صور مرحة ومجنونة تستكشف ماضي مهرجان كان السينمائي قبل عصر كاميرات الهواتف - الأول نيوز

cnn 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كانت بداية المصور ديريك ريدجرز بـمهرجان كان السينمائي في العام 1984، عندما تمّ تكليفه بتصوير منسّق الأغاني ومغني الراب أفريكا بامباتا، الذي كان موجودًا في المدينة للترويج لظهوره القصير في فيلم "Beat Street"، للمخرج الأمريكي ستان لاثان، لصالح مجلة "NME" الموسيقية.

وقال ريدجرز، المعروف على نطاق واسع بصوره المميّزة للثقافات الفرعية البريطانية، لـCNN: "لا أعتقد أنني فكرت يوماً في (مدينة) كان، أو في مهرجانها السينمائي، قبل أن أذهب". 

وأضاف: "نرى تقارير عنه (المهرجان) على التلفزيون سنويًا، لكنه لم يكن له أي تأثير كبير على حياتي من قبل".

 

مهرجان كان السينمائي
تمكن ريدجرز من تصوير نجوم مثل المصوّر هيلموت نيوتن، وفي الصورة يظهر إلى جانب عارضة أزياء تدعى جو على شاطئ Carlton Beach، في العام 1988.Credit: Derek Ridgers

وعاد ريدجرز إلى مدينة المنتجعات الفرنسية 11 مرة أخرى، وخلالها قال إنه "لم يشاهد سوى فيلمين فقط"، "Beat Street" و"December Bride"، للمخرج الإيرلندي الثاديوس أوسوليفان.

وتساءل: "إذا كنت على الريفييرا الفرنسية والشمس ساطعة، فلماذا تختار الذهاب إلى السينما إذا لم تكن مضطراً؟". عوض ذلك، ركّز ريدجرز على المشاهد الآسرة وأحياناً المثيرة للجدل التي كانت تدور حوله، فصوّر المشاهير، وعارضات الأزياء الشابات، والممثلات الصاعدات، بالإضافة إلى زملائه المصوّرين.

بعد ثلاثة عقود، ضمّ كتاب جديد نشرته دار IDEA بعنوان "Cannes"، يضمّ بين دفّتيه نحو 80 صورة من أرشيف ريدجرز. ويُعرض المهرجان في الكتاب بصورة تختلف كثيراً عن نسخته المعاصرة. 

مهرجان كان السينمائي
استمتع ريدجرز بتصوير المناظر المتناقضة المثيرة للاهتمام التي صادفها، مثل عارضة الأزياء الصاعدة رايدر مرتديةً الفرو والقفازات وسط حشد من المصطافين الذين يرتدون الجينز.Credit: Derek Ridgers

أما النسخة الحالية، التي تستمر حتى 24 مايو/ أيار الجاري، ستُتابع إلى حد كبير عبر منصات التواصل الاجتماعي. أما في صور ريدجرز التي التقطها في الثمانينيات والتسعينيات، فلا وجود للهواتف المحمولة ولا حتى للكاميرات المدمجة، وكانت لحظات صنع النجومية، والتصريحات السياسية، وتاريخ الموضة تُنقل عادةً عبر التلفزيون والصحف المطبوعة.

وقال ريدجرز، الذي قضى، إلى جانب مهامه المهنية، جزءًا كبيرًا من الثمانينيات والعقد الذي سبقه في توثيق حركة "البانك" وحليقي الرؤوس والعشاق الجدد بلندن: "لطالما انصبّ اهتمامي على الناس، وأعتقد أنه كان دراسة للحالة الإنسانية". 

وأضاف: "كان المهرجان السينمائي أول تجربة مطولة لي في مجال التقارير الصحفية، لكنه لا يزال يُركّز على الناس الذين يفعلون ما يفعلونه". ولفت إلى كيف تأثّر كتابه "كان" بهذا الفضول نفسه، بالتوازي مع رفضه للنهج التقليدي المتّبع في تصوير السجادة الحمراء.

وقال: "هناك الكثير من مشاهد الحياة الزاخرة تُعرض خلال مهرجان كان، وتوجد فرص رائعة لالتقاط الصور في كل مكان تقريباً". 

مهرجان كان السينمائي
في أعمال ريدجرز، يقوم المصورون بمحاصرة المشاهير طوال ساعات النهار.Credit: Derek Ridgers

وقام ريدجرز بالتقاط الصور بالألوان والأسود والأبيض، موثقًا شخصيات أيقونية مثل كلينت إيستوود، وهيلموت نيوتن، وجون ووترز، إضافة إلى عارضات أزياء كنّ في بداية صعودهن مثل فرانكي رايدر، التي تظهر على غلاف الكتاب مرتديةً الألماس والفراء (في حين يرتدي الحشد المحيط بها الجينز والقمصان البسيطة)، وأيضًا فناني الأداء الذين حضروا حفل توزيع جوائز "Hot D’Or" لصناعة الأفلام الإباحية، ضمنًا الراحلة لولو فيراري.

ويستذكر ريدجرز: "خلال السنوات التي كنت أذهب فيها، بدا أن مهرجان الأفلام أصبح حدثًا أكبر وأكبر، وعندما بدأ نجوم الأفلام الإباحية يقيمون حفل توزيع جوائزهم هناك أيضًا (حيث أُقيمت جوائز Hot D’Or  بين 1992 والـ2001)، أضاف ذلك طبقة من الجنون وجعل التباينات في الصور أكثر إثارة للاهتمام. وبدا أن المهرجان السينمائي الرئيسي يأخذ نفسه بجدية مفرطة، ووجود نجوم الأفلام الإباحية هناك خفف الأجواء إلى حد ما".

مهرجان كان السينمائي
خلال الفترة التي قضاها في تصوير المهرجان، لم يشاهد ريدجرز سوى فيلمين فقط، مفضلاً بدلاً من ذلك التنزه على الشاطئ القريب.Credit: Derek Ridgers

في ذلك الوقت، كانت الشابات، سواء مؤديات الأفلام الإباحية أو طامحات إلى النجومية، كنّ حاضرات دومًا في الكتاب الجديد، يظهرن مع صديقاتهن أو يؤدين أمام الكاميرا؛ يتباهين في محاولة لمحاكاة الظهور الثوري لبريجيت باردو في المهرجان العام 1953، أثناء الترويج لفيلم "Manina, the Girl in the Bikini". وقد سجّل ريدجرز كل ذلك، بنظرة المتفرج، من المرح إلى الفجّ، وأحيانًا ما يثير التساؤل، كما في صورة لمصور آخر يلتقط لقطة خلسة تحت تنورة امرأة.

وأكد ريدجرز أنه لم يعتبر نفسه يومًا فوق أقرانه، متذكرًا أنه لم يشعر قط بأي صلة قرابة بهم، ويختتم الكتاب بصورة لبعض المصورين وهم يحملون إحدى صوره ويناقشونها، غافلين عن وجوده. 

مهرجان كان السينمائي
في كتابه، يصور ريدجرز شهية مصوري المهرجان في التقاط الصورCredit: Derek Ridgers

وقال: "طوال فترة حضوري للمهرجان، لا أعتقد أنني تبادلت أي حديث مع أي من المصورين الآخرين. كانوا يصرخون عليّ أحيانًا، لأني أعترض طريقهم، لكن هذا ليس حوارًا على الإطلاق. أعلم أن الأمر يبدو فظيعًا، لكنني تجاهلتهم. أنا شخص تنافسي وأركّز جيدًا، إذا كنت أقف وأتحدث، فقد أفوت فرصة التقاط صورة جيدة". 

في "كان"، يسود جو من المجون ممتزج بحسٍ خفيف الظل. ولفت ريدجرز إلى أنه "جاد في عملي، لكن هذا ليس كتاب صور جاد على نحو خاص"، مشيراً إلى طبيعة محتواه. 

وتابع: "معظم الصور تافهة، وبعضها ببساطة فاضح. في هذه الأيام، وبسبب قانون الحق بالصورة الفرنسي (droit à l’image)، أصبح من الأصعب نشر صور لأشخاص في الأماكن العامة من دون إذنهم، ولا أدري كيف يطبق ذلك في عصر هواتف الكاميرا".

وأضاف: صوري تُعد شهادة على ما كان يحدث من أمور ممتعة، مجنونة، وأحياناً سخيفة في ذلك الوقت".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق