بالكافيار والشمبانيا وعدت.. هل تنجح شركة "غلوبال" بإنعاش عصر السفر الذهبي؟ - الأول نيوز

cnn 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عندما أُعلِن عنها للمرة الأولى قبل أربع سنوات، بدت كأنها حلمٌ يتحقّق لعشاق الطيران. نحن نتحدّث عن شركة طيران بأسطول يتكوّن فقط من طائرات "إيرباص A380" العملاقة ذات الطبقتين، التي تُوفّر راحة لا مثيل لها في الجو.

أضفت الصور الترويجية التي نشرتها شركة "غلوبال إيرلاينز" الناشئة للطيران، لمؤسّسها المصرفي الاستثماري السابق، وحامل الرقم القياسي في موسوعة "غينيس"، جيمس أسكويث، المزيد من الإثارة، مع صورٍ لمقصورات ذكية وحتى "حانة" على متن الطائرة.

وفي حين أن العد التنازلي لإقلاع رحلة شركة الطيران الأولى هذه انطلق، إلا أن بعضًا من مشاعر الحماس بدأت تتلاشى، ذلك أنّ الحلم البراق بتَوفّر أسطولٍ كاملٍ من طائرات " A380" لم يتحقق بعد.

وعدت شركة الطيران هذه برحلات فاخرة على متن طائرات عملاقة ولكن كان الواقع مختلفًا
التذاكر متاحة الآن لأولى الرحلات التجارية لشركة "جلوبال إيرلاينز". Credit: Dirk Grothe/digroaero.com

هذا لا يعني أن "غلوبال إيرلاينز" لا تبذل وسعها، فقد طُرحت تذاكر أول رحلةٍ للشركة للبيع بالفعل، التي توفّر "تجربة على متن  A380"، كما وصفها الرئيس التجاري العالمي للشركة، ريتشارد ستيفنسون، في حديثه مع  CNN.

تتضمّن التجربة رحلة من غلاسكو باسكتلندا إلى نيويورك بأمريكا في 15 مايو/ أيار، مع رحلة عودة مقررة بعد أربعة أيام في 19 مايو/ أيار. ومن المقرّر أيضًا إطلاق رحلة ثانية من مانشستر بإنجلترا، إلى نيويورك في 21 مايو/ أيار، والعودة في 25 مايو/ أيار.

غير أنّ انطلاق أولى رحلات "غلوبال إيرلاينز" ليست مدعاةً للاحتفال كما كان يأمل أسكويث.

قصة شركة الطيران

وعدت شركة الطيران هذه برحلات فاخرة على متن طائرات عملاقة ولكن كان الواقع مختلفًا
قال مؤسس شركة "جلوبال إيرلاينز"، جيمس أسكويث، إنّ إطلاق شركته شكّل"تحدّيًا شاقًا للغاية". Credit: Dirk Grothe/digroaero.com

أسّس أسكويث شركة "غلوبال إيرلاينز" في العام 2021 رغبةً منه بالعودة إلى "العصر الذهبي للسفر الجوي". 

وقال إنّ ذلك يعني تقديم تجربة مُحسَّنة للمسافرين على الرحلات العابرة للمحيط الأطلسي، تشمل الاستمتاع بالشمبانيا والكافيار.

وكان أسكويث قال في مقابلة سابقة مع CNN العام 2023: "لقد سافرت على متن حوالي 280 شركة طيران مختلفة، وراقبت ما هو جيد، وما هو غير فعّال، وما يمكن تحسينه".

كانت الطائرات من طراز "A380" محورية عند اقتراح فكرة الشركة.

الجانب السلبي لأسطول طائرات مكوّن من هذا الطراز بالكامل يتمثّل بتشغيلها المكلّف جدًا، لأسباب تشمل استهلاكها لكميات كبيرة من الوقود، وارتفاع رسوم الهبوط ومواقف الطائرات في المطارات. 

وبشكلٍ عام، تحتاج شركات الطيران إلى ملء معظم مقاعد الطائرة، وبسعر مناسب، لتحقيق أقصى استفادة.

لم تسر الأمور كما هو مخطّط لها بالنسبة لشركة "غلوبال"، فبعد الإعلان عن صفقة لشراء أول طائرة من طراز "A380" لها في العام 2023، لم تتسلم الشركة الطائرة فعليًا، التي كانت من طراز مختلف ومملوكة لخطوط طيران جنوب الصين سابقًا، حتى فبراير/ شباط العام 2024.

ومن ثم خضعت الطائرة للصيانة وتعديلات أخرى لتلبية مواصفات "غلوبال"، في عملية لم تُكتَمَل إلا في وقتٍ سابق من هذا العام.

رحلات تجريبية محدودة

وعدت شركة الطيران هذه برحلات فاخرة على متن طائرات عملاقة ولكن كان الواقع مختلفًا
يقول أسكويث إنّه يرغب في أن تُعيد شركته إحياء العصر الذهبي للسفر الجوي. Credit: Dirk Grothe/digroaero.com

لن تكون رحلات "غلوبال" الافتتاحية عادية 

عادةً ما تنتظر شركات الطيران حتى تتأكد من جميع الشروط والأحكام مع الجهات التنظيمية وتكون جاهزة لتقديم خدمة منتظمة يمكن للمسافرين الاعتماد عليها قبل بدء رحلاتها، لكنّ "غلوبال" تتّخذ نهجًا مختلفًا.

تُخطّط الشركة إطلاق أربع رحلات جوية لمرة واحدة فقط في مايو/ أيار من غلاسكو إلى نيويورك ذهابًا وإيابًا، والقيام بالأمر ذاته من مانشستر.

ستُشغّل شركة الطيران البرتغالية "هاي فلاي" الرحلات الأولى، إذ لا تتوقّع "غلوبال" الحصول على شهادة تشغيل خاصة بها من السلطات البريطانية حتى العام 2026.

لماذا إذًا تُشغّل الشركة رحلات جديدة لأول مرة مع أنّها لا تبدو مستعدة للتنافس بشكلٍ كامل مع شركات الطيران الأخرى العابرة للمحيط الأطلسي؟

أوضح ستيفنسون: "هاتان الرحلتان مستأجرتان، وهما مصمّمتان لمنح الأشخاص فرصة السفر على متن طائرة A380 وتجربة المنتج الذي نقدّمه".

قد يكون هذا جزءًا من السبب، لكن خبراء الطيران يعتقدون أنّها أيضًا محاولة لتأمين السيولة النقدية الضرورية.

وقال المحلّل والمستشار في قطاع الطيران في نيويورك، روبرت مان: "أعتقد أنّ هذه فرصة لجمع بعض الأموال، وهو أمر لا شكّ أنهم بحاجة إليه لتشغيل الشركة".

مخاطر الشركات الناشئة

وعدت شركة الطيران هذه برحلات فاخرة على متن طائرات عملاقة ولكن كان الواقع مختلفًا
تمتلك "غلوبال إيرلاينز" طائرة واحدة فقط من طراز "A380" حتى الآن.Credit: Dirk Grothe/digroaero.com

حجز أولى رحلات شركة "غلوبال" يحمل معه جميع المخاطر المرتبطة بالطيران مع شركة طيران ناشئة. 

وعادةً ما تمتلك هذه الشركات قدرة محدودة على استيعاب المسافرين في حال تأخر الرحلات، كما أنّ استرداد الأموال غير مرجّح في حال حدوث إلغاء أو أي مشكلة أخرى.

أوصى أحمد عبد الغني، العميد المساعد بكلية إدارة الأعمال في جامعة "إمبري ريدل" للطيران في فلوريدا المسافرين بـ "البقاء على اطلاع، كما هي الحال مع أي شركة ناشئة".

كما أضاف أنّ نجاح الشركة "سيعتمد على الأرجح على قدرتها على بناء سوق متخصصة تُقدّر الراحة أكثر من  التكلفة، وعلى الحفاظ على الموثوقية التشغيلية، والامتثال للوائح التنظيمية كشركةٍ جديدة".

تنطبق هذه التحفظات حتى على الرحلات الأولى. ونظرًا لتكاليف تشغيل عدد محدود من الرحلات، والأسعار المرتفعة نسبيًا، وكثرة المقاعد التي يجب ملؤها، وعدم وضوح منصات البيع، تواجه شركة "غلوبال" بالفعل شكوكًا حول استمراريتها.

لكن ستيفنسون أكّد أنه "لا يوجد أي سبب يدعو الأشخاص للقلق. لقد قمنا للتو بنقل أول ركابنا (مرتين)، وسار كل شيء بسلاسة تامة ومن دون أي مشاكل على الإطلاق، لذا فإنّ برنامج إثبات المفهوم الخاص بنا يسير على ما يرام".

لا تزال المخاطر عالية بالنسبة لشركة الطيران الناشئة. إلا أنّ الجاذبية الخاصة لطائرات "A380" وفرصة السفر على أوّل رحلة تشغيلية لشركة الطيران، بالإضافة إلى الضجة التسويقية التي يعززها أكثر من 1.1 مليون متابع لأسكويث عبر موقع "إنستغرام"، قد تكون كافية لضمان انطلاقها بنجاح.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق