المتاحف التراثية بعجلون.. هل تصبح جزءا من الخريطة السياحية؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

عجلون - بعد أن أصبحت بعض المتاحف التراثية في مناطق بمحافظة عجلون عامل جذب سياحيا، ووجهة للعديد من زوار المحافظة من الأردنيين والعرب والأجانب للاطلاع على مقتنياتها التاريخية والنادرة، تبرز دعوات بضرورة دعم القائمة منها واستحداث متاحف بمناطق أخرى وإدراجها على الخريطة السياحية للمحافظة.
ويؤكد ناشطون وقائمون على تلك المتاحف أنها أصبحت وجهة مفضلة للزوار للاطلاع على مقتنيات لم تعد متوفرة، ومكانا لعقد اللقاءات والورش المتخصصة في مختلف المجالات، لا سيما التاريخية والتراثية، التي تعرف بتلك المقتنيات وكيفية الحفاظ عليها.
حول ذلك، يقول المواطن حمزة الخطاطبة "إن المتاحف التراثية تعد وجهة مفضلة للعديد من الزوار، فهي تجعلهم يحنون إلى الماضي، وتسهم في عدم انفصالنا عن ذلك الزمن الجميل وذكرياته، واستذكار صبر وتضحيات من عاشه على قسوته".
وأضاف الخطاطبة، أن ذلك الأمر دفع أشخاصا في منطقتي الوهادنة وراسون بعجلون إلى تأسيس متاحف تراثية تؤرخ لتلك الفترات التي عاشها الأجداد، داعيا إلى تعميم التجربة في مناطق جديدة في المحافظة، وتوفير كل الدعم من السياحة والثقافة لاستثمارها سياحيا، وذلك بوضعها على الخريطة السياحية.
متحف الوهادنة للتراث الشعبي
وبحسب مؤسس متحف الوهادنة للتراث الشعبي، الباحث محمود الشريدة، فإن المتحف يشكل نموذجا للمقتنيات التراثية والشعبية الأردنية التي كانت سائدة لفترات طويلة، ويهدف إلى إعادة إحياء التراث الشعبي في بلدة الوهادنة بخاصة، وما كان يستخدمه المواطنون من أدوات في فترات وحقب تاريخية مضت.
وبين أن عدد زوار المتحف، منذ تأسيسه قبل نحو سبع سنوات، تجاوز 50 ألف زائر من مختلف الجنسيات، لافتا إلى تنظيم المتحف العديد من اللقاءات والبرامج والورش التدريبية المجانية.
وأكد الشريدة، أن إقدامه على إنشاء المتحف جاء برغبة منه في جمع وإحياء التراث وإطلاع الأجيال على مقتنيات الأجداد، فهو يضم مئات الأدوات والقطع التراثية التي كانت من الأساسيات في حياة المواطنين، مؤكدا أنه ما يزال يبحث عن أدوات أخرى غير موجودة حتى يكتمل العقد فيه.
إلى ذلك، يقول رئيس دارة عجلون للتراث والثقافة منذر الزغول، إن المتحف ملتقى توعوي تعقد فيه ندوات وحوارات ومناظرات حول قضايا قومية ووطنية وسياسية وثقافية واجتماعية واقتصادية تهم المجتمع المحلي، مثمنا لمديرية الثقافة دعمها المعنوي للمتحف ولمبادراته التطوعية، وجهودها لتسويق المواقع السياحية والأثرية والمتاحف والبيوت التراثية.اضافة اعلان


Image1_5202516214455657834385.jpg

 

معروضات تراثية في متحف الوهادنة بمحافظة عجلون- (الغد)


أما الناشط محمد الغزو، فيؤكد أن المتحف استطاع أن يستقطب زوارا من مختلف مناطق المحافظة والمملكة والمغتربين من أهالي البلدة الذين يستذكرون الماضي العريق بكل ما فيه من عبق ومشقة وعناء، ما يستدعي توجيه المزيد من الدعم لمواصلة أعماله.
وأضاف الغزو، أن تطور الحياة وتسارع وتيرة التكنولوجيا يخلفان وراءهما أدوات لم تعد موجودة، إلا أنها كانت في زمانها أساسية وضرورية للحياة اليومية السائدة حينها، ما يجعلها في وقتنا الحاضر ذات أهمية تاريخية وتراثية تحكي لنا قصة تلك الأيام وحنين من عاشها، وتلبي رغبة الزوار التائقين إلى مشاهدتها.
ماذا عن متحف راسون؟
ويقول صاحب متحف راسون، عمران الشرع، إنه حول جزءا كبيرا من منزله في منطقة عرجان لعرض آلاف القطع التراثية الشعبية التي تجسد طبيعة الحياة في مناطق محافظة عجلون عبر حقب زمنية تمتد لأكثر من 150 عاما، مبينا أن الفكرة بدأت قبل نحو 20 عاما حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم، من وجود زهاء ثلاثة آلاف قطعة تراثية وشعبية تؤرخ للأدوات التي كانت سائدة في فترات زمنية تعود لأكثر من 150 عاما مضت، وتضم أدوات الطبخ والزراعة والإنارة وأنواعا من السلاح والعملات واللباس وغيرها من القطع النادرة.
وأشار إلى أن كلفة جمع وشراء بعضها بلغت نحو 30 ألف دينار، مبينا أن المتحف مر بمراحل عدة من التحديث والإضافات خلال الأعوام الماضية، التي نفذها بمجهود شخصي وعلى نفقته الخاصة.
كما أكد الشرع أن متحفه الخاص أصبح مزارا للأفراد والوفود الراغبة بمشاهدة تلك الأدوات والتقاط الصور لها، مبينا أن المتحف يجمع تراث الآباء والأجداد من القطع والأدوات التراثية والزراعية التي كانوا يستخدمونها في حياتهم، وكل ما يتعلق بطبيعة الحياة القديمة بأنماط متنوعة من خلال التناغم والانسجام في استخدام هذه الأدوات المتعددة.
وأشار إلى أن المتحف يحتضن القطع والأدوات التراثية والتاريخية، مثل لوح الدراس وعود الحراث وقطع تراثية ومنزلية كالقش والخشب وشكوة اللبن، وتطور الأزياء الشعبية والمهباش والاتصالات والإنارة ووسائل النقل والأسلحة القديمة والعملات العربية والأجنبية والمحلية والإسلامية، إضافة إلى صور للهاشميين وبوسترات عن الثورة العربية الكبرى منذ تأسيس المملكة ولغاية الآن، وغيرها من الموروثات القديمة.
وأوضح الشرع أن متحف راسون يستقطب الزوار والأفواج السياحية العربية والأجنبية من مختلف دول العالم، مسهما في نشر الوعي الثقافي بين أبناء المجتمع المحلي للاحتفاظ بالموروث التراثي القديم وتعريف الأجيال به، مشددا في الوقت ذاته على أن وجوده في راسون أسهم في تنشيط الحركة السياحية في منطقته الواقعة ضمن أحد المسارات السياحية.

الحفاظ على التراث الشعبي
بدوره، يؤكد مدير ثقافة عجلون سامر فريحات، حرص المديرية على دعم المنتديات والهيئات الثقافية والمتاحف التراثية والشعبية لتؤدي رسالتها التنويرية، وتعزيز قدراتها في الحفاظ على التراث الشعبي الذي تتميز به المحافظة.
وبين أن فلسفة المتاحف الشعبية والتراثية قائمة على أساس إشباع الجانب الروحي للراغبين بالاطلاع على طبيعة الحياة التي عاشها الآباء والأجداد، وحجم المعاناة التي واجهتهم، حتى تكون كأنها بنك معلومات للباحثين والدارسين في طبيعة وأنماط ومصاعب الحياة التي كانت سائدة في تلك الفترات، حيث تضم عشرات القطع من الأدوات الزراعية، كالمحراث والمنجل والمطاحن المنزلية والأواني الفخارية والنحاسية، إضافة إلى أنواع من الأسلحة القديمة، كالسيوف والبنادق والمسدسات القديمة، والعديد من الأزياء الشعبية القديمة المطرزة والمهدبة، وأنواعا من العملات الحديدية والورقية القديمة، ومئات الوثائق والصور والمجسمات التي تحكي قصصا وحكايات عن مراحل سياسية واجتماعية سابقة.
كما يؤكد مدير سياحة عجلون فراس الخطاطبة، أن تلك المتاحف تشكل قيمة مضافة، فهي تستقبل سنويا آلاف الزوار والأفواج السياحية من دون مقابل، وذلك بهدف تنشيط الحركة السياحية في مناطقها.  

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق