يخضع اتفاق محتمل بين شركتي "أبل" الأميركية و"علي بابا" الصينية لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لمراجعة مكثفة من قبل البيت الأبيض ومجلس النواب الأميركي، وسط مخاوف من استخدام هذه التقنيات في دعم القدرات العسكرية الصينية.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن المفاوضات بين الشركتين تتضمن خططًا لدمج أنظمة الذكاء الاصطناعي التابعة لـ"علي بابا" في هواتف iPhone المباعة في السوق الصينية، وهو ما يثير قلق المسؤولين الأميركيين من إمكانية تحول هذه التقنيات إلى أدوات عسكرية متطورة، قادرة على تنفيذ مهام معقدة مثل توجيه الطائرات المسيرة وتنسيق الهجمات.
وتعكس هذه المخاوف توترات متزايدة بين واشنطن وبكين بشأن السيطرة على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، حيث تسعى الولايات المتحدة لتقييد وصول الصين إلى هذه التقنيات، سواء من خلال منع التصنيع أو تقييد الصادرات.
ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر مطلعة أن الصفقة قد تمنح "علي بابا" فرصة لتعزيز قدراتها في الذكاء الاصطناعي، وتوسيع نطاق استخدام برامجها مع تقليل الرقابة عليها، ما يزيد من تعرض "أبل" لضغوط القوانين الصينية المتعلقة بتبادل البيانات والرقابة الحكومية.
في المقابل، ترى "أبل" أن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي يمثل خطوة حاسمة لمستقبل هواتف iPhone، خاصة في الصين، التي تعتبر ثاني أكبر أسواقها بعد الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن التخلي عن الصفقة قد يعرّض حصتها السوقية للخطر، حيث تشكل السوق الصينية نحو 20% من إجمالي مبيعاتها، ما يعقد موقف الشركة بين ضغوط واشنطن ومتطلبات السوق الصينية.
كما قد يؤدي فشل هذه الشراكة إلى تقليص قدرة "أبل" على المنافسة مع الشركات الصينية مثل "هواوي" و"شياومي"، التي تقدم أجهزة مزودة بتقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة.
0 تعليق