعرقل سياسات التهجير الممنهجة التي ينفذها بوحشية، يندى لها جبين البشرية.
وما يكشف عن رعونة هذه الحملة، وزيف اطروحتها المضللة، ان ترويجها، يتم عبر منصات إعلامية، ذات ارتباطات مافوية مع عصابات تتكئ على الكذب والتزوير، لتقدم سرديات مزيفة، مشحونة بالتشويه والتحريض، لبث الشكوك حول العمل الإنساني الإغاثي غير المسبوق للأردن في عون أهالي غزة والضفة الغربية.
مواجهة المزاعم بوعي وشفافية
خبراء ومحللون سياسيون، تحدّثوا لـ"الغد" عن ضرورة مواجهة هذه المزاعم بوعي وشفافية، عبر تعزيز الرواية الأردنية القائمة على الفعل والالتزام الإنسانيين، بما يليق بدوره التاريخي في دعم القضية الفلسطينية.
وكانت منصة "ميدل إيست آي"، التي تبث من العاصمة البريطانية لندن، زعمت في تقرير بثته أول من أمس، أن السلطات الأردنية جنت أرباحا من الإنزالات الجوية على غزة، دون تقديم ما يسند مزاعمه، مخالفا بذلك أبجديات العمل الصحفي، الصدق والشفافية، وهذا يؤكد تزييفه للحقائق، فما قدمه ويقدمه الأردن من عون للغزيين، يجري تحت سمع وبصر العالم.
رفض أردني ماليزي للاتهامات
منظمة "خوم" الماليزية، أصدرت أمس بيانا، نفت فيه المزاعم "المضللة"، التي تتهم الأردن بجني أرباح من إيصال المساعدات لغزة. مؤكدة تعاونها الكامل مع الأردن، وأن أي إنزال قامت به مع الأردن والتي بدأ أولها في نيسان (إبريل) 2024، كان بتمويل أردني كامل.
من جهتها، رفضت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية ما نشرته تلك المنصة من اتهامات مضللة وباطلة للاردن، تهدف لتشويه دوره الإنساني. مشددة على أنه لم يقتطع أي جزء من التبرعات، وتحمّل تكاليف الإنزالات الجوية والقوافل البرية كافة، وأن الأرقام المتعلقة بالتكاليف، موثقة لدى الجهات الدولية المشاركة.
ادعاءات مشبوهة ومزيفة
المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي د. منذر الحوارات، بين أن هذه الحملة، تأتي في سياق محلي ودولي معقد، وتستهدف في جوهرها العلاقة المتوترة بين جماعة الإخوان المسلمين المنحلة والحكومة الأردنية. موضحا بأن المنصة التي نشرت هذه المزاعم، ترتبط بتنظيم الإخوان المسلمين العالمي، ما يرجح بأنها قد تكون حملة انتقامية، ضمن مساع لتقويض مصداقية الأردن بشأن موقفه من القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أنها حملة، تندرج في إطار محاولات لتشويه صورة الأردن دوليا، بخاصة بعدما لعب دورا محوريا بتقديمه للمساعدات الإغاثية والطبية لأهالي غزة، عن طريق الإنزالات الجوية وإنشاء مستشفيات ميدانية في القطاع والضفة، نفذها بالتنسيق مع جهات دولية متعددة.
وما زعمته بعض التقارير من أن الأردن تلقى مقابلا ماديا على تلك الجهود، هي ادعاءات لا أساس لها من الصحة، خصوصا وأن منظمة إغاثة ماليزية، تعاملت مع الأردن لسنوات، أكدت بأنه لم يتقاض أي مقابل مالي لقاء أعماله الإغاثية بغزة.
ولفت الحوارات، إلى أن مثل هذه الحملات، قد تكون موجهة أيضا للاستهلاك الداخلي، لخلق بلبلة وزعزعة ثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، عبر ادعائها بأن الأردن يستغل الظروف الإنسانية لأغراض مادية. مشددا على أن الدولة الأردنية بما تمتلكه من مؤسسات راسخة واحترام للذات، لا يمكنها الانخراط بمثل هذه السلوكيات.
ورأى أن جماعة الإخوان، تسعى عبر أذرعها الإعلامية، لإعادة تموضعها في المشهد العام، بعد تراجع تأثيرها، وذلك بتبني خطاب المظلومية والبطولة الأخلاقية، وهي سرديات عادة تتضمن فبركات إعلامية.
محاولة لتقويض مصداقية الأردن
وأضاف، أن هذه الحملة تخدم على نحو مباشر، رواية الاحتلال الصهيوني، التي تضع نصب عينيها منذ بداية حربها العدوانية على غزة، لتهجير الفلسطينيين، مستخدمة بذلك ضدهم الخنق الاقتصادي والتضييق والتجويع والتعطيش وتدمير أي مظاهر تساعد على الحياة كالمشافي، بينما ما يزال الأردن يدعم صمود الغزيين، ويشدد على رفض تهجيرهم، ويمدهم بالمساعدات المتواصلة، مؤكدا أن الحملة، تستهدف ضرب صدقية الدور الأردني وتشويش الصورة الإنسانية التي قدمها للعالم، وهذا بالتالي يخدم مصالح الاحتلال.
وطالب الحوارات برد رسمي أردني سريع وواضح عبر قنواته الدبلوماسية والإعلامية، لإظهار الحقائق وتفنيد الروايات الكاذبة، داعيا لإصدار بيانات من شركائه الدوليين، ممن شاركوا بتنفيذ عمليات الإغاثة، لتأكيد أن تلك الجهود كانت خالصة لأهداف إنسانية بحتة.
وشدد على ضرورة تفعيل أدوات الإعلام الرسمي، وتعزيز حضوره في مواجهة هذا التضليل ضد الأردن، ورصد أي محاولات للتشويه، وكشف من يقف خلفه، مع تأكيد أن هذه الحملات تصب في مصلحة الاحتلال. مبينا أن ما يحدث لا يستهدف الأردن حسب، بل والنيل من أحد أنبل الجهود الإنسانية الرامية لإنقاذ غزة، لذا يجب أن يكون الرد وطنيا واحترافيا وسريعا، في وجه هذا التدهور الأخلاقي الإعلامي.
موقف أردني ثابت
المحلل السياسي د. محمد القطاطشة، أكد أن الأردن يُعد الدولة الوحيدة التي كشفت حقيقة الحركة الصهيونية التي تدير دولة الاحتلال، مشيرا إلى أن لهذه الحركة أدواتها الإعلامية والسياسية، وبعضها من داخل الأمة العربية، بل إن هناك منظمات تدعي الانتماء إلى معسكر المقاومة، بينما تصبّ نتائج أفعالها بخدمة المشروع الصهيوني.
وشدّد القطاطشة، على أن القضية الفلسطينية أولوية مطلقة للأردن، قيادة وشعبا، وجزء لا يتجزأ من الوجدان الوطني الأردني، لافتا إلى أن مواقف المملكة لطالما اتسمت بالثبات والدعم الفعلي للشعوب العربية، من لبنان والعراق واليمن وصولا إلى فلسطين.
وأضاف أن الهجمات الإعلامية الأخيرة على الأردن ليست عشوائية، بل تأتي ضمن حملة ممنهجة ومتكررة، تظهر كل فترة بصيغة جديدة، للتشكيك بالدور الأردني الإنساني في غزة، موضحا أن ما يُروّج عن تلقي الأردن مبالغ مالية مقابل تقديم المساعدات، لا أساس له من الصحة، فالأردن يعلن بشفافية عن كل إنزال جوي أو إرسال مساعدات، ويؤكد دائما على شراكته مع دول صديقة بذلك، أكانت الإمارات أو إيطاليا أو غيرها.
تطبيق القانون بالقوة
وأشار القطاطشة، إلى أن الأردن، أول من أطلق عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية بغزة، قبل أن تلتحق به دول أخرى، مؤكدا أن التنسيق في هذه العمليات كان مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية، دون أي تنسيق مع سلطات الاحتلال.
وأوضح أن المملكة، أقامت مستشفيين ميدانيين بغزة على نفقتها الخاصة، واستمرت بإرسال طواقمها الطبية دون أن تتقاضى أي مقابل مادي، وهو ما يُعد أكبر دليل على جدية الدعم الأردني وأسبقيته، مشيرا إلى أن تكاليف هذه المساعدات، تفوق بكثير أي عمليات لوجستية أخرى.
وشدد القطاطشة، على ضرورة أن يتسم الخطاب السياسي الأردني بالهدوء والوضوح، داعيا النخب السياسية للابتعاد عن التصريحات الانفعالية التي لا تخدم الموقف الوطني، ومطالبا باتخاذ إجراءات قانونية ضد من يروّج للإشاعات أو يشكك بالموقف الأردني داخليا.
ولفت إلى أن التحدي الحقيقي، لا يأتي فقط من الخارج، بل من أصوات داخلية تسهم، بقصد أو دون قصد، في تعزيز الرواية المعادية، مضيفا "على الدولة تطبيق القانون بحق كل من يسعى لتقويض الثقة بالدولة الأردنية ومؤسساتها".
وأشار القطاطشة، إلى أن الأردن لم يتلقَّ أي مقابل مادي نظير دعمه لغزة، فالهيئات الأردنية، وعلى رأسها الهيئة الخيرية الهاشمية، قدّمت آلاف الأطنان من المساعدات بالتعاون مع القوات المسلحة، كما أثنى على إشادة منظمات الإغاثة الماليزية بالدور الأردني، اذ أكدت أن الأردن لم يطلب أي مقابل لقاء جهوده الإنسانية، مشددا على أن الأردن سيواصل أداء دوره القومي والإنساني، برغم الحملات الإعلامية المغرضة التي تهدف للتشويش على موقفه المشرف.
محاولة لزعزعة الاستقرار
كما أكد المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي نضال أبو زيد، أن تداول معلومات مضللة مؤخرا يأتي ضمن حملة إعلامية ممنهجة تستهدف الأردن، مشيرا إلى أن مصدرها يعود لموقع إلكتروني عرف بارتباطاته الخارجية ومواقفه العدائية المتكررة تجاه المملكة.
وأوضح أبو زيد، أن توقيت نشر هذه التقارير والأخبار، بخاصة في ظل تصاعد الخطاب الإعلامي الموجّه ضد الأردن، يشير لوجود محاولات مشبوهة ومقصودة لزعزعة الثقة بين الشارع الأردني والموقف الرسمي، لافتا إلى أن هذه الهجمات تزايدت في الشهرين الماضيين، وتأخذ طابعا منظما من حيث توزيعها عبر منصات رقمية وإعلامية مشبوهة.
وبيّن أن التقرير الذي يجري تداوله أخيرا حظي بتغطية واسعة لارتباطه بالقطاع، لكنه في جوهره يهدف للتشكيك بالدور الأردني الإنساني هناك، بخاصة أن المملكة كانت في طليعة الدول التي ساهمت بدعم القطاع أكان بإرسال مساعدات أو عبر فرق طبية وإنسانية.
وتطرق أبو زيد، إلى معلومة وردت في التقرير ذاته حول تقديم ماليزيا مساعدات للأردن، وهو ما نفته دولة ماليزيا صباح أمس، معتبرا أن ما ورد في التقرير، واحدة من الإضافات الزائفة التي تلجأ إليها مواقع لتضليل الرأي العام، مؤكدا أن الأردن لم يتلقَّ أي دعم مالي من ماليزيا في سياق عمليات الإغاثة الأخيرة.
خطاب رسمي أكثر شفافية
وشدد أبو زيد على أهمية دور الإعلام المحلي بمواجهة هذه الحملات، مشيرا لضرورة التحقق من صحة الأخبار قبل تداولها، أكان على المواقع الإخبارية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. داعيا لإعادة تفعيل منصة "حقّك تعرف" التي كانت تشرف عليها وكالة الأنباء الأردنية، وأسهمت سابقا بالتصدي للإشاعات وكشف زيف المعلومات المضللة.
وفي السياق ذاته، طالب أبو زيد بأن يكون الخطاب الإعلامي الرسمي أكثر وضوحا وشفافية في الرد على مثل هذه المزاعم، منوها بدور الأردن الإنساني الكبير، اذ شغل 5 مستشفيات ميدانية في الضفة والقطاع وزودها بكوادره الطبية لتعمل هناك، الى جانب ما تقوم به دبلوماسيته النشطة، والتي تقودها وزارة الخارجية.
وأشار إلى أن الأردن، سبّاق بتنفيذ عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية بغزة قبل أن تنضم إليه دول أخرى لاحقا، ما يؤكد أن المبادرة كانت أردنية أولا، ثم عممت إقليميا ودوليا. مشددا على انه من الضروري إيصال هذه الحقائق للداخل الأردني، وللجمهورين العربي والدولي، لمواجهة الحملات المضللة الساعية لتشويه صورة الدور الأردني الإنساني والسياسي.
التمسك بالرواية الأردنية الواضحة
من جانبه، أكد المحلل السياسي د. عامر السبايلة، أن من غير المجدي، منح أهمية مفرطة لما يُتداول من اتهامات أو حملات إعلامية تستهدف الأردن، بخاصة وأن الجهات التي تقف خلفها معروفة، كما أن أهدافها لم تعد خفية، مبينا أن الرد عليها يجب ألا يكون من موقع الدفاع، بل عبر التمسك برواية أردنية واضحة، متماسكة ومتقدمة في الطرح، تعكس مواقف الدولة بثقة وشفافية.
وأشار السبايلة، إلى أن الهجمات التي تطال الأردن ليست مفاجئة في ظل التطورات الإقليمية الأخيرة، بخاصة مع بروز تيارات أيديولوجية تسعى عبر بعض المؤسسات، للنيل من مكانة الأردن الإقليمية والدولية.
وشدد السبايلة على أن المهمة الجوهرية حاليا، تكمن بإنتاج رسائل سياسية وإعلامية محكمة، تتمتع بالقدرة على الإقناع والتأثير، وتُغلق الباب أمام أي محاولات للتشويش أو بث الفرقة. مؤكدا أن استعادة الثقة الداخلية وتعزيز تماسك الجبهة الوطنية، يُمثلان أولوية لأي إستراتيجية أردنية ناجحة في مواجهة التحديات والضغوط الراهنة.
0 تعليق