يبدو أن الأسهم أصبحت خيارًا أفضل للتحوّط من المخاطر مقارنةً بالذهب، إذ قد يواجه الذهب ضغوط بيع مستمرة مع تحسن الأوضاع الاقتصادية.
وشهد سعر الذهب تراجعًا ملحوظًا عن مستوياته القياسية الأخيرة. إذ يتم تداوله حاليًا عند 3,140 دولارًا للأونصة، بعدما وصل في أبريل إلى أعلى مستوى له عند 3,500 دولار، ما يمثّل انخفاضًا بأكثر من 10%.اضافة اعلان

وفي جلسة الخميس، انخفض سعر الذهب بنسبة تفوق 2% مقارنة بالجلسة السابقة، ليسجّل أدنى مستوى له في خمسة أسابيع، وذلك في ظل استمرار انحسار التوترات التجارية العالمية وتراجع الطلب على الأصول الآمنة.

أشار الرئيس ترمب إلى استمرار المحادثات مع كوريا الجنوبية واليابان والهند، وذلك عقب التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة والصين لتخفيض الرسوم الجمركية بشكل كبير وبدء هدنة مدتها 90 يومًا تهدف إلى إبرام اتفاق تجاري أوسع.

وفي ضوء التقدم في ملف التوترات بين الهند وباكستان، والأمل في تخفيف العقوبات الأميركية على سوريا، تراجعت أيضًا المخاوف الجيوسياسية.
تعززت التوقعات بخفض محتمل لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وهو ما يدعم عادةً الأصول غير المدرة للعائد مثل الذهب، وذلك بعد صدور بيانات تضخم أقل من المتوقع في الولايات المتحدة.

أما في الهند، فقد تراجع سعر الذهب اليوم إلى 91,250 روبية، بانخفاض قدره 8,750 روبية (ما يعادل 8.75%) مقارنةً بأعلى مستوى له عند 100,000 روبية والمسجل في 22 أبريل. ومع ذلك، فإن عقود الذهب الآجلة لشهري أغسطس وأكتوبر وديسمبر في بورصة MCX تُتداول حاليًا بأسعار أعلى من السعر الفوري.

لطالما اعتُبر الذهب "إله الأوقات المضطربة"، وملاذًا آمنًا في أوقات الاضطرابات الاقتصادية وارتفاع مستويات الديون لدى البنوك المركزية.
لكن يبدو أن التطورات الأخيرة أوقفت النظرة الاقتصادية المتشائمة عالميًا. إذ تتفاوض إدارة ترمب بشكل نشط مع دول عدة، وهناك توقعات بتخفيض هيكلي للرسوم الجمركية قريبًا. كما أن نبرة ترمب قد تغيّرت بشكل كبير، مشيرًا إلى إمكانية التصالح مع شركاء تجاريين آخرين غير الصين.

ورغم أن هناك العديد من الأسئلة العالقة بشأن الرسوم الجمركية والاقتصاد الأميركي، إلا أن الأسهم تبدو في الوقت الحالي خيارًا أفضل للتحوّط من المخاطر مقارنةً بالاستثمار في الذهب. فمع تحسّن الاقتصاد، سيواصل الذهب مواجهة ضغوط بيع متزايدة. رويترز