نموذج بحريني.. صنعته إنسانية ملك

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بينما تعاني مجتمعات كثيرة من التشرذم والانقسام والتنازع الطائفي، تبرز مملكة البحرين كنموذج متميز في كيفية بناء دولة تقوم على احترام التعددية والانفتاح على الآخر، وهنا بلادنا تقدم تجربة مغايرة، تجمع بين الاستقرار الداخلي والحضور الفاعل على الساحة الدولية، مستندة في ذلك إلى أسس المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه.

تجربتنا ليست مجرد سياسات محلية، بل امتدت آثارها لتنعكس على صورة البحرين في المحافل العالمية، كما حدث مؤخراً في اجتماع مجموعة «الرؤية الاستراتيجية: روسيا والعالم الإسلامي»، حيث حظيت البحرين بإشادة واضحة من قادة دينيين وسياسيين، ممن رأوا في سياساتها الداخلية والخارجية تجسيداً عملياً لقيم الحوار الحضاري. فالتصريحات التي أطلقها المفتي العام لروسيا، وكذلك رئيس جمهورية تتارستان، تعكس إدراكاً متزايداً بأن البحرين لا تكتفي بالتنظير، بل تترجم مفاهيم التسامح والتقارب إلى ممارسات ملموسة.

التعايش والتسامح لا يعتبران اليوم مجرد قيم أخلاقية، بل هما أدوات استراتيجية تعزز من فرص التنمية والاستثمار. والبحرين، من خلال خطابها المعتدل وسياساتها المتزنة، نجحت في تقديم نفسها كبيئة مستقرة سياسياً، وجاذبة اقتصادياً، وهو ما يفتح أمامها آفاقاً أوسع في شراكاتها مع قوى دولية كبرى. وعليه، فإن الرؤية البحرينية ليست فقط أخلاقية أو ثقافية، بل أيضاً ذات أبعاد تنموية وتكاملية مع المحيط الإقليمي والدولي.

التجربة البحرينية ليست مثالية، ولا تدّعي الكمال، لكنها تجربة طموحة، وحققت نجاحات باهرة، والأجمل أنها توفر إطاراً واقعياً لما يمكن أن تفعله الدول الذكية حين تتسلح برؤية واضحة وإرادة سياسية لبناء مجتمعات أكثر تسامحاً. وما نراه فلسفة محنكة من ملكنا الغالي بشعار أن الحوار ليس ترفاً، بل ضرورة وجودية في عالم متعدد الهويات والمصالح.

التحدي الأكبر الآن الذي يواجه هذا النموذج البحريني المتميز هو الاستمرارية والتحديث المستمر؛ فالعالم يتغير، والأزمات تتوالى، والتجارب لا تصمد إلا بقدرتها على التجدد. ولعل أحد عناصر قوة التجربة البحرينية هو إدراكها لهذه الحقيقة، وسعيها الدائم لتطوير أدواتها ومقارباتها بما يواكب التحولات الدولية، دون التفريط في الثوابت الوطنية.

يسودنا كبحرينيين الفخر حينما يشيد العالم بملكنا وبلادنا وتجاربنا. خاصة حينما تصدر دعوات لتأمل النموذج البحريني الذي أثبت تميزه، والذي يؤكد بأن الرهان على السلم الأهلي، والانفتاح، والتواصل مع الآخر، لم يعد مجرد خطاب دبلوماسي، بل أصبح من ضرورات البقاء والاستقرار في وقتنا الحالي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق