ترمب في الرياض.. مشاهد غير مسبوقة

عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
ربما كان حفل الاستقبال الذي أُقيم يوم أمس للرئيس دونالد ترمب في قصر اليمامة أطول استقبال يقام لرئيس دولة، وربما تكون تفاصيله ومشاهده غير مسبوقة في استقبال رؤساء الدول.

الرئيس ترمب المعروف بحياد ملامحه وميلها إلى الصرامة والتجهم في معظم الأحيان كان مختلفاً منذ اللحظة الأولى لوصوله الرياض، كان الارتياح بادياً على قسماته منذ فتح باب طائرته ومصافحته لولي العهد ومستقبليه في المطار، بدا عليه وكأنه يصافح أصدقاء يعرفهم جيداً، مستبشراً بزيارتهم وسعيداً بوجوده بينهم. صحيح نحن نتحدث عن رئيس أقوى دولة في العالم، لكنه في النهاية كائن بشري لا بد أن تنعكس مشاعره على ملامحه وتصرفاته. لكن ما حدث لاحقاً في قصر اليمامة كان استثنائياً بكل المقاييس.

كان الاستقبال أكثر من كونه بروتوكولياً وفق المراسم الصارمة. تحدث ترمب مع أكثر من شخص من الشخصيات السعودية المدعوة للمناسبة، وكان يعرف بعضهم ويستوقفهم في حديث قصير مشاركاً ولي العهد فيه، ابتسامات مشتركة وجو مريح. وأما حين بدأ الوفد الأمريكي بالسلام على ولي العهد فإننا شاهدنا مناظر غير متوقعة.

الوفد الأمريكي، بالإضافة للمسؤولين الرسميين، جمع أباطرة المال والأعمال والتجارة والاقتصاد والتكنولوجيا، شخصيات تدير كيانات عملاقة تأثيرها يصل إلى كل بقعة في العالم، لم يكتفوا بالسلام البروتوكولي السريع بل كانت لكل منهم وقفة طويلة للحديث مع سمو ولي العهد والرئيس ترمب، كان الارتياح والثقة والتفاؤل بادياً على المشهد، وكأن المباحثات الرسمية التي ستبدأ لاحقاً مجرد تحصيل حاصل لأن كل شيء متفق عليه مسبقاً، وموثوق من نجاحه.

وفي الوقت الذي كانت تجري فيه مراسم الاستقبال كان قد بدأ المنتدى السعودي الأمريكي للاستثمار، وعندما نقول السعودي الأمريكي فنحن نتحدث عن أكبر اقتصاد في العالم مع أكبر اقتصاد عربي، ونتحدث عن تطور نوعي لعلاقات إستراتيجية عمرها أكثر من ثمانية عقود. نتحدث عن دولة لديها رؤية طموحة تبحث عن تحقيق أفضل الشراكات مردوداً عليها مع دولة تقود العالم في كل شيء.

لدينا مثل شعبي يقول: «ليالي العيد تبان من عصاريها»، هذا ينطبق تماماً على زيارة ترمب منذ لحظاتها الأولى، فالرئيس الأمريكي يعرف جيداً أن زيارته الخارجية الأولى لا بد أن تكون لدولة مؤثرة لها سياسة واضحة وموثوقة، ولديها إمكانات هائلة تؤهلها لتكون شريكاً متميزاً، وتتمتع قيادتها بالمصداقية والوفاء بالالتزامات.

كل هذا الزخم حدث ولم يكتمل اليوم الأول من الزيارة، ولذلك لم يكن الرئيس ترمب مبالغاً عندما وصف زيارته بأنها تأريخية.

أخبار ذات صلة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق