النظم البيئية

مصدرك 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

«إيه بي سي» نيوز

كشفت دراسة حديثة أعدها باحثون من جامعة أديلايد الأسترالية، أن التفاعل المشترك بين النشاط البشري وتغير المناخ يؤثر بشكل كبير في النظم البيئية في البحيرات الساحلية، بغض النظر عن مستويات الملوحة فيها، وهو ما يؤدي إلى تغيّرات في الحياة الميكروبية والوظائف البيئية لهذه المواطن الحساسة.
البحيرات الساحلية، التي تمثل حلقة وصل بين البيئات البرية والبحرية، تُعد من بين أكثر النظم البيئية إنتاجية وتنوعاً، غير أنها باتت تواجه ضغوطاً متزايدة نتيجة التوسع العمراني والتلوث الصناعي وارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط الهطل. وتشير الدراسة إلى أن هذه العوامل تسهم في ارتفاع مستويات الملوحة في العديد من البحيرات حول العالم، نتيجة تقليل تدفق المياه العذبة وارتفاع منسوب مياه البحر، مما يسبب اختلالاً في التوازن البيئي.
ولا تقتصر آثار الملوحة المرتفعة على الخصائص الفيزيائية والكيميائية للبحيرات، بل تمتد لتؤثر بعمق في المجتمعات الميكروبية التي تؤدي دوراً محورياً في العمليات البيئية، مثل تدوير المغذيات، واحتجاز الكربون، وتنظيم النظام البيئي. وتوضح الدراسة أن ارتفاع الملوحة قد يؤدي إلى تقليص التنوع الميكروبي وتغيير تركيبة هذه المجتمعات، ما يضعف من قدرة البحيرات الساحلية على الصمود في وجه الضغوط البيئية المتزايدة.
وتحذر الدراسة من أن التأثيرات المتراكمة للملوحة على الكائنات الدقيقة قد تُقوّض الوظائف الأساسية التي تؤديها البحيرات الساحلية، مثل توفير الموائل للأنواع البحرية، وتنقية المياه، وحماية السواحل.
وفي مواجهة هذه التحديات، يشدد الباحثون على أهمية تبنّي استراتيجيات شاملة لإدارة البحيرات الساحلية، ترتكز على الأدلة العلمية ومشاركة المجتمعات المحلية. ويؤكدون أن إجراءات الحفظ واستعادة الموائل، والتكيف مع الظروف المناخية المتغيرة، تمثل خطوات أساسية لضمان استمرار البحيرات الساحلية في أداء دورها الحيوي في النظام البيئي العالمي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق