بعد بداية موسم مبهرة، بدأ النجم المصري عمر مرموش، المحترف ضمن صفوف آينتراخت فرانكفورت الألماني، يتراجع عن تسجيل الأهداف، ليُثير الشكوك والمخاوف في نفوس الجماهير.

هناك 4 سيناريوهات قد تعرقل تألق عمر مرموش، بعد تراجعه التهديفي في المباريات الأخيرة، رغم منافسته على لقب هدّاف الدوري الألماني، حيث يحتل المركز الثاني برصيد 13 هدفًا، خلف هاري كين، نجم بايرن ميونخ، المتصدر بـ14 هدفًا.

ويستعد عمر مرموش لخوض مهمة جديدة مع فريقه آينتراخت فرانكفورت أمام ماينز، على ملعب "دوتش بانك بارك"، اليوم السبت، في الساعة الرابعة والنصف عصرًا بتوقيت "القاهرة"، ضمن منافسات الجولة الخامسة عشر من بطولة الدوري الألماني للموسم الجاري 2024/ 2025.

المراقبة الدفاعية المكثفة

أحد أهم الأسباب التي قد تفسر تراجع تسجيل مرموش للأهداف، هي الزيادة الملحوظة في الرقابة الدفاعية المكثفة التي يتعرض لها من قبل الخصوم، بعدما أصبح أحد أبرز المهاجمين في الدوري الألماني.

حصد عمر مرموش جائزة لاعب الشهر في الدوري الألماني، بعدما سجل 18 هدفًا وقدّم 12 تمريرة حاسمة في 23 مباراة في البطولات المختلفة رفقة آينتراخت فرانكفورت.

وبناءً عليه، أصبح مرموش هدفًا رئيسيًا للمدافعين من الفِرق المنافسة، التي تركز جهودها على إيقافه ومنعه من الوصول إلى منطقة الجزاء وهز الشباك.

"غيرة محتملة" وتكرار سيناريو محمد صلاح وساديو ماني

"وجدت مساندة من زملائي بعد توديع أمم أفريقيا 2023".. بهذه الكلمات أعرب مرموش عن امتنانه وشكره لزملائه بالفريق؛ مُشددًا أنهم يساندونه دائمًا منذ انضمامه إلى صفوف آينتراخت؛ لأنه يعي جيدًا أن التجانس والتناغم بين اللاعبين أمر مطلوب لنجاح أي فريق.

ولكن "الغيرة" قد تتسبب في غياب التوافق وضياع العديد من الفرص السانحة للتسجيل في أرض الملعب، مثلما حدث مع النجم محمد صلاح وزميله السابق السنغالي ساديو ماني في ليفربول.

سيناريو الغيرة وغياب التجانس بين محمد صلاح وساديو ماني ليس الأول ولكنه الأشهر في ملاعب إنجلترا، وكان له تأثيرًا سلبيًا على أداء ليفربول الجماعي وغيابهم عن منصات التتويج مرة أخرى بعد التوهج.

وقد يتكرر الأمر بين عمر مرموش وزميله الفرنسي هوجو إيكيتيكي، مهاجم آينتراخت فرانكفورت، الذي يرغب في التألق والمنافسة على الجوائز الفردية، بعدما سجل 7 أهداف و3 أسيست في 13 مباراة بالدوري الألماني.

ولكن هذا السيناريو غير مرجح في الوقت الحالي؛ نظرًا للعلاقة الجيدة التي تجمع بين مرموش وزملائه، ولكن لا يمكن استبعاده تمامًا وسط مخاوف من وجود "غيرة محتملة" في المستقبل.

بدايات متشابهة أم مقارنة خاطئة؟

"لاعب الموسم الواحد" هذه الجملة التي ترددت كثيرًا واقترن وراءها اسم محمد صلاح، فهل سيواجه عمر مرموش نفس المصير؟ في ظل التألق اللافت للثنائي المصري وتمتعهما بإمكانيات فنية مميزة في أرض الملعب، وبالتالي لا مهرب من المقارنات المستمرة بينهما.

نجح محمد صلاح في التصدي للانتقادات اللاذعة وأن التراجع المؤقت ليس نهاية المطاف، في ظل تألقه موسمًا تلو الآخر ومواصلته لتحطيم الأرقام القياسية ويُصبح أحد أفضل اللاعبين في العالم رغم تقدمه في العُمر.

أما عمر مرموش بات يتأرجح بين كونه "محمد صلاح الجديد" أم سيصبح "لاعب الموسم الواحد" في حالة تراجع مستواه رغم عدم انتهاء الموسم ومرور 15 جولة فقط حتى الآن بالدوري الألماني.

هذا الأمر تحديدًا حذّر منه محمد صلاح، مُطالبًا بالتوقف عن المقارنة بينه وبين مواطنه عمر مرموش، وأنه سيحقق ما حققته من قبل، قائلًا: "ما يحدث لن يُفيده، بل سيضعه تحت ضغط دائم، تجنب المقارنات سيجعل حياة مرموش أسهل، ويجعله يستمتع بما يقدمه في تجربته التي تختلف عن مشواري".

وشدد صلاح، أن المقارنة بين لاعب في بداية مسيرته وآخر حقق الكثير على مدار سنوات طويلة، أمر لن يساعد عمر مرموش، بل قد يتسبب في تراجع مستواه مبكرًا، ناصحًا إيّاه بضرورة الحفاظ على تركيزه والابتعاد عن الضغوط الخارجية.

مصير عمر مرموش والبحث عن بديل

يظل السؤال الأهم هو "ما مصير عمر مرموش مع آينتراخت فرانكفورت؟" وسط الاهتمام المتزايد من عمالقة أوروبا بضم اللاعب المصري، الذي أصبح محط أنظار الجميع منذ بداية الموسم، على رأسهم نادي ليفربول الإنجليزي.

وتسلل "القلق" داخل أروقة نادي آينتراخت فرانكفورت من صعوبة الاحتفاظ بخدمات عمر مرموش، خاصة في حال حصوله على السعر الذي يطلبه ويبلغ قيمته 60 مليون يورو.

ومع تزايد احتمالية رحيل مرموش واستمرار اهتمام أندية أوروبا بضمه، فإن مسئولي بدأوا في التحرك للبحث عن بديل مناسب لخلافته في سوق الانتقالات الشتوية المقبلة، حيث يتواجد على طاولة المُرشحين اللاعب جوناثان بوركارد، مهاجم ماينز، والذي يُقدم أداءً مميزًا مع ناديه هذا الموسم.

ولكن قد يصبح ذلك الأمر "سلاحًا ذو حدين بالنسبة إلى عمر مرموش"، كما وصفته صحيفة "بيلد" الألمانية، مُشيرة إلى أن اهتمام عمالقة أوروبا وخطوات آينتراخت للبحث عن بديل قد تؤثر سلبًا على معنويات اللاعب ويُصاب بـ"التشتت الذهني" بشأن مستقبله أكثر من التركيز على أدائه في أرض الملعب.