كيف تسهم مهارت القرن الـ21 بتحسين جودة التعليم؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

عمان- في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها سوق العمل والتقدم التكنولوجي المستمر، أصبح التعليم القائم على مهارات القرن الـ21 حجر الأساس لضمان جودة التعليم وإعداد الأفراد لمتطلبات بيئة مهنية تتسم بالديناميكية والتطور المستمر.اضافة اعلان
وبينما لم يعد النهج التقليدي القائم على الحفظ والتلقين كافياً لمواكبة الاحتياجات المتجددة، بل أصبح التركيز على المهارات الجوهرية كمهارات التفكير، الابتكار، التعلم الذاتي، التعاون، وحل المشكلات، والمهارات الرقمية ضرورياً لتمكين الطلبة من التعامل بفعالية مع تحديات السوق الحديثة، أكد خبراء تربويون أن التعليم القائم على المهارات القرن الـ21 يعد من أهم الأساليب الحديثة في تطوير العملية التعليمية، لأنه يعمل على تزويد الطلبة بالمهارات العلمية والعملية التي تؤهلهم لمواجهة تحديات الحياة وسوق العمل، ويساعدهم على ربط ما يتعلمونه نظريا بالتطبيق العملي أثناء تفاعلهم مع المحتوى الدراسي بشكل مباشر مستخدمين في هذا التفاعل مهارات التفكير النقدي، والعمل الجماعي، وحل المشكلات وغيرها من المهارات التي تعزز من فهمهم للموضوعات الدراسية ومتطلبات الحياة، وهذا ينعكس على تحسين جودة التعليم، وعلى إعداد جيل أكثر كفاءة واستعدادا للاندماج في المدرسة والمجتمع والمساهمة في تنميته.
وبينوا في أحاديثهم المنفصلة لـ"الغد"، أن التعليم القائم على المهارات القرن الـ21 يساهم بتجويد التعليم، إذ يوفر فرصا للتعلم لجميع المتعلمين دون استثناء وهذا يجعل الطالب متفاعلا وفاعلا في عملية التعليم،  ويصبح دور المعلم ميسرا ومرشدا له، ما ينعكس على مخرجات التعليم، إذ يصبح الطلبة متسلحين بالمهارات التي تمكنهم من التكيف والانخراط في سوق العمل بكفاءة
 ويكون لديهم استعداد لمواجهة الحياة العملية.
وأوضحوا أن التوسع بدمج مهارات القرن الـ21 في المناهج الدراسية، وطرق التدريس يحمل في طياته إمكانات هائلة لتحسين جودة التعليم على مستويات متعددة، إذ يساهم بتحويل نموذج التعليم من التلقين السلبي إلى التعلم النشط والتفاعلي، حيث يصبح الطلاب مشاركين فعالين في عملية التعلم، ويقومون بتطبيق معارفهم في حل مشكلات واقعية.
التركيز على المهارات الضرورية
وفي هذا الصدد، أكد الخبير التربوي د.محمد أبو غزلة، أنه في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم اليوم في المجالات كافة، بخاصة المجال التعليمي منها، أصبح من الضروري أن تتبنى الأنظمة التعليمية التركيز على التعلم القائم على المهارات الضرورية لمواكبة التقدم التكنولوجي والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها دول العالم.
وأشار إلى أن الأنظمة التعليمية مدعية للاهتمام والتركيز والتوسع بتبني التعليم القائم على المهارات، وخاصة مهارات القرن الـ21 التي ستسهم في حل الكثير من المشكلات التي تعاني منها هذه الأنظمة، كما هي ضرورية بنفس الوقت لاتخاذ قرارات مهمة في المواقف التعليمية التي يمر بها الطلبة في مختلف مراحلهم الدراسية لتحسين جودة تعلمهم، والتي لا يمكن معالجتها دون تمكينهم وتدريبهم عليها من مثل مهارات التخطيط والتنظيم والإدارة الذاتية، والتعاون والعمل الجماعي والتواصل الفعال، والتعلم المستمر.
إضافة لتمكينهم في مهارات التفكير الناقد والتحليلي، ومهارات حل المشكلات وأساليب والابتكار لتطوير حلول جديدة لمعالجة هذه المواقف فضلا عن المهارات الرقمية والحاسوبية التي أصبحت أساسية لهم بمختلف مجالات الحياة والعمل، والذي أصبح يتطلب مهارات متقدمة إلى جانب تمكينهم من المهارات الحياتية، التي ستمكنهم من التكيف مع التغييرات كعوامل حاسمة لنجاحها وديمومتها وتميزها، بحسب أبو غزلة.
وأضاف، إن التعليم القائم على مهارات القرن الـ21 يعد من أهم الأساليب الحديثة في تطوير العملية التعليمية التعلمية، لأنه يعمل على تزويد الطلبة بالمهارات العلمية والعملية التي تؤهلهم لمواجهة تحديات الحياة وسوق العمل، ويساعدهم على ربط ما تعلموه نظريا بالتطبيق العملي أثناء تفاعلهم مع المحتوى الدراسي بشكل مباشر مستخدمين في هذا التفاعل مهارات التفكير النقدي، والعمل الجماعي، وحل المشكلات وغيرها من المهارات التي تعزز من فهم للموضوعات الدراسية ومتطلبات الحياة، وهذا ينعكس على تحسين جودة التعليم وعلى إعداد جيل أكثر كفاءة واستعدادا للاندماج في المدرسة و المجتمع والمساهمة في تنميته.
ولضمان تحقيق ذلك يجب على النظام التعليمي والقائمين عليه، بحسب أبو غزلة التركيز على مهارات التعلم الأساسية من قراءة وكتابة وفهم وتحليل المهارات التي تعد الأساس الذي يبنى عليه التعلم في المراحل الدراسية المتقدمة، وهي أساسية لتطوير التفكير النقدي والقدرة على التحليل لباقي المهارات، كما عليهم التوسع بالتعلم القائم على المهارات بخاصة المهارات الأساسية والحديثة بالتعاون مع المركز الوطني لتطوير المناهج لتطوير مناهج مرنة مرتبطة بالواقع والتوسع بتوفير الأدلة، وطرح الأنشطة التعليمية العملية والتطبيقات الحياتية الجماعية داخل الصفوف الدراسي وخارجها.
وتابع، " إضافة لتدريبهم على اتخاذ القرارات الإبداعية والمبتكرة التي تحدد مستقبلهم وتمكنهم من التعامل مع تحديات الحياة اليومية بفعالية، بخاصة في مجال تمكينهم من مهارات الثقافة الإعلامية وتحليل البيانات في ظل انتشار وسائل التواصل لتمكينهم من التمييز بين المصادر الموثوقة لتعلمهم، وفهم كيفية عمل وسائل الإعلام التي تخدم تعلمهم وتحمل المسؤولية تجاهها بحيث يكون لهم تأثير إيجابي على الآخرين، وهذا من شأنه أن يسهم ببناء قدراتهم على التكيف مع التغييرات والتحديات السريعة وفهم الثقافات المختلفة، والتعامل مع الآخرين وبالتالي تحسين جودة النظام التعليمي.
وأشار أبو غزلة لأهمية تدريب المعلمين لتصميم وتنفيذ هذه الأنشطة ليكونوا قادرين أيضا على تدريسها بشكل تفاعلي بالتركيز على دمج بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، وأن يستخدموا إستراتيجيات وأساليب تدريسه بحيث تناسب هذه المهارات تعتمد  بالدرجة الأولى على إشراك الطلبة في جميع عمليات التعلم والتعليم لتعزيز دافعيتهم  وتفاعلهم مع التعلم، من هنا لا بد من أن يتلقى المعلمون تدريبا نوعيا عليها وعلى آلية وأدوات تقييم الطلبة في هذه المهارات، بحيث يكون تقييمهم للطلبة بشكل شمولي، وألا تقتصر إستراتيجيات وأدوات التقييم التي يستخدمونها على الامتحانات فقط.
ولأن العملية التعليمية عملية جماعية والمسؤولية مشتركة بين جميع فئات المجتمع، بخاصة أولياء الأمور، أوضح أبو غزلة، أهمية دور أولياء الأمور بدعم تعلم أبنائهم بهذه المهارات، والمساهمة بتوفير بيئة مدرسية داعمة ومحفزة، تشجع على تعلم هذه المهارات، وهذا من شأنه أن يسهم في رفع جودة التعلم وتحسين مخرجاته.
وبين، أن التعليم القائم على المهارات أصبح مطلبا بخاصة في ظل اعتماد أنظمة التعليم الحديثة في الدول التي حققت مراتب متقدمة في مؤشرات التعليم الدولية وحسنت من جودة تعلم الطلبة لديها، حيث تبنت أساليب تعليمية تركز على بناء المهارات القرن الـ21 مثل مهارات التفكير النقدي، والتعلم الذاتي، والقدرة على حل المشكلات، بالإضافة لمهارات الاتصال الفعال والتعاون والعمل الجماعي والمهارات الرقمية وتمكين الطلبة منها بحيث يكونوا قادرين على استخدام الأدوات التكنولوجية المتقدمة من الحوسبة السحابية إلى الذكاء الاصطناعي، وهو ما يجعل تعلم هذه المهارات جزءا أساسيا من العملية التعليمية، إضافة لتعليمهم مهارات الابتكار منذ المراحل الدراسية المبكرة، والأهم بأنها قامت بدمج هذه المهارات في المناهج الدراسية بطرق عملية وتفاعلية، وأثبتت فاعليتها في تحسين الأداء التعليمي إلى جانب تركيزها على تطوير مهارات المعلمين، ومنحهم استقلالية مهنية، مما ساعد على رفع جودة التعليم في أنظمتهم التعليمية  بشكل شامل ومستدام.
ولفت أبو غزلة لأهمية اهتمام النظام التعليمي بالتوسع في التعليم القائم على المهارات وخاصة المهارات الحياتية ومهارات القرن الـ21؛ لأنهما مكملتان لبعضهما بعضا والعمل على تأهيل وبناء شخصية الطالب وتطوير قدراته الأكاديمية والشخصية والاجتماعية، وتمكينه من التفاعل مع بيئة رقمية متسارعة تعزز من قدرته على التكيف مع المتغيرات السريعة في مجالات العمل والحياة، لذا فإن التوسع في دمج مهارات القرن الـ21 والمهارات الحياتية في المناهج الدراسية، يعد أمرا في غاية الأهمية  للاستثمار في بناء قدرات الأفراد والمجتمعات وفي إعداد جيل قادر على مواجهة متطلبات العصر الحديث بكفاءة وفاعلية ويعزز من مكانة النظام التعليمي الأردني.
ضرورة تعليم المهارات وتوظيفها في العملية التعليمية
بدورها، قالت الخبيرة التربوية د. نجوى القبيلات إن مهارات القرن الـ21 تعرف بأنها مجموعة من المهارات والمعارف التي يحتاجها الأفراد للنجاح في العصر الحديث، وتمكّنهم من التفاعل بفعالية مع التغيرات المتسارعة التي تحدث في العالم في كافة المجالات منها مجال التكنولوجيا، مجال الاقتصاد، وسوق العمل.
وأضافت، إن هذه المهارات يمكن تصنيفها
 لـ"مهارات التفكير والتعلم كالتفكير النقدي والتفكير الإبداعي، وحل المشكلات واتخاذ القرار، ومهارات البحث والاستقصاء، والمهارات الشخصية والاجتماعية مثل العمل الجماعي والتعاون، والتواصل الفعال، القيادة وتحمل المسؤولية، القدرة على التكيّف والمهارات الرقمية والتقنية مثل استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات،الأمن السيبراني، التفكير الحسابي والبرمجة الأساسية".
وأكدت القبيلات على ضرورة تعليم هذه المهارات للطلبة خلال سنوات التعليم عبر توظيفها في العملية التعليمية التعلمية إما بطريقة مباشرة، وذلك عبر تضمينها بالمناهج كمحتوى تعليمي أو بطريقة غير مباشرة عبر تضمينها في إستراتيجيات التعليم وإستراتيجيات التقويم أو الأنشطة التي تعزز اكتساب هذه المهارات وإتقانها؛ لما لذلك من أهمية بالغة.
وأشارت إلى ضرورة تهيئة الطلبة لسوق العمل المستقبلي، فالوظائف تتغير بسرعة، وبات معظمها يتطلب مهارات تحليلية، رقمية، وابتكارية، إضافة لذلك تعمل تلك المهارات على تعزيز استقلالية الطالب، عبر تعلمه مهارات التفكير والتعلم الذاتي ومهارة حل المشكلات وغيرها من المهارات التي تعزز ثقته بنفسه وقدرته على مواجهة التحديات، وهذا يسهم بتمكينه من الانخراط في المجتمعات بثقة وقدرة عالية على الاتصال والتواصل، علاوة على تشجيعه على الابتكار والتفكير بطرق غير مألوفة.
وبينت القبيلات أن التعليم القائم على المهارات القرن الـ21 يساهم بتجويد التعليم، إذ يوفر فرصا للتعلم لجميع المتعلمين دون استثناء، وهذا يجعل الطالب متفاعلا وفاعلا في عملية التعليم، ويصبح دور المعلم ميسرا ومرشدا له، ما ينعكس على مخرجات التعليم، إذ يصبح الطلبة مسلحون بالمهارات التي تمكنهم من التكيف والانخراط في سوق العمل بكفاءة، و يكون لديهم استعداد لمواجهة الحياة العملية.
إعداد الطلبة لمواجهة تحديات المستقبل
من جهته، قال الخبير التربوي عايش النوايسة إن مهارات القرن الـ21 تمثل ركيزة أساسية لتطوير جودة التعليم، وإعداد الطلبة  لمواجهة تحديات المستقبل بنجاح، لافتا إلى أن القرن الـ21 يحمل تغيرات مهمة طرحت تحديات عديدة، فأتت العولمة المالية، والصناعية، والتجارية، وعولمة الخدمات لتطرح زيادة مهمة بالتنافس الدولي على مختلف الأصعدة.
وأضاف، إن هذه التغيرات تفرض على التربية نقل كم متزايد من المعارف والكفايات الفنية المتطورة الموائمة لحضارة المعرفة على نحو فعال وشامل، لأنها تُشكل الأسس الفنية لكفاءات الغد، موضحا أنه أصبح لزاما على منظومة التربية والتعليم، أن تقوم بتجويد منطلقاتها وأساليبها وغاياتها، بهدف الارتقاء بكفايات مريديها من الطلبة، وتعمل على تخريج أفراد قادرين على دخول سوق العمل بمهارات عالية الأداء، ومتناسبة مع احتياجاته المتجددة.
وأوضح أن مفهوم "مهارات القرن الـ21" يبرز اليوم كإطار أساسي لتطوير جودة التعليم وإعداد الطلبة لمواجهة متطلبات المستقبل بنجاح، لافتا إلى أن إطار مهارات القرن الـ21 يقوم على ثلاث فئات رئيسة من المهارات: مهارات التعلم والإبداع، ومهارات الثقافة الرقمية، ومهارات الحياة والمهنة.
وأشار إلى أن هذه المهارات تمثل مجموعة متكاملة من المعارف والقدرات التي تمكن الطلاب من التفكير النقدي والإبداع وحل المشكلات والتواصل بفعالية، بالإضافة إلى استخدام التقنيات الرقمية والتعامل مع متطلبات الحياة المهنية والشخصية.   
ورأى النوايسة أن التوسع بدمج مهارات القرن الـ21 بالمناهج الدراسية وطرق التدريس يحمل في طياته إمكانات هائلة لتحسين جودة التعليم على مستويات متعددة، إذ يساهم في تحويل نموذج التعليم من التلقين السلبي إلى التعلم النشط والتفاعلي، حيث يصبح الطلاب مشاركين فعالين في عملية التعلم، ويقومون بتطبيق معارفهم في حل مشكلات واقعية.
وبين أن هذا النهج يعزز من دافعية الطلاب ومشاركتهم، ويطور لديهم القدرة على التعلم الذاتي التعاون، ويركز على تنمية مهارات التفكير العليا، مثل التفكير الناقد والتحليلي والإبداعي، والتي تعد ضرورية في عالم يتسم بالتعقيد والتغير المستمر، وعبر تشجيع الطلاب على طرح الأسئلة، وتقييم المعلومات، وتوليد الأفكار الجديدة، يتم إعدادهم لمواجهة التحديات المعقدة وإيجاد حلول مبتكرة ويساهم في إعداد الطلاب لسوق العمل المتغير، عبر تزويدهم بالمهارات المهنية والشخصية اللازمة للنجاح في وظائف المستقبل. 
وتشمل هذه المهارات، بحسب النوايسة التواصل الفعال، والعمل الجماعي، وحل المشكلات، وإدارة الوقت، والتكيف مع التغيير، بالإضافة للثقافة الرقمية التي تمكنهم من استخدام التقنيات الحديثة بفعالية فضلا عن تعزيز مهارات الثقافة الرقمية التي تمكن الطلاب من التعامل مع العالم الرقمي بثقة ومسؤولية.
ويتطلب تحقيق ذلك، بحسب النوايسة تبني نهج شامل ومتكامل يشمل تطوير المناهج وطرق التدريس، وتدريب المعلمين، وتوفير البيئات التعليمية المحفزة التي تشجع على التعلم النشط والإبداع والتعاون.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق