دعت الندوة الحوارية التي نظمتها جمعية المرأة العمانية بولاية بدية بمحافظة شمال الشرقية إلى ضرورة تضافر الجهود المجتمعية نحو تيسير أمور الزواج والحد من المغالاة في المهور والتقليل من تكاليف الزواج، وتشجيع المبادرات المجتمعية التي تهدف الى تفعيل برامج الزواج الميسر وذلك ضمن مبادرات بدية نحو مجتمع واع يقدر بناء أسرة سعيدة متماسكة ، ووعي يحترم العلاقة الزوجية من خلال عدم المغالاة في كثرة المهور وتبعاتها، والعمل على عقد دورات للمقبلين على الزواج، والاستمرار في تنفيذ مبادرات الزواج الجماعي .
وأوصت الندوة التي حملت عنوان " زواج ميسر" التي شارك فيها مختصون في الشأن الاجتماعي إلى مناقشة التحديات والفرص، ووضع الحلول العملية من خلال تقديم الدعم الاجتماعي والنفسي للشباب المقبلين على الزواج، وتعزيز جهود المؤسسات الاجتماعية والدينية، وإبراز جهود المرأة في المجتمع لإيصال رسالة حاسمة للتصدي للممارسات الخاطئة التي تعيق إتمام الزواج، ومن بينها: المغالاة في المهور، وكثرة متطلبات الزواج من قبل البعض، والتبذير في الولائم، وكثرة طلب الهدايا المكلفة.
وتضمنت الندوة العديد من المحاور؛ حيث تحدث في المحور الأول الشيخ سالم بن علي النعماني مؤكدا على الأسس الشرعية الواجبة لإتمام الزواج ، مقدما نماذج من التحديات المعاصرة التي تواجه المجتمع نتيجة كثرة المتطلبات التي يشترطها أولياء الأمور، منبها إلى خطورة ذلك على الشباب من الجنسين، فيما تحدث فضيلة الدكتور ماجد بن هلال الحجري في الحلقة مشيرا الى أهمية التيسير من منظور قانوني وتشريعي ضمن القوانين العمانية، مشيرا إلى أن قانون الأحوال المدنية ضمن جملة من الإجراءات المنظمة والمسهلة لإتمام الزواج ومن بينها وجود الصداق دون تحديد مبلغ معين مطالباً أولياء الأمور بضرورة اتباع السنن الحميدة التي تيسر ولا تعسر .
وفي المحور التربوي والنفسي قدم سالم بن حمدان الحجري جملة من النصائح لمعالجة التأثيرات النفسية السلبية الناتجة عن المغالاة في المهور، وما تسببه من ضغوط على الشباب والفتيات وتأخير فرص الزواج، ما ينعكس سلبًا على المجتمع بأسره. وتناول عبدالله بن سعيد الحجري تجربة فريق بدية الخيري في تنظيم برامج الأعراس الجماعية، ودورها في التخفيف من الأعباء المالية للشباب، وأثرها المادي والنفسي على المجتمع مشددا على ضرورة مواصلة المبادرات المجتمعية في تعزيز هذا النهج الطيب.
واختتمت الحلقة بمشاركة مريم بنت وني الوهيبية التي تحدثت خلال مدخلتها عن الآثار النفسية والاجتماعية السلبية الناتجة عن المغالاة في المهور، وما تسببه من ضغوط على الشباب والفتيات، وتأخر فرص الزواج ما ينعكس سلبيا على المجتمع بأسره، داعية الى ضرورة تغيير المفاهيم المجتمعية المغلوطة في مجتمعنا العماني الأصيل.
حضر الفعالية الشيخ المعتصم بن هلال الحوسني المدير العام للمديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة شمال الشرقية، ورئيسات جمعيات المرأة العمانية بالمحافظة، ومديرو الدوائر الحكومية والخاصة وعدد من المدعوين.
0 تعليق