"حديقة النجوم" بجبل شمس .. مشروع فلكي وسياحي يعزز الاستدامة والمعرفة

صحيفة عمان 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لاقى توقيع هيئة البيئة على عقد إنشاء مشروع "حديقة النجوم" بجبل شمس بولاية الحمراء مع الجمعية العُمانية للفلك والفضاء إعجاب المهتمين بالجوانب العلمية والسياحية، كونه مشروعًا يُوظّف الأهمية العلمية لمحمية الحجر الغربي لأضواء النجوم في تخصيص أرض لإنشاء مخيم فلكي وبيئي دائم يخدم السياحة العلمية والتوجّه العلمي للمجتمع، ويُسهّل تنفيذ مناشط هيئة البيئة.

وتمت تسمية المشروع بهذا الاسم ليتّسق مع مسمّى محمية الحجر الغربي لأضواء النجوم التي أُشهرت بالمرسوم السلطاني رقم ٢٠١٩/٤٠، حيث من المتوقع أن يستقطب المشروع المهتمين بجمال السماء والطبيعة معًا، وتطمح الجمعية بشراكتها مع هيئة البيئة إلى أن يكون المشروع نموذجًا قابلًا للاقتباس في مشاريع فلكية وبيئية أخرى على مستوى سلطنة عُمان.

وحول الاتفاقية، قال علي بن عامر الشيباني، عضو مجلس إدارة الجمعية العُمانية للفلك والفضاء: إن هذا المشروع المجتمعي البيئي الفلكي هو الأول من نوعه في المنطقة، ويأتي تتويجًا لجهود استمرت لأعوام، شملت أكثر من 15 زيارة ميدانية للموقع، وإعداد الدراسات الفنية والمالية، وتصاميم مستوحاة من البيئة العُمانية، بالإضافة إلى وضع خطة استدامة طويلة الأمد، واعتبر هذه الخطوة إنجازًا وطنيًا في سياق تحقيق "رؤية عُمان 2040" من خلال تعزيز السياحة العلمية، ودعم الابتكار في مجالات الفلك والبيئة، وتحفيز الشباب على الاستثمار في المعرفة والتجربة، مؤكدًا أن بيئة عُمان الجبلية تستحق أن تكون منصة لتجارب علمية وسياحية رائدة.

من جهته، أشار إبراهيم بن محمد المحروقي، رئيس اللجنة التنفيذية ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية، إلى أن المشروع يهدف إلى تشجيع السياحة العلمية داخل البلاد، والترويج لجبال سلطنة عُمان ومحمياتها كمواقع جذب سياحية، وإيجاد بيئة علمية خصبة لاستكشاف الكون بأسلوب تقني ومعاصر، إضافة إلى نقل المعرفة العلمية للمجتمع، وتطوير البنية الفلكية وبناء القدرات، وتنمية البحوث والدراسات الفلكية والبيئية، وتعزيز التعاون الدولي، وتحفيز الشباب للعمل في المجال الفلكي والبيئي، والتشجيع على نقل التجربة إلى محميات أخرى في سلطنة عمان، إلى جانب التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة والحد من التلوث الضوئي.

وأوضح أن المشروع يرتبط بعدة قطاعات، منها المجتمع المدني والقطاعان الحكومي والخاص، ويستهدف المواطنين والمقيمين والسياح الأجانب، إلى جانب المصورين والباحثين في مجالات الرصد الفلكي وعلوم الأرض والجيولوجيا والبيئة، ومن المتوقع أن يستضيف المشروع برامج وأنشطة متنوعة، ليكون وجهة سياحية وعلمية دولية تشمل حملات وبرامج توعوية، وحلقات عمل، وأمسيات رصد فلكية، ومحاضرات علمية، إلى جانب كونه منصة لعرض تجارب الهواة والمختصين.

ويأتي التصميم المعماري للمشروع منسجمًا مع هوية المكان البيئية، حيث استُلهم الشكل الخارجي من شجرة العلعلان (العرعر)، وهي شجرة عُمانية معمّرة مهددة بالانقراض تنمو في أعالي جبال الحجر الغربي، وتقع الأرض المقترحة للمشروع ضمن محمية الحجر الغربي لأضواء النجوم بجبل شمس بمحافظة الداخلية، في منطقة طبيعية تتميز بإطلالات خلّابة، ومناخ معتدل صيفًا وبارد شتاء، مع مشهد ليلي فريد لمجرة درب التبانة، والبُعد عن أضواء المدينة، حيث تبعد عن مسقط 210 كيلومترات، وتستغرق الرحلة إليها أقل من 3 ساعات بالسيارة، وعن مركز ولاية الحمراء نحو 34 كيلومترًا، منها 6 كيلومترات طريق غير معبّد.

ويضم المشروع مرصدًا فلكيًا وساحة رصد خارجية، ومحطة رصد بيئي، ومساحات للتخييم، وقاعة متعددة الأغراض، ومحطة طاقة نظيفة، ومسرح فعاليات خارجية، ومرافق خدمية وجلسات عامة، ومواقف، مع توفير مناظير فلكية وراصد مختص، واشتراط استخدام إضاءة ليلية حمراء منخفضة لا تؤثر على الرؤية الفلكية بعد وقت معين من الليل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق