ديسمبر 21, 2024 4:50 م
كاتب المقال : عبد الله المجالي
مصطلحان نحتتهما الثورة السورية، وهما وجهان لعملة واحدة.
التشبيح هو ممارسة وإعلان الولاء بطريقة استفزازية لنظام الأسد، ويلزمه بالطبع شتم المعارضين ووصفهم بأقذع الصفات، ومن يمارس التشبيح يطلق عليه “شبيح”.
ظهر هذا المصطلح في بداية الثورة السورية، وازدهر طيلة الثلاثة عشر عاما من عمر الثورة، وانخرط في التشبيح فئات كثيرة لكن أبرزها كان فنانون وإعلاميون خصوصا من كانوا يصفون أنفسهم بالمراسلين الحربيين الذين كانوا يرافقون جيش الأسد أو المليشيات الحليفة له أثناء معاركهم ضد المعارضة المسلحة، وكان بعضهم من أقذع الشبيحة حيث كانوا لا يتورعون عن ارتكاب ممارسات دنيئة ضد أسرى المعارضة، وكانوا يمارسون لغة التهديد والوعيد لمؤيدي الثورة بأقذع وأسفل الكلمات.
لم تقتصر ظاهرة التشبيح على السوريين فقط، بل مارسها شخصيات ومؤثرون مؤيدون للنظام السوري من جنسيات عربية وغير عربية.
بعد سقوط الأسد أخذت ظاهرة أخرى بالبروز أطلق عليها السوريون ظاهرة “التكويع”؛ وتعني انقلاب الشبيحة على مواقفهم السابقة.
بعد تأكد انتصار الثوار ومغادرة رئيس النظام السوري إلى روسيا، سُقط في أيدي الشبيحة خصوصا السوريين منهم، وبالذات من فئتي الفنانين والإعلاميين، حيث سارعوا بتهنئة الثوار والتبرؤ من النظام السابق، وذهب بعضهم إلى استخدام ذات اللغة التي يستخدمونها ضد الثوار بحق النظام السابق!
في ظني لم يثبت من الشبيحة أحد، فإما أنهم “كوعوا” أو أنهم صمتوا، ولم أعثر على واحد ظل صامدا على موقفه السابق بنفس الحدة والنبرة الدنيئة.
صحيح أن السوريين نحتوا هذين المصطلحين، لكنهما يعكسان ظاهرة واحدة موجودة في معظم الدول العربية، فكل “شبيح” يحمل بذور “التكويع”، وكل “مكوع” يحمل بذور “التشبيح”، وهذا رأيناه بالضبط في مصر وتونس.
أولئك ليس لديهم مبادئ تقوم سلوكهم، فهم مع الريح يميلون حيث مالت، وهم فئة قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم اللسان”.
0 تعليق